رمق الحياة لليرة...هل هي إيران أم أنها لعبة تجار؟

تمكن مصرف سوريا المركزي من خفض سعر الدولار حوالي 60 ليرة في 3 أيام...الأمر الذي يطرح تساؤلات محورها: لماذا الآن؟

فالليرة عانت تدهوراً متسارعاً خلال شهر نيسان الفائت، حتى كادت تصل إلى أدنى سعر سجلته في تاريخها أمام الدولار عند 335 ليرة في تموز 2013، قبل أن يبدأ المركزي بالتدخل، ليهوي الدولار بصورة متدرجة بدايةً، ومن ثم بصورة متسارعة تقارب الانهيار، في الأيام الثلاثة السابقة.

كيف تمكن المركزي من تحقيق ما سبق؟...الإجابة تأتي عبر المركزي والمصادر المحسوبة عليه، بالحديث عن تدخل مباشر في أسواق العملة عبر بيع الدولار للعموم، بقيمة 200 دولار لكل فرد، بأسعار تقل عن السعر الرائج في السوق حوالي 15 ليرة، بصورة تكسر سعر السوق السوداء وتدفعه للهبوط.

لكن السؤال الأهم: لماذا انتظر المركزي حتى الآن كي يتدخل؟...بمعنى، لماذا لم يتدخل المركزي بصورة مبكرة أكثر، قبل أن تتدهور الليرة بهذه الطريقة المُضرة لمعيشة السوريين...فكما هو معروف، ارتفاع الدولار يؤدي إلى ارتفاع كل السلع في الداخل السوري، الأمر الذي يزيد من حجم المعاناة المعيشية لغالبية السوريين.

الجواب على السؤال السابق، حسب المُتداول، يكمن في أحد سيناريوهين: إما أن المركزي لم يكن يملك من الدولار ما يُعينه على التدخل المباشر في السوق، لكنه لاحقاً حصل على دعم خارجي أعانه على التدخل لإنقاذ الليرة من تدهورها السريع، أو أن المركزي وتجار عملة محسوبين عليه، يتاجرون بالدولار، فيتركونه يرتفع إلى أعلى سعر ممكن، ومن ثم يبيعون قدراً كبيراً من الدولار، لينخفض لاحقاً، فيشترون بسعر منخفض أكبر قدر ممكن من الدولار...وهكذا دواليك.

السيناريو الأول، سيناريو الدعم الخارجي، ألمحت إليه إحدى وسائل الإعلام الموالية للنظام، "إذاعة شام إف إم"، التي تحدثت مؤخراً عن وصول كميات كبيرة من القطع الأجنبي إلى سوريا، لغاية التدخل في سوق الصرف، دون أن توضح الإذاعة مصدر هذا القطع الأجنبي. لكن من المُرجح أن تكون إيران هي الممول، إن صح ما قالته الإذاعة المذكورة، وبالتالي، فإن إيران استجابت لتوسلات النظام المتتالية في زيارات لمسؤوليه إلى طهران في الأسابيع القليلة الماضية، وأنقذت الليرة عبر تمويل المركزي بكميات من القطع الأجنبي.

السيناريو الثاني، سيناريو متاجرة المركزي في السوق، سبق أن أكده خبراء واقتصاديون، بعضهم محسوب على النظام، وانتقدوا المركزي مشيرين إلى أنه يتاجر بلقمة السوريين، عبر شراكة مع تجار بالسوق السوداء، يخفّض معهم الدولار حينما يريد، ليشتري، ويرفع الدولار، حينما يريد، ليبيع. فيحقق ربحاً على حساب معيشة السوريين.

هذا السيناريو يؤيده الكثير من المراقبين والمتعاملين في أسواق العملة، مشيرين إلى أن الكثير من تجار العملة في السوق من المحسوبين على النظام.

كما أن النظام عمل، حسب هؤلاء المراقبين، على التخلص من تجار العملة والصرافة غير المتعاونين معه، كي يحتكر تجارة سوق العملة المُربحة للغاية.

وهكذا، يقدم السيناريوهان السابقان إجابات مباشرة لسؤال: ما دام المركزي قادر على التدخل للجم ارتفاع الدولار...لماذا تأخر حتى الآن؟

لكن تبقى الإجابة الرسمية التي يجب أخذها من المركزي نفسه، غائبة، ربما لغاية في نفس حاكمه، أديب ميالة.

ترك تعليق

التعليق

  • Nederland
    2015-05-06
    هناك اسباب تتعلق برواتب الموظفين الحكوميين فالدولة تتهاون في انخفاض سعر الدولار قبل نهاية الشهر بعدة ايام لكي يقومون بصرف الرواتب بالعملة السورية والدولار في اعلى مستوى وبعد دفع الرواتب يقومون بضخ الدولار لرفع قيمة الليرة وبذلك تكون الدولة قد صرفت اقل من الراتب الحقيقي بفضل فروق الاسعار ما بين الدولار والليرة