سرّ نجاح أشهر المطاعم السورية في الاسكندرية

هناك مشروعات تجارية صغيرة أو متوسطة لم تلقى في سوريا نجاحاً باهراً، إلا أن ضعف المنافسة والتميز بالمشروع أو نوع الخدمة المقدمة جعلت من المشاريع السورية في مصر أقرب إلى أيقونة سورية، تحوي فسيفساء من الطعم واللون والرائحة، تحت شعار التفرد تارة، والتميز تارة أخرى.

وعندما نتحدث عن مشروع مطعم متميز في دمشق، فيمكن الحديث عن عشرة مطاعم أو أكثر، ولكن عندما تقول "عروس دمشق"، فإن أغلب سكان مدينة الاسكندرية يقولون لك، "الله على الطعم ده".


مشروع متكامل يضم كافة المأكولات والحلويات السورية

"عروس دمشق"، مطعم سوري نال شهرة واسعة في منطقة العصافرة "بحري"، بالإسكندرية. تم افتتاحة وتأسيسه كمشروع خاص في نهاية العام 2013، إلا أنه استطاع في وقت قصير، نسبياً، من اكتساب شهرة واسعة، والحفاظ على هذه السمعة، والاستخواذ على كم هائل من الزبائن.


مصدر في إدارة هذا المطعم الشهير تحدث لـ "اقتصاد"، لكنه طلب عدم ذكر اسمه، مشيراً إلى أن الهدف من المشروع ليس مغادرة سوريا، ولا يمكن القول أن هذا الاستثمار هو هجرة، كما يحلو للبعض تسميتها، بل هو استثمار واستمرار لمشروع ناجح انطلق من دمشق تحت اسم "الأوائل"، كمهنة مورثة عن الآباء والأجداد.

ويضيف المصدر أن هذا المشروع السوري في مدينة الإسكندرية مختلف عن المشروعات السابقة، أولاً لأنه خارج سوريا، وثانياً لأنه مشروع متكامل يشمل الحلويات والمعجنات والفول والفتات الشامية، وتم مؤخراً إضافة ركن التواصي لكافة المأكولات السورية والتوصيل (الديلفري).


فكرة التوسع قيد الدراسة

ويقول المصدر أن فكرة التوسع في مصر عموماً، وفي مدينة الإسكندرية خصوصاً، فكرة تبقى قيد الدراسة، نظراً لاختيار المكان وإجراءات الترخيص، مشيراً إلى أن إدارة المطعم تسعى لشراء المنشأة "تمليك" وليس آجار أو استثمار، وهو أمر بحاجة للمزيد من الوقت والدراسة المتأنية.
 
وتسعى إدارة المطعم، حسب المصدر، إلى الحفاظ على الزبائن الحاليين، واستقطاب زبائن جدد. ومؤخراً، تم زيادة الكادر لاستيعاب أكبر عدد من طلبات الزبائن داخل المطعم وخارجه.


وخلال الحديث مع بعض الزبائن، أكدوا أن ما يميز "عروس دمشق" ليس النكهة أو الطعم، وإنما الأسعار، حيث أن أسعار أغلب المأكولات السورية المقدمة لم تتغير منذ انطلاق هذا المشروع. وبهذا الصدد، أوضح المصدر أن هذه هي سياسة المطعم منذ تأسيسه، فإدارة المطعم تتحمل جزءاً من ارتفاع الأسعار، مراهنين على أنها سوف تنخفض لاحقاً. كما أشار المصدر إلى أن موظفي المطعم مصريون وسوريون، وليس كما يشير البعض إلى أن الموظفين هم سوريون فقط.

أنماط استهلاكية جديدة لدى شرائح واسعة من المصريين
 
وعن وجود أي معاناة لدى المستثمر السوري صاحب المطعم، أكد المصدر  أن إجراءات الاستثمار سهلة، ووفق القوانين، إلا أن مشروع مثل هذا المطعم قد يحتاج إلى إجراءات وتراخيص تأخذ قليلاً من الوقت، نظراً لوجود تراخيص تتعلق بالصحة.


 وعن الصعوبات التي واجهها مستثمرو المطعم من السوريين، قال المصدر، إنه لا يوجد أي صعوبات تذكر، والمعاناة فقط من أصحاب النفوس الضعيفة وضيق العين، على حد قوله.


يشار إلى أن كبار المستثمرين السوريين في مصر يحصلون على مزايا وتسهيلات كبيرة، مقابل صعوبات جمّة يواجهها أصحاب المشروعات الصغيرة أو المتناهية في الصغر. ومع فقدان الأمل بالعودة والبحث عن الاستقرار، اندفع كثير من السوريين المقيمين في مصر نحو إقامة مشاريع، وكانت مشاريع المأكولات السورية والصناعات الغذائية هدفاً لأغلب هؤلاء. وهناك اليوم في الإسكندرية علامات تجارية سورية هامة تستقطب الزبائن المصريين أكثر من السوريين، واستطاع السوريون بهذه المشروعات تغيير بعض أنماط الاستهلاك الغذائية لدى شرائح كبيرة من المجتمع المصري، وباتت "الحواضر" السورية، من مكدوس ولبنة وحتى الحلويات، حلاوة الجنبة والكنافة النابلسية، والفلافل والفطائر، حاضرة على الموائد المصرية.



ترك تعليق

التعليق