مصدر لـ "اقتصاد": الحكومة الأردنية ترفض تشغيل معبر نصيب

مضى على تحرير معبر نصيب الحدودي، بين سوريا والأردن، أكثر من شهرين، لكن الحركة فيه باتجاه درعا ما تزال متوقفة، وتوقفها قد يطول، كما يعتقد مراقبون، وذلك رغم سعي الجهات المدنية والفصائل الثورية في محافظة درعا، بالتعاون مع مجلس محافظة درعا للإدارة المحلية في الحكومة السورية المؤقتة, إلى إيجاد آلية لإدارة المعبر الحدودي وتنشيط عمله.

الحركة من المعبر باتجاه الأردن قائمة

وبهذا الصدد، يقول يعقوب العمار، رئيس مجلس محافظة درعا للإدارة المحلية في الحكومة السورية المؤقتة، في حديث خاص لـ "اقتصاد": "إن المجلس والفصائل العاملة في محافظة درعا على استعداد  كامل لإعادة عمل مركز نصيب الحدودي، وإدارة حركة المرور عبر المعبر بين سوريا والأردن, من خلال إدارة مدنية تشرف على عملها الفصائل الثورية في المحافظة، ويتم الاتفاق عليها مع الجانب الأردني". مشيراً إلى أن مفاوضات مطولة جرت في هذا الإطار مع الجانب الأردني لكنها لم تسفر عن أية نتائج تذكر.

ولفت إلى أن الحركة في المركز الحدودي متوقفة تماماً باتجاه مدينة درعا، أما بين المركز والأردن فإن الحركة مستمرة؛ حيث يقوم المستثمرون في المنطقة الحرة السورية الأردنية والمركز، بنقل بضائعهم الموجودة هناك إلى الأردن.

وأشار العمار إلى أن مجلس المحافظة كان قد دعا الأفراد العاملين سابقاً في المركز الحدودي، وكل من يملك الخبرة في مجال عمل الجمارك والهجرة والجوازات من أبناء المحافظة، للتواصل مع المجلس من أجل استكمال فريق العمل؛ لإعادة المركز إلى سابق عهده, فور التوصل إلى اتفاق مع الأطراف المعنية بشأنه، مبيناً أن المعبر الآن تحت إدارة لجنة مستقلة عينتها محكمة دار العدل التي تُعتبر أعلى سلطة معترف بها في حوران.

وأكد العمار أن مركز نصيب الحدودي كان يرفد خزينة الدولة، نتيجة الحركة البينية والرسوم على البضائع والأشخاص، بملايين الدولارات شهرياً, إضافة إلى أنه كان يؤمّن مئات فرص العمل للأسر السورية ولاسيما في المنطقة الجنوبية.

أحاديث عن نيّة الأردن فتح معبر جديد مع النظام السوري عبر السويداء

وفي السياق نفسه، أشار مصدر رفض الإفصاح عن اسمه، إلى أن الحكومة الأردنية ترفض تشغيل المعبر, بحجة عدم وجود جهة رسمية من الجانب السوري تتعامل معها كندّ حقيقي في إدارة المعبر, لافتاً إلى أن الجهات الفاعلة على أرض المحافظة, قدمت جميع الضمانات, وكل ما من شأنه إطلاق العمل بالمركز لكنها لم تتلق رداً من الحكومة الأردنية.
 
ولفت المصدر إلى أن هناك أحاديث غير مؤكدة, تتناقلها بعض الأوساط  عن نية الحكومة الأردنية, فتح معبر جديد بين سوريا والأردن عبر محافظة السويداء, لكن هذا الأمر لم تؤكده أي جهة من البلدين.
 
عشرات العاملين بالمركز بلا مصدر رزق

إلى ذلك تعالت الأصوات المطالبة بفتح المعبر نظراً لأهميته ودوره الاقتصادي بين سوريا والأردن, ولقربه من العاصمة، ومن مراكز إنتاج الخضار والمحاصيل الزراعية, إضافة إلى كونه كان يؤمن العديد من فرص العمل للسوريين.

وأكد عدنان، وهو أحد العاملين في المركز الحدودي بالتخليص الجمركي, أن دخله ومورده الاقتصادي, الذي يعيل منه أسرته, توقف بتوقف العمل في المركز, وقال "نتمنى على أصحاب الشأن, إعادة العمل بالمركز لإعادة مصدر رزقنا الذي نعيش منه", لافتاً إلى أن أوضاعه المالية أصبحت صعبة، وأن الديون تراكمت عليه بعد أن أصبح عاطلاً عن العمل.

وبيّن عدنان أن العشرات من أمثاله أصبحوا على قارعة الطريق, بسبب ما آل إليه الوضع في المركز الحدودي, الذي كان يشكل مصدر دخل لعشرات الأسر في محافظة درعا.
 
تفاصيل عن معبر نصيب

ويُعد مركز نصيب الحدودي الواقع على الحدود السورية الأردنية من المشاريع الحيوية والهامة في سوريا, ويُعتبر أضخم المراكز الحدودية في الدول العربية، وأكثرها تطوراً, نظراً لأهمية موقعه، والتجهيزات الكبيرة والمتطورة التي يحتويها، والسرعة التي يتم فيها إنجاز معاملات المسافرين فيه.

ويقع مركز نصيب الحدودي على الأوتستراد الدولي الذي يربط مدينتي دمشق –عمان، بالقرب من المنطقة الحرة السورية الأردنية, و يبعد عن مدينة درعا حوالي /20/ كم، ويمتد  على مساحة تقدر بـ/2600/ دونماً.
 
ويتألف المركز من ساحات لوقوف السيارات الشاحنة والسياحية في اتجاهي القدوم والمغادرة, بحيث ينفصل خط سير الشاحنات عن خط سير السيارات السياحية.

ويحتوي المركز على ثمانية أبنية إدارية وأربع صالات للهجرة والجوازات والجمارك, وقسمين، الأول للركاب والمسافرين، والثاني لسيارات الشحن.
 
وقد جُمعت المباني التي تتم فيها إجراءات الوصول والمغادرة في المركز لتؤمن أفضل الخدمات للمسافرين، ولهذه الغاية أيضاً صُممت أروقة لتفتيش السيارات السياحية.

وتم إقامة عدة مسارب بهدف اختصار الوقت وإتمام الإجراءات بأسرع وقت ممكن سواء لجهة الجمارك أو لجهة الهجرة والجوازات وباقي الجهات المختصة الأخرى، حيث جُهزت المراكز بأحدث التقنيات الحديثة والمتطورة اللازمة للعمل.

ويعمل في المركز جهات عامة وخاصة متعددة، منها الجمارك، والهجرة والجوازات، وفرع  المصرف التجاري السوري، وشركة التأمين السورية، ومكتب الدور التابع لوزارة النقل، ومركز الاستعلامات السياحي، ومديرية خاصة بخدمات المركز. كما زُود المركز بالخدمات الرئيسية الضرورية لراحة المسافرين، فهو يحتوي على محطة للوقود وساحات خاصة لحجاج بيت الله الحرام مع مسجد وفندق من الدرجة الثالثة، مؤلف من /26/ غرفة وجناحين.
 
وفي المركز أيضاً قاعة شرف لاستقبال الوفود الرسمية، ومركز صحي زُوّد بأفضل التجهيزات، ومركز حجر زراعي، إضافة إلى خدمات الكهرباء والهاتف والمياه.

وقد رُوعي في تصميم المركز القدرة على استيعاب تطور حركة السيارات وازدياد عددها في القدوم والمغادرة بين سوريا والبلدان المجاورة، حيث تستوعب الساحات المعبدة في المركز ما يزيد عن / 3/ آلاف سيارة سياحية وشاحنة دفعة واحدة.

ترك تعليق

التعليق