سفارة النظام ودومينو الدولار في القاهرة

ليس مستغرباً أن يمنح النظام السوري الجنسية السورية لآلاف العراقيين واللبنانيين وحتى الإيرانيين، إلا أنه من المستغرب أن يتم مساومة السوريين على جنسيتهم مقابل حصول هذا النظام على الدولار الذي كان ومازال يؤرق مضاجعه منذ اندلاع الثورة السورية.
 
فمنذ أيام، رفعت سفارة النظام (أو ما يسمى بالبعثة الدبلوماسية) في القاهرة، سقف عدد طلبات السوريين لتجديد جوازات سفرهم من 110 إلى400 طلب يومياً، مع الإعلان عن تسهيلات كبيرة لمعاملة استخراج جواز السفر مقابل الحصول على أكبر مبلغ ممكن من السوريين المتواجدين في الخارج.
 
هدف القرار تغذية آلة القتل التابعة للنظام

ويقول المحامي فراس حاج يحيى، مسؤول قسم حقوق الإنسان في اللجنة القانونية للائتلاف بالقاهرة، في تصريح لـ "اقتصاد"، أن النظام هو من افتعل هذه المشكلة، وهدفه جمع الأموال والمتاجرة بمعاناة السوريين، والقرار الأخير هدفه مادي بحت لتغذية آلة القتل التابعة للنظام، وسيشتري بهذه المبالغ ذخيرة وأسلحة تقتل السوريين وتدمر سوريا.

 ويضيف حاج يحيى أن الكثير من السوريين المتواجدين في مصر لديهم مصالح إما متوقفة أو معطلة، وخلال التعاملات اليومية لهم فإن الحصول على الوثائق أو المعاملات الرسمية والإقامة بحاجة إلى جواز سفر ساري (مدة صلاحية).

ويتابع "مسؤول قسم حقوق الانسان": "صحيح أن استخراج هذه الوثائق وحتى الإقامة يمكن أن يتم على البطاقة الصفراء الممنوحة من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلا أن مصر مغلقة أمام حركة قدوم السوريين، وبالتالي فإن أغلبهم بحاجة لخروج وعودة من أجل رؤية الأهل أو الأقارب، كما يحتاج السوري المقيم في مصر إلى إقامة وجواز سفر ساري".

300 ألف سوري في مصر و20 ألف مولود جديد
 
ويرى حاج يحيى أنه ومن الناحية الاقتصادية، يُقدر عدد السوريين في مصر بنحو 300 ألف نسمة، بينهم 75 ألفاً ممن لديهم مشكلات في جوازات السفر، وأغلبهم من الأطفال والشباب، يضاف إلى ذلك أصحاب 30 ألف إقامة مزورة، وأمامهم حل قانوني وحيد هو تجديد جوازات سفرهم، كما يوجد حالياً 20 ألف مولود جديد، وهناك عدد كبير من السوريين المقيمين في ليبيا سيتم تجديد جوازات سفرهم في القاهرة، وإذا فرضنا أن عدد طالبي الحصول على تمديد أو جواز جديد يقدر بـ 100 ألف سوري مضروباً بـ 300 دولار وسطياً، يعني ممكن أن تحصل سفارة النظام في القاهرة على 30 مليون دولار خلال الفترة المقبلة.
  
وأشار "مسؤول قسم حقوق الانسان" إلى أن ورقة جوازات السفر هي الورقة الأخيرة لدى النظام للتحكم بالمعارضين أو غير المعارضين في الخارج مقابل الحصول منهم على مقابل مادي، و"لا أرى من الناحية القانونية أن موضوع تجديد جوازات السفر بحاجة إلى فرض هذه الرسوم المرتفعة والمجحفة".

السوري يشتري الجنسية اليوم

 وأضاف حاج يحيى أنه يمكن القول أن النظام يساوم السوريين على أبسط حق من حقوقهم وهو الحصول على الجنسية في بلدان اللجوء ومنها مصر، وكأن السوري يشتري الجنسية اليوم، وكل المنظمات الدولية تعلم تماماً كيف قام النظام بمنح الجنسية السورية لعراقيين ولبنانيين وإيرانيين، ومنهم من ذهب مهاجراً إلى الدول الأوروبية، وقد تم كشف العديد من هذه الحالات من خلال منظمات حقوقية عالمية.

400 دولار أمريكي
 
يشار إلى أن آلاف السوريين يواجهون معضلة انتهاء صلاحية جوازات سفرهم، وكانوا يُعاملون أسوأ أنواع المعاملة من قبل موظفي سفارة النظام في القاهرة، ومنهم كُثر سبق أن افترشوا الأرض أمام باب السفارة بانتظار حل معضلاتهم.
 
يذكر أن المرسوم رقم /17/ بتاريخ 21/4/2015 حدد الرسم القنصلي عند منح جواز أو وثيقة السفر للسوريين ومن في حكمهم المتواجدين خارج سوريا بمبلغ /400/ دولار أمريكي، كما حدد الرسم القنصلي عند تجديد أو تمديد جواز أو وثيقة السفر للسوريين ومن في حكمهم المتواجدين خارج سوريا بمبلغ /200/ دولار أمريكي أو ما يعادلها باليورو.

ترك تعليق

التعليق