كيف يعمل حاجز "الكنطري" الاقتصادي؟


استمرت إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذاتية، بفرض مبالغ مالية متفاوتة على شاحنات البضائع والسيارات قبل دخولها محافظة الحسكة في نقاط وساحات تفتيش أهمها "الكنطري" على طريق حلب الدولي، الذي يمر شمال الرقة، وذلك رغم تراجع حركة التجارة مع مناطق "درع الفرات".

ويربط طريق حلب الدولي بين منبج وعين عيسى - الكنطري (شمال الرقة) - تل تمر – الحسكة.

وحتى بعد خسارة الإدارة الكردية كانتونها الثالث في عفرين نتيجة عملية "غصن الزيتون"، ما زالت ميليشيا "آسايش" التابعة لها تفرض مبالغ مالية تتراوح بين 500- 35000 ليرة سورية على الشاحنات والسيارات، وذلك رغم تراجع حركة الشحن ودخول البضائع إلى مناطق سيطرة حزب "الاتحاد الديمقراطي" من مناطق "درع الفرات" عن طريق معبر" الحمران-أم جلود" باتجاه "منبج"،  وفق مراسل "اقتصاد".

وقال المراسل إن اطلاق الجيش التركي وفصائل من الجيش الحر لعملية "غصن الزيتون" مطلع العام الجاري ضد مسلحي حزب "الاتحاد الديمقراطي" وأذرعه العسكرية والأمنية في "عفرين"، ساهم بانخفاض وتيرة الحركة التجارية وعبور البضائع من مناطق سيطرة الجيش السوري الحر في "اعزاز" و"جرابلس" و"الباب" باتجاه "منبج"، لكنها لم توقفها. في حين استمر وصول شاحنات البضائع إلى الحسكة من مناطق سيطرة قوات النظام في حلب وحماة عبر "منبج" و"الطبقة".

وبعد إغلاق ساحة "المبروكة"، نقلت الإدارة الذاتية الكردية، بداية العام الماضي، أعمال تفتيش البضائع القادمة نحو الحسكة من مناطق سيطرة فصائل "درع الفرات" وقوات النظام، إلى ساحة "الكنطري". ولا يُسمح بوصول أي شاحنة إلى مناطق المحافظة، دون مرورها على هذه الساحة خاصة إذا لم تخضع للتفتيش والتحويل (نقل البضاعة من شاحنة إلى أخرى) في "ساحة منبج"، حسب المراسل.

حول طريقة عمل "حاجز الكنطري" يقول "خالد" (28 عاماً) وهو عامل ضمن ورشات العتالة، إن يوم الثلاثاء انتصف ولم تعبر  سوى 20 سيارة أغلبها قادمة من "منبج" نفسها أو من مناطق النظام عبر "الطبقة"، فيما كانت تعبر عشرات الشاحنات والسيارات يومياً محملة بالبضائع قادمة من مناطق "درع الفرات" قبل عملية "غصن الزيتون".

وحسب خالد فإن ورشات العتالين في "ساحة الكنطري" يعملون على "قلب البضاعة من سيارة إلى أخرى أي نقل البضاعة من السيارة أو الشاحنة القادمة من ريف حلب الشمالي أو مناطق سيطرة قوات النظام إلى شاحنة جديدة، مقابل دفع السائق 1000 ليرة سورية وصل عتالة من /آسايش/ الكنطري و 12000 ألف ليرة أجرة  للعتالة، كي يستطيع أخذ /حركة مرور/".

ويعمل خالد وأصدقاؤه على إحداث ممر (شارع) داخل الشاحنة بهدف السماح لعناصر الآسايش الكردية بتفتيشها أو على الأقل إحداث جُور بالبضاعة (حفر) تنفذ إلى قاع الشاحنة للتأكد من نوعها ومن خلوها من أي بضاعة مخالفة، وهذا لا يشمل الشاحنات الخاضعة للتفتيش في "منبج" أو التي جاءت من منبج فهي تحصل على وصل عبور فقط وتكمل طريقها إلى الحسكة.

ويدفع أصحاب البضائع مبالغ متفاوتة تضاف إلى قيمة البضائع، وذلك حسب حجم الحمولة ونوع الشاحنة. ويجبر سائق القاطرة المقطورة على دفع 35000 ليرة سورية، وسائق قاطرة غير مقطورة يدفع 6000 ليرة، أما سائق براد الخضار فيدفع 12000 ليرة سورية، وسيارة انتر تدفع 2500 ليرة سورية، واللودر بحمولة أغنام أو أبقار يدفع 3000 ليرة سورية، أما السيارات الصغيرة تدفع 500 ليرة سورية تفتيش  و500 وصل مرور، وفق العامل.

ينتهي استقبال الشاحنات والسيارات عند الساعة 6 مساء ويضطر سائقو الشاحنات إلى الانتظار حتى الساعة 9 صباحاً في الكنطري، باستثناء حمولة الأغنام والفروج والخضروات للضرورة، وحمولات الرمل والبحص لأنها قادمة من مقالع نهر الفرات بالرقة ولا تخضع للتفتيش.

كما يستثنى من التفتيش والدفع سائقو صهاريج النفط التي تحمل مهمات موقعة من ميليشيا "آسايش" الكردية وقوات النظام لذا تسلك طريقاً خاصاً بها نحو مناطق سيطرة النظام بعد عبور سد الفرات ومدينة الطبقة" ترافقها دورية  من "آسايش" الكردية في مناطق الجزيرة السورية، ثم ترافقها دورية من قوات النظام حتى تصل إلى حمص، وهي لا تتأثر بحركة التجارة على طريق حلب -الحسكة الدولي.

ترك تعليق

التعليق