مليارات وملايين النظام...من أين لهم هذا...؟!

عادت المليارات ومئات ملايين الليرات لتتحرك في أخبار النظام من جديد، بعد أن اقتصر الحديث خلال الأشهر الماضية عن التقشف وحملات النهب المنظمة تحت مسميات مكافحة التهريب ومحاربة الفساد. فخلال أسبوع واحد تم نقل العديد من الأخبار الملفتة...الأول هو زيارة الحلقي لحلب وتقديم منحة للمدينة بقيمة أربعة مليارات و652 مليون ليرة سورية..والثاني يتحدث عن نية محافظة اللاذقية صرف أكثر من 500 مليون ليرة لمزارعي جبلة المتضررين جراء العاصفة المطرية..!!...وخبر آخر يقول أن النظام تعاقد مع شركة خاصة لاستيراد سكر بقيمة 7 مليون يورو..وأكثر من ذلك، تشير الأخبار إلى أن الوزراء بدأوا بالتواصل مع مدرائهم بالمحافظات والطلب منهم بإعادة تشغيل خططهم لأن هناك أموالاً قادمة..!!....فمن أين أتى النظام بهذه الأموال التي صار يغدق بها بسخاء...؟!

قد يتبادر للذهن مباشرة أن مصدر هذه الأموال هو خط الإئتمان الإيراني الذي قدمته مؤخراً بقيمة مليار دولار، غير أنه وبحسب تصريحات متطابقة من النظام وإيران، فإن الخط لا يهدف لتمويل النظام بالسيولة النقدية وإنما سيغطي بعض القطاعات الاقتصادية كالنفط والقمح والأدوية وتجهيزات المشافي والكهرباء على مدى عام كامل...ومن جهة ثانية لو افترضنا أن إيران قد أمدت النظام بالسيولة فهي لن تكون منفلتة هكذا بلا قيود إلى حد توزيع أموال على متضررين من عاصفة مطرية...!!
 
 تشير مصادرنا الإعلامية من داخل العاصمة السورية إلى أن هناك حديثاً شعبياً يقول إن إحدى الدول الخليجية أمدت النظام بمساعدة مالية كبيرة، وأن هذه الأموال أوقفت كارثة اقتصادية ونقدية كانت ستحل بالنظام لو تأخرت، وأن وليد المعلم خلال زيارته الأخيرة لموسكو أخبر بوتين بدعم هذه الدولة من أجل الحصول على المزيد من الدعم من روسيا.

وتضيف هذه المصادر أن الإشاعات تتداول اسم السعودية تارة والإمارات تارة أخرى...؟

من جهة ثانية انتشرت مؤخراً على شبكات التواصل الاجتماعي صور لمسؤوليين يمنيين سابقين مقربين من الرئيس السابق علي عبد الله صالح مع مسؤولين رفيعين من نظام الأسد، وعلى ما يبدو أن الصور مأخوذة في دمشق، لذلك يشير مراقبون إلى أن الرئيس صالح قام، وبدفع من إيران، بتقديم الدعم المالي للنظام السوري، حيث تتناقل أوساط إعلامية أن ثروته تتجاوز الـ 20 مليار دولار.

بكل الأحوال، لم يعد لغزاً كبيراً البحث عن مصادر تمويل نظام الأسد، فهو قائم بغض النظر عن جهته، ولولاه لما صمد كل هذه السنوات..وعلى ما يبدو أنه سيستمر إلى أن يتحقق المشروع المخطط لسوريا..ما نحاول البحث عنه هنا هو: هل هناك داعمون ودافعون جدد للنظام، أم أن الداعمين القدامى هم من لازالوا يدفعون..؟
 
إنها من أصعب الفترات التي تمر بها الثورة السورية، فكلما اقترب انهيار النظام عاد للوقوف على قدميه من جديد واشتد ساعده..وهو ما يدفعنا كل فترة لتفقد أصدقاءنا المفترضين وأعدائنا الحقيقيين، وإذا ما حصلت حركة تنقلات فيما بينهم..ليس لشيء، وإنما لتطمئن قلوبنا، لا أكثر.

ترك تعليق

التعليق