في الشمال المحرر...الحل باستيراد المازوت من تركيا

مع بداية شهر رمضان المبارك، رفع تنظيم "الدولة الإسلامية" من وتيرة معاناة الناس عبر محاربة السكان في الشمال المحرر دون غيره، ليس بالمعارك فقط، وإنما بالحصار وفقدان الشريان الاقتصادي لاستمرار الحياة اليومية، وهو المحروقات، الأمر الذي أدى إلى تجويع وحصار مناطق مختلفة في الشمال السوري، وبلغ عدد السوريين المتضررين من انقطاع المحروقات ما يفوق الـ 4 ملايين، وهم اليوم تحت طائلة الجوع، وفقدان المصادر الأساسية للدخل.

فحلب العاصمة الاقتصادية لسوريا، وفيها أغلب ثروات السوريين وأغناهم، بات سكانها اليوم بدون عمل، وبلا وقود، وحالة من الركود الاقتصادي تضرب الأسواق، سواء في مناطق سيطرة النظام أو تلك المحررة.

ومع قدوم شهر رمضان المبارك، الخامس خلال الثورة السورية، تشتعل الأسعار في السوق السورية من جديد، وتزيد فقر المواطن فقراً، والجوع والعجز المادي هما أسياد الموقف، فإن توفرت المواد فإن أسعارها أصبحت حارقة للدخل.

*100 ألف ليرة برميل المازوت في الشمال

برميل المازوت في شمال سوريا بـ 100 ألف ليرة سورية، إن وجد، والمشافي أغلبها توقف عن العمل، وكذلك الأفران وباقي المنشآت الحيوية والخدمية. المازوت مفقود، وأصبح الليتر بـ450 ليرة سورية في حلب وإدلب بالمناطق المحررة، بسبب قطع طريق الإمدادات جراء حرب تنظيم "الدولة الإسلامية" شمال حلب وحماة واللاذقية، والتقديرات تشير لوجود أكثر من 4 ملايين سوري لحقهم الضرر جراء ذلك.

وبهذا الخصوص، يؤكد الناشط والإعلامي، عمار البكور، لـ"اقتصاد"، أن من يقطع طريق المحروقات شمال حلب من جهة تنظيم "الدولة" أو من جهة الحواجز المحيطة بمدينة مارع، هو شريك في قتل أطفال المناطق المحررة في حلب وإدلب وحماة واللاذقية، ويضيف: "بالنسبة لـ (حركة نور الدين الزنكي)، فهي مرابطة فقط عند قرية الوحشية قرب مدرسة المشاة، ولا يوجد لها أي حاجز على طريق المحروقات قرب مدينة مارع، حسب ما أكد لي القائد العسكري للحركة".

وأوضح عمار البكور أن النظام لم يستطع سابقاً حصار المناطق المحررة وقطع مواد المحروقات عنها بمفرده، لأن المدنيين كانوا يجلبون المحروقات من آبار النفط في شرق سوريا، ويكررونه بطرق بدائية، ويستخرجون المازوت والبنزين دون الحاجة لاستيراده من مناطق النظام.

لكن بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على المنطقة وعلى الآبار، بدأ النظام يهدد المدنيين بمنع وصول المحروقات إليهم بالتنسيق مع تنظيم "الدولة".

وبيّن الناشط الإعلامي أن تنظيم "الدولة" شن هجوماً على مسافة 40 كم شمال حلب، حيث يعد الطريق الوحيد الذي تمر منه شاحنات المحروقات إلى مناطق المدنيين، بالتزامن مع ذلك، كانت كميات قليلة من البنزين تأتي من مناطق النظام تم إيقافها بعد قطع طريق المحروقات الرئيس جراء المعارك الدائرة شمال حلب.

*الحل في استيراد المازوت من تركيا

وكشف البكور أن حلب الشرقية ليست محاصرة، وإنما المحروقات مفقودة فيها الآن ويتم استيرادها من مناطق سيطرة تنظيم "الدولة" شرق سوريا. وعلى الأرض الوضع مختلف، لا يوجد حصار في الأحياء التي يسيطر عليها الثوار داخل مدينة حلب، معقباً: "نرفض تسمية، شرقية وغربية، لما لها من أبعاد على المدينة مستقبلاً، المشكلة تكمن في منع تنظيم الدولة والنظام لبيع المحروقات، وبالتالي يستطيع مجلس محافظة حلب الحرة استيراد المازوت من تركيا وحل المشكلة".

وأكد البكور أن حالة من الكساد والركود الاقتصادي تعصف بحلب وخصوصاً في الأسواق، بسبب الشح والنقص في مصادر الرزق، مع صعوبة توفر فرص عمل، فحتى الورشات الصغيرة التي كانت تعمل توقفت مع فقدان المحروقات، مع العلم أن دعم الفقراء والمحتاجين تراجع كثيراً بسبب الضغط الدولي وضعف التمويل.

ومازاد الأمور تعقيداً، والكلام لـ البكور، قطع المحروقات وارتفاع سعرها بشكل خيالي، يعني مثلاً ليتر المازوت كان بـ80 ليرة والآن بـ480 ليرة، ومنذ أيام قامت امرأة بحرق نفسها بحي الزبدية بسبب عدم استطاعتها تأمين لقمة العيش لأطفالها وعدم استجابة أي مؤسسة إغاثية لها، ومن المعروف أن معظم سكان المناطق الخارجة عن سيطرة النظام بحلب، فقراء.

يشار إلى أن حلب الآن بلا خبز وبلا حليب أطفال، طبعاً أزمة الخبز والكهرباء والبنزين والخضار هي المسيطرة على عقول الحلبيين، أما ربطة الخبر إن توفرت فإن سعرها يتراوح بين 200 إلى 300 ليرة، وسعر أسطوانة الغاز وصل إلى 5 آلاف ليرة، وسعر ليتر البنزين إلى 400 ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق