في مؤشر يزيد الشكوك حول قدرة إيران على دعم الأسد اقتصادياً...طهران قد تلغي دعم الوقود في الداخل

فيما يُظهر الإيرانيون، وحلفاؤهم من مسؤولي النظام السوري، أمام العلن، إصراراً حثيثاً على التماسك، وعلى استمرار الدعم المالي والاقتصادي الإيراني للنظام المُترنح بدمشق، تأتي من طهران مؤشرات تُفيد بأن الميزانية الإيرانية تتعرض للإرهاق بالفعل.

وحسب تقرير نشرته "رويترز"، فإن الحكومة الإيرانية تدرس بشكل جدي إلغاء دعم الوقود لأصحاب السيارات، في خطوة توقعت "رويترز" أن تُثير احتجاجات في أوساط الشارع الإيراني.

وتحاول الحكومة الإيرانية تخفيض دعم الوقود الذي أدى إلى الإفراط في استهلاك الطاقة وزاد الضغوط على المالية العامة التي تضررت بالفعل من العقوبات الدولية وهبوط أسعار النفط العام الماضي.

ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية عن أكبر نعمة الله مستشار وزارة النفط قوله "قضية حصص الوقود لم تحسم بعد ولكن الاحتمال كبير ألا يتحدد نظام لحصص الوقود وأن تحصل السيارات الخاصة من الآن فصاعداً على الوقود بأسعار السوق".

وفي الوقت الحالي يحصل السائقون المؤهلون على 60 لتراً من البنزين في الشهر بخصم كبير من أسعار السوق. وكان تطبيق نظام بطاقات دفع الوقود في عام 2007 أدى إلى أعمال شغب بين السائقين الذين كانوا من قبل يستطيعون شراء كميات بلا حدود من الوقود الرخيص.

وكان الرئيس حسن روحاني الذي انتخب في عام 2013 على وعد بإصلاح الإدارة الاقتصادية، قاد الجهود الرامية إلى ترشيد الأسعار ونفذ زيادة متواضعة في أسعار الوقود العام الماضي.

وقال نعمة الله إن هذه الخطوة تستهدف وقف الاتجار غير المشروع في الوقود وعمليات التهريب مضيفاً أن القرار النهائي سيتخذ على الأرجح خلال الأيام القادمة.

وتذهب تقديرات إلى أن الدعم المالي الذي قدمته طهران لنظام الأسد خلال السنوات الأربع الماضية تجاوز الـ 35 مليار دولار. وفي الآونة الأخيرة، وقّع مسؤول إيراني مع نظراء له بدمشق على اتفاقيات دعم مالي واقتصادي جديدة لنظام الأسد، لكن مراقبين يعتقدون أن الدعم الإيراني بات في الفترة الأخيرة ذو مضمون إعلامي – سياسي، أكثر منه عملي، ذلك أن الوضع الاقتصادي الإيراني لم يعد يسمح بالمزيد من الهدر المالي لصالح نظام الأسد.

ترك تعليق

التعليق