رسمياً...بدء التعامل بعملة "الدولة"

قرر تنظيم "الدولة الإسلامية" بدء التعامل بعملته التي صكها، رسمياً، صباح اليوم السبت، في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، في العراق وسوريا.

وحسب مصادر إعلامية موالية للتنظيم فإن العملة المعدنية التي صكها "الدولة" تتألف من 7 قطع، بثلاث فئات، دينار ذهب، ودرهم فضة، وفلس نحاس.

وقد حدد التنظيم سعر الصرف لعملته على النحو التالي: خمس دنانير ذهب يساوي ٦٩٤ دولاراً، دينار الذهب يساوي ١٣٩ دولاراً، خمس دراهم فضة يساوي ٤.٥ دولاراً، درهم واحد فضي يساوي ٩٠ سنتاً، عشرون فلس نحاس يساوي ١٣ سنتاً، عشرة فلوس نحاس يساوي ٦.٥ سنتاً.

وذكرت مصادر إعلامية أن التنظيم نشر لاصقات في الأسواق ومحلات الصاغة، في المناطق التي يسيطر عليها، للترويج لعملته الجديدة.

ونشر عناصر التنظيم عبر حساباتهم في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صوراً لفئات العملة المعدنية، وكان التنظيم قد نشر لوحات إعلانية في مدينة الموصل تهدف إلى توضيح مزايا وقيمة العملة الجديدة، ونشر حينها صوراً لبعض الإعلانات التي علّقت في شوارع وأسواق الموصل، إضافة إلى تعليق إحدى اللوحات في جامعة الموصل، من أجل تعريف الأهالي على العملة الجديدة التي ستفرض عليهم، وأظهرت الصور اعتماد التنظيم خريطة الكرة الأرضية وسنابل القمح شعاراً لقطع عملاته المعدنية.

وحسب "سراج برس"، قال مختص: "يمكن لتنظيم الدولة‬ أن يصك أو يطبع عملة خاصة به، ولكن هذه العملة لا تملك اعترافاً دولياً بها وبدون احتياطي في المصارف الدولية، وعليه سيواجه المدنيون ضراراً كبيراً تظهر نتائجه عند عمليات الاستيراد أو التصدير أو عندما يحاول المدني صرف العملة خارج مناطق التنظيم ولا يعترف بها بنك أو محل صرافة".

لكن مختصين آخرين كان لهم قراءات أخرى، ففي تقرير لصحيفة "العرب" اللندنية، ذهب خبراء إلى أن اختيار التنظيم للذهب والفضة في سك عملاته الجديدة، رسالة يريد من خلالها تأكيد استقراره التنظيمي والاقتصادي، وأن عملاته ستحتفظ بقيمتها من خلال قيمة تلك المعادن النفيسة، ولن تتأثر بالحرب التي يخوضها العالم ضد التنظيم.

وحسب الصحيفة، تفيد الأنباء الواردة من تنظيم "الدولة" أنه رصد ما قيمته 500 مليون دولار من الذهب لسك عملته الجديدة، إضافة إلى 100 مليون دولار أخرى لمسكوكات الفضة والنحاس ونفقات تصنيع العملة الجديدة وتغطية حاجة المناطق التي يحتلها.

وإذا صحت تلك البيانات فإنها تكشف القوة التنظيمية والاقتصادية للتنظيم، وتفرض تغييرات كبيرة في سبل مواجهته والوسائل المستخدمة في محاربته.

وكانت تصريحات المسؤولين العراقيين قد أكدت أن تنظيم "الدولة" حصل عند سيطرته على مدينة الموصل في حزيران من عام 2014، على نحو 400 مليون دولار أميركي، من فرع البنك المركزي العراقي والمصارف الحكومية الأخرى. وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن إصدار العملة، يمثل خطوة أولى لتأكيد سيادة التنظيم على الأراضي الواقعة تحت حكمه، لكنها لا تعني بالضرورة نجاحه في بناء دولة.

ويقول محللون إن العملات المعدنية تشبه العملة الصادرة إبان الحكم العثماني في القرن 17، وأنها تحمل صوراً لخريطة العالم، وسبع سنابل قمح، وطبع على العملة عبارات مثل "خلافة على منهاج النبوة".

ومن الإشارات الكبيرة على الواقع الاقتصادي في المناطق التي احتلها التنظيم، تأكيد مدير بنك كابيتال الأردني، باسم السالم، في الشهر الماضي، أن فرع المصرف في الموصل يواصل نشاطته المصرفية بشكل اعتيادي، وأضاف أن أحوال المدينة "ليست بالسوء الذي يصوره الإعلام الدولي". وجاءت تلك التصريحات في تقرير لمحطة تلفزيون سي.أن.بي.سي الأميركية للأخبار الأقتصادية.

ترك تعليق

التعليق