بعد شهرين على تحرير معبر نصبب .. هل خدعت الأردن المعارضة..؟

بعد مرور شهرين على تحرير وإغلاق معبر نصيب الحدودي مع الأردن، لا تزال قضيته تتفاعل بين أطرافها الثلاثة، الأردن، النظام، والمعارضة .. حيث اتضح أخيراً أن جميع هذه الأطراف متضررة جداً، من إغلاق المعبر.. إذاً لماذا تم إغلاقه..؟، ومن هي الجهة التي قبضت ثمن هذا الإغلاق..؟، الأردن ..؟، أم الفصائل التي قامت بالتحرير..؟، أم النظام الذي أراد الضغط على الأردن والمعارضة معاً، فقام بتسليم المعبر دون مقاومة..؟

أرقام وخسائر

أعلن كل من الأردن والنظام السوري أن خسائرهما غير المباشرة جراء تحرير المعبر كانت بمئات ملايين الدولارات، أما الخسائر المترتبة على الإغلاق، فكلا الطرفين أيضاً أعلنا أنها لا تقل عن عشرين مليون دولار يومياً .. حتى لبنان أعلن عن خسائر كبيرة جراء توقف التجارة البينية من وإلى دول الخليج العربية .. أما بالنسبة للمعارضة، فقد كان المعبر متنفساً لها، عبر عدد كبير من الشاحنات التي كانت تقوم يومياً بنقل البضائع من وإلى الأردن، فانعكس هذا الإغلاق على ارتفاع كبير في الأسعار، وعلى صعوبة في تحويل الأموال التي كانت تصل من المغتربين إلى ذويهم في سوريا وتمر عبر الأردن..

كل ما سبق يعني أنه لا يوجد جهة مستفيدة من إغلاق المعبر، حتى أنه ليس مكسباً عسكرياً أو سياسياً للمعارضة، ما لم يتم إعادة فتحه وتشغيله من جديد .. وهو ما ترفضه الأردن حتى الآن تماماً ... إذاً، لماذا تم تحريره ..؟

السر لدى الأردن

يقول "م ، د"، وهو من القادة الميدانيين الذين شاركوا بتحرير معبر نصيب: "أعتقد أن تحرير المعبر ما كان ليتم لولا موافقة الأردن وبإيعاز منها.. لأنه سبق وأن طالبنا القادة كثيراً بتحريره على اعتبار أنه هدف سهل، وكانت الإجابة تأتينا دائماً أنه لا يوجد توجيهات بهذا الأمر". .. وأضاف "إن الجيش الحر غالباً تغريه فكرة التحرير ويتحمس لها، لكنه غير معني كثيراً بالانعكاسات الجانبية أو أنه لا يفكر بها"، مشيراً إلى أن هذا الأمر تتحمل مسؤوليته المعارضة السياسية، التي كان يفترض أن تكون على تنسيق مع الجانب الأردني أو على الأقل تنبيهنا إلى مخاطر إغلاق المعبر.. لكن أي شيء من ذلك لم يحدث، الأمر الذي جعلنا نعتقد سلفاً أن هناك تنسيقاً على أعلى المستويات في هذا الشأن .. وختم: "نحن مهمتنا انتهت بالتحرير".

الطاسة ضايعة

على مدى أكثر من أسبوعين ونحن نحاول البحث عن جهة توضح لنا قصة تحرير المعبر، ومن هم القادة الذين أعطوا الأوامر بتحرير المعبر، وهؤلاء، ما هي ارتباطاتهم، وما هي الوعود التي حصلوا عليها أو الثمن الذي قبضوه ... ؟!، لكننا لم نصل لشيء.. بل إن أحد المشاركين في القتال قال لنا ساخراً: "يبدو أن الثمن هو الحصول على الغنائم الموجودة في المعبر فقط".. في إشارة إلى السرقات الكبيرة التي تعرضت لها المنطقة الحرة السورية الأردنية والتي تجاوزت موجوداتها أكثر من 100 مليون دولار.

أحد الناشطين الإعلاميين، والذي كان متابعاً لقصة تحرير المعبر، أكد لنا أن الحكومة الأردنية لم تقدم أي وعود بإعادة فتح المعبر بإدارة من المعارضة. غير أن كثيرين اعتقدوا، أنه بما أن الأردن هي التي أوعزت بتحريره فلا بد أنها كانت تخطط لإعادة فتحه.. كون الجميع يعرف أن الأردن هي أكبر المتضررين من إغلاق المعبر .. لذلك لم يخطر على بال أحد أبداً أن ترفض الأردن إعادة فتح المعبر ...

لماذا ترفض الأردن فتح المعبر

يقول أسامة اليتيم، مدير دار العدل في حوران: "عملنا كل ما بوسعنا من أجل تبديد المخاوف الأردنية وخشيتها من التعامل مع المعارضة المسلحة"، وأضاف: "تم تدريب كادر مدني وإخضاع المعبر كله لإدارة مدنية، وتم إعطاء كل التطمينات للأردن بقدرتنا على إدارة المعبر وبدون أيه مشاكل .. غير أن الأردن ترفض حتى الآن الاستجابة ".. !!

استطعنا التواصل مع عضو مجلس نواب أردني سابق، وهو "ع ، ز"، الذي عبر عن اعتقاده أن الموقف الرسمي الأردني، هو أنه لا يمكن في قضية إدارة المعابر والحدود، التعامل مع معارضة أو مجموعات مسلحة، بل لا بد من وجود دولة في هذا الشأن. وأكد أن هذا الأمر محسوم بالنسبة للحكومة الأردنية.
عود على بدء

يقول المحامي عبد المنعم الخليل، مدير مؤسسة "يقين" الإعلامية العاملة في المنطقة الشرقية من حوران: "إن رفض الأردن إعادة فتح معبر نصيب زاد من سوء الأوضاع المعيشية، وزاد من حصار المناطق المحررة"، مشيراً إلى أنه لا يمكن للأوضاع أن تتحسن، إلا اذا قبلت الأردن فتح معبر نصيب، وسمحت للمزروعات السورية أن تدخل إلى أسواقها، وسمحت لنا باستيراد احتياجاتنا".

وحول مستقبل المنطقة الجنوبية بعد أن باتت الأردن المتحكم الأكبر فيها.. يرى المحامي الخليل أن الحل بيد المعارضة السياسية قبل أن نضع اللوم على أحد أو نحمل المسؤولية للأردن... مشيراً إلى أنه على الائتلاف أو الحكومة المؤقتة أن تتدخل وتمنع استغلال الناس في المناطق المحررة وذلك عبر إقامة مشاريع زراعية وخدمية داخل هذه المناطق تحميها من أية مخططات وتحقق لها الاكتفاء الذاتي.

ترك تعليق

التعليق