مصر ترفض 90% من طلبات الحصول على الفيزا للسوريين

منذ صدور قرار وجوب حصول السوريين على فيزا بشكل مسبق حتى يتمكنوا من الدخول إلى مصر في النصف الثاني من عام 2013 وحتى تاريخه، مازال السوريون في مصر يعانون معاناة إنسانية تتمثل في تشتت قسم كبير من العائلات وعدم تمكنهم من الاجتماع واللقاء بأسرهم.

وتعاني كثير من العائلات بسبب فرض التأشيرة لتعيش حالات إنسانية صعبة تتمثل في غياب رب الأسرة أو الأم وأحياناً الأبناء، ومعظم العائلات السورية تعاني من هذه المشكلة المتمثلة بتشتت الأسرة وعدم تمكنهم من الدخول حتى لزيارة أقاربهم وذويهم.


*الموافقات لا تتجاوز 10%

ويرى المحامي فراس حاج يحيى، مسؤول قسم حقوق الإنسان في اللجنة القانونية للائتلاف بالقاهرة، في تصريح لـ"اقتصاد"، أنه: "ووفق الطرق القانونية يمكنهم ذلك من خلال تقدم الشخص الراغب في زيارة أقاربه في مصر بطلب فيزا زيارة في سفارة مصر في الدولة التي يقيمون بها على أن يرفقوا بطلبهم صلة قرابتهم بالشخص الراغبين بزيارته مع صورة أو رقم الإقامة السنوية التي يحملها الشخص المراد زيارته.

والطريقة الثانية تتمثل بتقدم الشخص المقيم في مصر بطلب استقدام في مجمع التحرير في القاهرة يطلب فيه منح تأشيرة للشخص الراغب بزيارته مع إرفاق ثبوتيات درجة قرابته لهذا الشخص، ومن الناحية العملية تحتاج هذه المعاملة لموافقة من إدارة الهجرة والجوازات مرتبطة بموافقات أمنية، وهذا ما يصعب الحصول عليها حيث لوحظ أن الموافقة على مثل هذه الطلبات لا يتجاوز 10 بالمئة من مجموع الطلبات التي قدمت بالفترة السابقة".

ويتابع حاج يحيى إن "الحالات الإنسانية الحرجة يتم ترشيحها من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كما قام مقر الائتلاف الوطني بالقاهرة بتقديم الطلبات التي وصلت له إلى الجهات المعنية في مصر وتم معالجة قسم منها، على أمل أن يتم الاستجابة لكل الطلبات من هذا النوع".

وأضاف حاج يحيى: "في جميع اللقاءات التي جرت بين مدير مقر الائتلاف بالقاهرة عادل الحلواني ومسؤولين في الخارجية المصرية، يكون هذا الموضوع على رأس جدول الأعمال، ونأمل من إخوتنا المصريين في الفترة القادمة العمل على إلغاء تأشيرة الدخول على السوريين الراغبين بدخول مصر، وهذا ظننا بهم".

وأشار مسؤول قسم حقوق الإنسان إلى أن لمفوضية اللاجئين دورا مهما في لمّ شمل الأسرة السورية بمصر، وبإمكان أي شخص مسجل لدى المفوضية ولديه أحد أفراد أسرته ممن تقدم سابقاً بطلب فيزا ورُفض طلبه، مراجعة قسم الحماية في المفوضية وتقديم طلب لديهم للمساعدة في دخوله مصطحباً معه ثبوتيات درجة القرابة ورقم الطلب الذي تم رفضه، والمفوضية بدورها تقدم هذا الطلب للجهات المصرية المعنية وفق آلية تعتمدها المفوضية في مثل هذه الحالات.

* فيزا مقابل آلاف الدولارات

ولفت حاج يحيى إلى أنه تمت الموافقة على عدة طلبات قدمت بطرق قانونية للحصول على تأشيرة دخول وتم الاستجابة لها، وقسم كبير تم رفضه، وفي هذا السياق يظهر تجار الأزمات الذين يستغلون حاجة السوريين ويؤمنون هذه الفيزا مقابل مبالغ طائلة تصل لآلاف الدولارات.

وعقّب حاج يحيى بقوله: "أستغل هذا اللقاء للتحذير من التعامل مع مثل هؤلاء كون قسم كبير منهم يحتال على الناس ويسلبهم أموالهم ويتاجر بمعاناتهم، وأرجو من أهلنا السوريين عدم التعامل مع هؤلاء السماسرة واتباع الطرق القانونية المتاحة، وأرجو من إخوتنا المصريين بذل جهودهم لإلغاء تأشيرة الدخول المفروضة على السوريين والوقوف إلى جانبنا في هذه المعاناة الإنسانية الكبيرة التي نمر بها".

*30 ألف إقامة مزورة

يشار إلى أنه، ومنذ تاريخ فرض التأشيرات، لم يسجل مطار القاهرة دخولاً لسوريين إلا لمن لديهم إقامات دراسية أو إقامات عمل، لكن الحصول على مثل هذه الإقامات له شروط، أما للأشخاص الذين يحملون الإقامات السياحية فهم يستطيعون الخروج من مصر. كما نشطت سوق سوداء للحصول على التأشيرات، بمبالغ خيالية وصلت إلى 2600 دولار مؤخراً، يتم بموجبها الحصول على تأشيرة دخول سريعة.

وأوضح مصدر لـ"اقتصاد" أن التقديرات الرسمية المصرية تشير إلى وجود نحو 30 ألف إقامة مزورة.
وتعد أكبر مشكلة يواجهها السوريون صعوبة الحصول على تأشيرة دخول لباقي أفراد الأسرة لأن 90% من طلبات الحصول على تأشيرات الدخول لمصر يتم رفضها في السفارات المصرية.

ترك تعليق

التعليق