من تدمر...رسالة تنظيم "الدولة" لباقي المدن السورية

سجل مراقبون مؤشرات على تحول في سياسات تنظيم "الدولة الإسلامية" حيال سكان المناطق التي يستولي عليها، ظهرت بشكل واضح في تدمر، إذ امتنع التنظيم عن تدمير آثار المدينة التاريخية، وقام بإيصال الخدمات من كهرباء ومياه وغذاء للسكان.

وحسب محلل سياسي أمريكي، فإن تنظيم الدولة يحاول إظهار نفسه على أنه بديل مناسب لنظام الأسد، مضيفاً، في تقرير لـ "سي إن إن عربية"، أن التنظيم يريد إيصال رسالة لسكان المدن التي قد تسقط مستقبلاً في قبضته، بأنه سيكون بديلاً أفضل من نظام الأسد.

وقال غريمي وود، الكاتب في مجلة أتلانتيك، في مقال مع CNN رداً على سؤال حول سبب السلوك المختلف لتنظيم الدولة في تدمر عبر إعادة ضح المياه وفتح الأفران وإيصال الكهرباء: "داعش يحاول تقديم نفسه على أنه بديل للوضع الفظيع الذي تسبب به نظام الرئيس السوري بشار الأسد".

وتابع وود بالقول: "بمجرد طرد قوات النظام كان على التنظيم إظهار قدرته على توفير البديل للسكان، وهو يحاول القيام بذلك الآن، فبعد قتل كل ما كان التنظيم يخطط لقتله بات بإمكانه توزيع المكافآت على الباقين".

وحول سبب امتناع التنظيم عن تدمير آثار تدمر كما فعل بمناطق أثرية عراقية قال: "داعش لا يريد أن يعكس صورة لنفسه على أنه تنظيم يدخل وينشر الفوضى، بل يريد أن يُظهر وكأنه لا يستهدف إلا بشكل منظم وغير عشوائي".

وأضاف: "آثار تدمر موجودة منذ قرون طويلة، وهي مهمة جداً من أجل اقتصاد المدينة لأنها مقصد سياحي، فإذا قام التنظيم بتدميرها فسيخلق لنفسه المزيد من الأعداء من جهة، كما سيبدو وكأنه لا يريد الحفاظ على موارد بقاء وحياة المدينة".

وحول ما يدفع التنظيم إلى الاهتمام بحياة السكان قال وود: "السبب يعود بالطبع إلى رغبة التنظيم بالتوسع نحو المزيد من المدن السورية وسعيه بالتالي إلى كسب قلوب السكان وإظهار الرغبة بالحفاظ على ما هو موجود كجزء من الدولة الإسلامية، فتتحول تدمر بالتالي إلى نموذج للمدينة الجديدة التي ستسقط بيد التنظيم".

ترك تعليق

التعليق