"حلب الغربية" تبحث عن قطرة ماء


يبدو أن فاتورة سكان حلب من المعارك الجارية حالياً كانت هذه المرة باهظة، لأن حلب اليوم تبحث عن نقطة مياه، فالأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام تعيش على إيقاع مختلف مع استمرار وتصاعد وتيرة الاشتباكات وندرة وشح بعض المواد الغذائية، يترافق هذا الوضع مع ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية وغياب شبه كامل للفواكه وحضور خجول للخضار على الموائد، وبات حديث الحلبيين اليومي يقتصر على غياب ونقص كبير في المياه والزيادات الكبيرة في أسعار المواد الغذائية وبدائل الطاقة مثل الأمبيرات، في ظل انعدام القوة الشرائية للناس.


حلب بلا ماء منذ أسابيع
 
أزمة المياه مستمرة وحلب الآن بلا ماء ولا كهرباء، طبعاً أزمة المازوت والأسعار هي المسيطرة على عقول الحلبيين وخصوصاً بعد تحديد سعر الأمبير الواحد بـ 900 ليرة أسبوعياً – ويعتبر الأمبير أحد أهم الوسائل الحالية لتوليد الطاقة في المنازل- ومن هنا انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الحملات ضد النظام من الصفحات المؤيدة لتصرخ في وجه أزمة المياه والكهرباء تحت عنوان: "صمتكم وصمة عار"، إذ أن تضرر منظومة الكهرباء المغذية لحلب انعكس سلباً على استقرار الوضع الكهربائي، وعدم التمكن من تأمين تيار كهربائي مستمر ومستقر لتغذية الخدمات الرئيسية (مشافي – مقاسم هاتفية – مطاحن – مضخات مياه الشرب).
 

الصفحات المؤيدة أطلقت هاشتاغ بعنوان "أين المحافظ مما يحصل في حلب، أين مؤسسة مياه حلب، وهل سيتم استدعاء مزيد من الصهاريج من محافظات مجاورة؟، أم أن صهاريج المياه المجانية يسيرها مسؤولو محافظة حلب لبيوت المسؤولين وأقاربهم!.."
 
الصفحات المؤيدة قالت للنظام: بعد "صمتكم وصمة عار"، "‫#‏حلب_عطشانة‬‬‬"، وتابعت "أين وزير الكهرباء، وأين المحافظ ورئيس مجلس المدينة"،" ‫#‏ يسقط مسؤولي حلب الخونة".
 ‬‬‬‬   ‬‬‬‬

النصرة: أزمة المياه من صنع النظام

وفي المقابل، تلتزم "جبهة النصرة" بضخ المياه، حسب تأكيدات مسؤوليها، وترى الجبهة أن أزمة مياه الشرب يتسبب بها النظام في حلب. ويستمر انقطاع المياه عن معظم مدينة ‫حلب‬ منذ نحو أسبوعين في ظل اتهام أهالي المدينة لمسؤولي النظام بتأمين المياه لأنفسهم وأقربائهم دون بقية الناس.
‬‬‬
وأوضحت الإدارة العامة للخدمات في مناطق سيطرة الثوار بحلب، من خلال بيان، أن سبب توقف محطة الضخ ناتج عن منع إصلاح خط كهرباء ‫‏الزربة‬ من قبل النظام، ورفضه تغذية المحطة من خط ‫‏المحطة الحرارية‬، و‬‬‬أن الضخ عبر مادة "الديزل" يخفض قوة الضخ حتى النصف ويحتاج لـ 30 ألف ليتر يومياً.

كارثة التضخم تجتاح حلب
 
لدى الحلبيين كارثتين، الأولى التضحم، والثانية المياه والكهرباء، وقال شهود عيان من مناطق حلب الغربية الخاضعة لسيطرة النظام، في حديث خاص لـ "اقتصاد"، أن سعر صهريج 1000 ليتر ماء، وصل إلى 3 آلاف ليرة، إضافة إلى ارتفاع سعر الأمبير الواحد إلى 900 ليرة أسبوعياً بسبب أزمة المازوت الحالية، ومن المعروف أن حاجة المنزل تزيد عن 3 أمبيرات.
 
وأضاف شهود عيان أن كارثة التضخم تجتاح حلب للعام الرابع على التوالي، وأن الأسعار ارتفعت ضعف ما كانت عليه قبل شهر الصيام، مما فرض وضعاً استثنائياً في أنماط الاستهلاك وأصبحت الكبة في حلب تصنع من البطاطا بدلاً عن الهبرة، بعد وصول سعر الكليلو الغرام الواحد من اللحوم إلى 2000 ليرة.
 
هذا الارتفاع دفع الحلبيين في هذه المناطق للابتعاد عن الفاكهه والحلويات، واقتصار الاستهلاك على المواد الضرورية مع تراجع حاد في القوة الشرائية.
 
وفيما يلي بعض أسعار المواد الغذائية في المناطق التي يسيطر عليها النظام في حلب:

اللحمة 2000 ليرة.
ليتر مياه 30 ليرة.
بطاطا 85 ليرة.
كوسا 90 ليرة.
بصل 90 ليرة.
باذنجان 175 ليرة.
بندورة 75 ليرة.
دراق 750 ليرة.
موز 450 ليرة.
بيض 575 ليرة.
الفروج 650 ليرة.

ترك تعليق

التعليق