مصادر استخباراتية: مخطط كردي للوصول إلى الساحل السوري وفتح طريق لتصدير نفط شمال العراق

 ذكرت وسيلة إعلام تركية، ناطقة بالعربية، أن مصادراً استخباراتية تركية أفادت بوجود مخطط يستهدف تغيير الوضع الديمغرافي في مناطق بشمال سوريا، بهدف ربط المناطق المعزولة التي يسيطر عليها تنظيم كردي (سوري)، ببعضها البعض، وصولاً إلى الساحل السوري. وأن الغاية الأخيرة لهذا المخطط، هو إيجاد سبيل لتصدير نفط شمال العراق (إقليم كردستان العراق)، عبر الساحل السوري، دون الحاجة للمرور بالأراضي التركية.

وحسب تقرير نشره "ترك برس"، عقد عدد من القادة العسكريّين والأمنيين الاتراك اجتماعات متتالية لمناقشة أخر التطورات الجارية في المناطق الشمالية لسورية.

بحسب المعلومات الواردة من هذا الاجتماع الذي شارك فيه كبار القادة العسكريين في هيئة الأركان التركية وأجهزة الاستخبارات، فإنّ الاستراتيجية المُتّبعة مؤخرا في الشمال السوري، تهدف إلى ربط المناطق التي يسيطر عليها تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) ببعضها البعض، وذلك من أجل فتح ممر آمن باتجاه الساحل السوري وتحضير الأرضية لإعلان الدولة الكردية المزعومة.

ونقلت المصادر نفسها بأنّ الذين يقومون بدعم تنظيم (PYD) لتحقيق هذا الهدف، إنّما يسعون إلى تغيير وجهة تصدير نفط شمال العراق، على اعتبار أنّ رئيس الإقليم مسعود البرزاني وقّع اتفاقية يتمّ بموجبها تصدير نفط الإقليم إلى الخارج عبر الأراضي التركية.

وظهرت خلال الأيام الأخيرة أسباب وأهداف الهجوم الذي شنّه تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري بمساندة عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK) الإرهابي وبغطاء جوي من قوات التحالف الدّولية على منطقة تل أبيض السورية المحاذية للحدود التركية.

وتقوم عناصر التنظيمين المذكورين بالهجوم على منطقة تل أبيض ذات الأغلبية التركمانية والعربية، وذلك بحجة محاربة عناصر تنظيم الدّولة هناك، لإجبار سكان المنطقة الأصليين على النزوح باتجاه الأراضي التركية كي تسنح لهم الفرصة في تغيير التركيبة الجغرافية للمنطقة.

وتسعى قوات التحالف الدّولي من خلال تركيز ضرباتها الجوية على منطقة تل أبيض، إلى تقديم المزيد من التسهيلات لعناصر الـ PYD الذين يسعون إلى إزالة العرب والتركمان من هذه المنطقة على اعتبار أن تل أبيض تعتبر من المناطق الفاصلة بين بلدة "جزرة" التركية وعين العرب "كوباني" السورية.

كما تهدف الغارات الجوية للتحالف الدّولي التي تتركّز على المناطق الواقعة بين كوباني وعفرين، إلى إجبار التركمان والعرب القاطنين في هذه المناطق على النزوح عن أراضيهم تجاه تركيا، وذلك من أجل تسهيل عملية السيطرة على هذه المناطق من قِبل تنظيم (PYD) وربط منطقة عفرين بمنطقة كوباني.

تفريغ 28 قرية تركمانية من سكانها الأصليين

استطاعت قوات تنظيم (PYD) إلى الآن بسط سيطرتها على 4 قرى تركمانية (دادالار، باب الهوا، سرت، بلال جيتي)، وفي حال تمكّنت هذه القوات من السيطرة الكاملة على منطقة تل أبيض وإجبار سكانها الأصليين إلى النزوح تجاه الأراضي التركية، فإنّ التنظيم يخطط لجلب 9 آلاف شخص من أكراد كوباني وشمال العراق وإسكانهم في هذه المنطقة.

وتعتبر القرى الأربعة التي تمت السيطرة عليها من قبل عناصر تنظيم (PYD) بمثابة أولى المناطق الجديدة التي يتمّ إلحاقها بمناطق نفوذ التنظيم في الشمال السوري منذ بدء الأحداث السورية عام 2011، الأمر الذي أدّى إلى توسيع التنظيم لرقعة مساحة بلدة كوباني لمسافة 10 كيلو متر.

ونتيجة للغارات المكثفة التي تشنها طائرات التحالف الدّولي بالتزامن مع الهجوم البري لعناصر تنظيمي (PKK) و(PYD) فقد تم تفريغ 28 قرية تركمانية تابعة لمنطقة تل أبيض، بالإضافة إلى محاولة قسم كبير من سكان بلدة حمام التركمانية والبالغ تعدادهم 12 ألف نسمة، النزوح باتجاه الأراضي التركية.

الهدف الرئيسي هو تغيير طريق نقل نفط شمال العراق

وبحسب مصادر استخباراتية، فإنّ تنظيم (PYD) سيقوم بجلب 6 آلاف كردي من كوباني و2700 من شمال العراق وإسكانهم في منطقة تل أبيض بعد أن تتم السيطرة الكاملة عليها، لتكون هذه المنطقة تابعة للنفوذ الكردي بعد ذلك.

والهدف الرئيسي من هذه الخطوة، هو ملء الفراغ الذي سينجم عن نزوح العرب والتركمان من هذه المناطق نتيجة شدة الضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الدّولي، وبالتالي توحيد مناطق عفرين وكوباني وجزرة مع بعضها البعض وإعلان هذه المناطق، مناطق نفوذ كردية.

وتحقيقاً لهذا الهدف، فقد أفاد ناشطون من تلك المنطقة بأن الغارات الجوية تركزت خلال الأيام الماضية على منطقة تل أبيض المقابلة لمنطقة أقجة قلعة التركية والفاصلة بين كوباني السورية وجزرة التركية، والمنطقة الفاصلة بين عفرين وكوباني والمقابلة لمعبر باب السلام الحدودي.

وبحسب المعلومات الواردة من اجتماع تمّ بين كبار القادة في هيئة الأركان التركية وأجهزة الاستخبارات، فإنّ الاستراتيجية المُتّبعة في الشمال السوري، تهدف إلى ربط المناطق التي يسيطر عليها تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) ببعضها البعض، وذلك من أجل فتح ممر آمن باتجاه الساحل السوري وتحضير الأرضية لإعلان الدولة الكردية المزعومة.

وأضافت المصادر نفسها بأنّ الذين يقومون بدعم تنظيم (PYD) لتحقيق هذا الهدف، إنّما يسعون إلى تغيير وجهة تصدير نفط شمال العراق، على اعتبار أنّ رئيس الإقليم مسعود البرزاني وقّع اتفاقية يتمّ بموجبها تصدير نفط الإقليم إلى الخارج عبر الأراضي التركية.

أردوغان يحذّر من تداعيات هذه الخطوة

الجدير بالذّكر أنّ الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" كان قد تطرّق لهذا الأمر أثناء عودته من أذربيجان، حيث قال في هذا الصّدد: " يؤسفني أن أقول بأن طائرات التحالف تدعم عناصر تنظيم (PYD) الإرهابي للسيطرة على منطقة تل أبيض السورية من خلال تنفيذ هجمات جوية وإجبار سكان هذه المنطقة الأصليّين من عرب وتركمان وأكراد إلى النزوح تجاه الأراضي التركية، كي تسنح الفرصة لعناصر هذا التنظيم الإرهابي بالسيطرة على هذه المنطقة. فكيف لنا أن ننظر بإيجابية لما تقوم به قوات التحالف في هذه المنطقة. كيف لنا أن نثق بالغرب. إنّها مستجدات لا تبشّر بالخير".

ترك تعليق

التعليق