أم أيمن.. أرادت كسر غربتها في رمضان فباغتها ظلم صاحب العمل

"باتت الأيام متشابهة..فحتى أيام شهر رمضان التي كنا ننتظرها طوال العام، صارت لا تختلف كثيرا عن غيرها، لا بل أن رمضان يزيد غربتنا ووحدتنا"..هكذا تصف أم أيمن أول رمضان يمر عليها في مدينة اسطنبول.

فبعد أن اعتُقل ابنها ووحيدها؛ أيمن، اضطرت الحاجة أم أيمن إلى اللجوء لمنزل أختها في اسطنبول، بعدما تهدم بيتها في بلدة "كفربطنا" في غوطة دمشق.

ولتكسر غربتها في رمضان، تسمع أم أيمن آذان المغرب في الجامع الأموي على "يوتيوب"، كما أنها قررت في بداية رمضان زيارة أشهر مساجد اسطنبول، إذ كانت قد قررت زيارة مسجد في كل يوم، لولا أنها بدأت في الثالث من رمضان العمل في معمل لتصنيع ألعاب الأطفال في القسم الآسيوي من مدينة اسطنبول، براتب ٣٠ ليرة تركية يوميا.

ووافقت أم أيمن على العمل رغم أنها لم تعمل سابقا أبدا، إلا أن حاجتها إلى المال دفعتها إلى قطع المسافة الطويلة التي تفصل مكان إقامتها في حي "الفاتح" عن مكان عملها في ضواحي اسطنبول الآسيوية.

وبعد عملها مدة أسبوع بدأت حالة أم أيمن الصحية بالتدهور، بسبب رائحة الألوان التي تصدرها ماكينة تلوين الألعاب، والتي تتولى أم أيمن تدويرها.

تقول أم أيمن: "صرت أعاني من صعوبة في التنفس، وبعد ذلك بدأت أبصق واستفرغ دما".

وعلى الرغم من أن أم أيمن تركت العمل، إلا أن صحتها لم تتحسن، إذ تبين أنها تعاني من التهاب شديد في الرئتين بسبب الرائحة النفاذة الصادرة من ماكينة التلوين، ولما طلبت الحاجة أم أيمن من مدير المصنع تعويضا ماديا كونها تعرضت لإصابة عمل، رفض الأخير ذلك، متذرعا بأنها كانت على اطلاع منذ البداية على تفاصيل وصعوبات العمل، ولأنها قدمت استقالتها قبل إتمام الشهر فإن صاحب العمل رفض حتى إعطاءها أجرة الأسبوع الذي داومته، ولأن ما داومته كان حسب وصف المدير "أسبوع تجريبي".

تتابع أم أيمن حاليا علاجها في أحد المشافي الحكومية التي تتيح العلاج المجاني للسوريين، وكل ما تأمله هو أن تشفى سريعا حتى تتمكن من معاودة الصيام، ومن متابعة خطتها التي قررتها في بداية الشهر بزيارة أشهر مساجد اسطنبول.

ترك تعليق

التعليق

  • رجاء
    2015-07-07
    يرجى تزويدنا بصلة تواصل مع الحاجة أم أيمن لكي تتم مساعدتها مع الشكر