السقوط الاقتصادي للنظام..."عضة كوساية"

يحاول النظام منذ أكثر من عام أن يقاوم سقوطه الاقتصادي بشتى السبل .. فهو لا يتوانى عن الذهاب شرقا وغربا وفي كافة الاتجاهات من أجل أن يتفادى هذا السقوط .. وهو لا يتوانى عن العمل كـ "بلطجي" و كـ "عصابة"، لأنه إذا فقد القدرة على تشغيل مؤسساته الحكومية وتوفير الحد الأدنى من مستلزمات الناس المعاشية، فإنه سوف يتحول إلى ميليشيا عسكرية فقط، شأنه شأن أي كتيبة من المعارضة.

الكثير من الاقتصاديين توقفوا منذ فترة عن تقديم رؤاهم وتحليلاتهم لواقع النظام الاقتصادي. وأعلن أحد أبرز الاقتصاديين قبل أشهر، وهو الباحث سمير سعيفان، أن الوضع في سوريا وصل إلى مرحلة "اللااقتصاد"، مشيراً إلى أنه حتى تعبير "اقتصاد الحروب" لم يعد تنطبق على هذا الوضع.

أما على مستوى أشقاء النظام من الإيرانيين والروس ، فلا يمكن لدولة أن تتحمل مصاريف دولة أخرى إلى ما لا نهاية، مهما كان المشروع الذي تسعى إليه، حتى لو كان امبراطورياً ... !!، وخطوط الائتمان التي تقدمها إيران، تحولت إلى خطوط إذلال لهذا النظام، وكل ما يتنطع به مريدو النظام من أن "الولي الفقيه" يعتبر بقاء هذا النظام من بقائه، إنما هو شعارات وحملات تسويقية يحركها الرعب من انتصارات المعارضة وتفاقم الأوضاع الاقتصادية للنظام.

الخيارات الاقتصادية التي لاتزال متوفرة بين يدي النظام للاستمرار كحكومة،  تضيق يوماً بعد آخر .. وبحسب أحد المعلقين فهو يوشك على أن يتحول إلى بائع "خبز يابس وصوبيات وشحاطات عتيقة"، وهي مرحلة لم تعد ببعيدة مع خسارته المزيد من الأراضي المتضمنة للثروات الاقتصادية من زراعة وبترول وغاز ... لكن تبقى المشكلة التي تعترض أمانينا في رؤية سقوط اقتصادي مدوٍ لهذا النظام، أنه يحمّل كل أزماته للسوريين الذين يعيشون في الداخل .. فما نسمعه ونقرأه عن غلاء فاحش في الأسعار وفساد وبلطجة، إنما يدفع ثمنه السوري الذي لم يجد طريقا للخروج من البلد . وهو لا يعنيه كثيرا لو مات نصف هذا الشعب من الجوع، المهم أن يبقى ..!!

في دردشة مع أحد الأخوة في الداخل قبل عدة أيام، وهو محلل اقتصادي، قال لي: "إن من يستطيع أن يدق المسمار الأخير في نعش النظام الاقتصادي، هو المعارضة .. !!، الوصفة بسيطة: وقف التعامل بالليرة السورية ما أمكن في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة .. "، وأضاف: "من شأن هكذا خطوة أن تزيد في انهيار الليرة، لكنها سوف تؤدي إلى كارثة معاشية بالنسبة للسوريين الذين يعيشون في مناطق سيطرة النظام ...".

وأنا أرى أن مداخل السقوط الاقتصادي للنظام أصبحت أكثر موضوعية من ذي قبل، فهو لم يعد بحاجة لمن يدفعه للسقوط، بل سوف يسقط من تلقاء نفسه .. لأن تكلفة الحرب التي يقودها النظام على شعبه، بات أرخص ما فيها هو الدماء، وأثمن ما فيها هي الأرض ... الأرض بما تحويه من ثروات وشعب ... كل شبر يتم تحريره من أيدي النظام يعني، انكسارا اقتصاديا إضافة للانكسار العسكري .. وهو يعني فيما يعنيه تخليص السوريين الذين يعيشون على هذه الأرض من تسلط النظام وفساده واستغلاله لهم ... لذلك أعتقد أن البوصلة تسير في الاتجاه الصحيح ...    

ترك تعليق

التعليق