رجال دين موالون للأسد...كبش فداء في محرقته

قرر نظام الأسد تقديم رجال دين موالين له ككبش فداء في محرقته، فبدأ، على ما يبدو، بمدير أوقاف حلب، الذي لم يشفع له ولاؤه الشديد للنظام، في الإطاحة به.

وكانت وسائل إعلام وشخصيات موالية للنظام تحدثت منذ فترة عن نية حكومة النظام البدء بحملة لمكافحة الفساد، لكن كالمعتاد، تم تقديم صغار الفاسدين ككبش فداء، مقابل التغاضي عن حيتان الفساد الكبار، الذين يرتبطون بنفوذهم مع الحلقة الضيقة في رأس هرم النظام.

وفيما لم تطل حملة مكافحة الفساد التي بدأتها حكومة النظام لا الشبيحة ولا ميليشيات الدفاع الوطني، ولا عناصر في الجيش، ولا عناصر في الأمن، رغم أن القاصي والداني يعلم بالفساد المستشري في أوساط هؤلاء، يبدو أن حملة النظام لمكافحة الفساد ستحط رحالها في أوساط رجال الدين، وتحديداً، في أوساط وزارة الأوقاف التي تعج برجال دين جعلوا ولاءهم الأول والأخير للأسد ونظامه.

وهكذا، لم يشفع ولاء "عبد القادر شهابي" للأسد ونظامه في الإطاحة به في سياق ما وُصف بأنه "حملة ضد الفساد"، ويبدو أن المشايخ ورجال الدين الموالين للنظام سيكونون أول كبش فداء له، سيقدمه النظام بغية تلميع صورته أمام جمهوره المستاء من تفاقم الفساد بصورة غير مسبوقة في المناطق الخاضعة لسيطرته.

وتناقلت وسائل إعلام النظام بأن الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، أثبتت تورط "عبد القادر شهابي"، مدير أوقاف حلب الحالي، بقضايا فساد، وأوصت بإحالته إلى القضاء بجرم إساءة استخدام السلطة وجرم هدر المال العام.

وتطال هذه الحملة موظفين آخرين في مديرية أوقاف حلب، كما تطال زوجة مدير أوقاف حلب أيضاً.
واقترحت هيئة الرقابة والتفتيش إعفاء عبد القادر شهابي من منصبه، وإلقاء الحجز الاحتياطي على أمواله وأموال زوجته، المنقولة وغير المنقولة.

وحسب نص الاتهام الذي نشرته صفحات موالية للنظام، فإن مدير أوقاف حلب متورط في قضايا فساد بقيمة 1.5 مليون ليرة سورية تقريباً، وهو رقم ضئيل مقارنة بقضايا الفساد المُعتادة التي يتورط فيها كبار مسؤولي حكومة النظام، ويتم التكتم عليها.

ومن غير الواضح بعد لماذا قررت حكومة النظام تقديم "عبد القادر شهابي"، تحديداً، كبش فداء في سياق حملة "إعلامية"، يريد منها النظام أن يُثبت بأنه يكافح الفساد، وذلك رغم ولاء الرجل الشديد للنظام.

وكان عبد القادر شهابي دعا الشباب، منذ أيام، للتطوع في صفوف جيش الأسد والقتال في سبيله.

ويعتقد مراقبون أن النيل من شخصيات موالية، لكنها "سُنية"، يندرج في سياق التفرقة الطائفية التي يعتمدها النظام حتى على صعيد مكافحة الفساد، حيث تطال محاربة الفساد فئات سورية، وتتغاضى عن أخرى.


ترك تعليق

التعليق