عمداء بعض الكليات بالحسكة يخرجون عائلاتهم ويطلبون من الطلبة تقديم الامتحانات

يوم الجمعة الماضي قام تنظيم "الدولة اﻹسلامية" بالسيطرة على كليتي الاقتصاد والهندسة المدنية ومبنى فرع جامعة الفرات بالحسكة، الواقع في حي غويران جنوب المدينة. وهكذا بات التنظيم يسيطر على نصف كليات الحسكة بعدما كان قد سيطر على كليتي الآداب والتربية بحي النشوة منذ اليوم الأول لدخوله الحسكة، الشهر الماضي. فيما بقيت كلية الحقوق في مركز المدينة، الكلية الوحيدة المتواجدة في منطقة سيطرة النظام، أما كلية العلوم وطب اﻷسنان في حي المشيرفة، وكلية الزراعة بحي الكلاسة، فهي في منطقة السيطرة الكردية، علماً أن الوحدات الكردية و"اﻹدارة الذاتية" لا تتدخل لا من قريب ولا من بعيد في عمل هذه الكليات، وتتبع هذه الكليات إلى جامعة الفرات المتواجدة رئاستها في مدينة دير الزور.

 وفي الأسبوع الماضي، أعلنت رئاسة فرع الجامعة بالحسكة عن استكمال امتحانات الفصل الثاني لكليات الحقوق والعلوم وطب الأسنان والزراعة، باﻹضافة إلى المعهدين الزراعي والبيطري. وكانت الامتحانات قد تأجلت عند دخول التنظيم، وجاء هذا اﻹعلان صادماً للكثير من الطلاب، وغصت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الرافضة لاستكمال الامتحانات في هذا التوقيت، فهل جاء القرار لصالح الطلبة كون التقويم الامتحاني مكثف مسبقاً خاصة بوجود الدورة التكميلية واقتراب بداية العام الدراسي الجديد؟؟، أم جاء لأهداف سياسية، ليُظهر للرأي العام المحلي والدولي بأن الحسكة آمنة والوضع تحت السيطرة، بدليل إجراء الامتحانات؟؟

بهذا الصدد، قامت "اقتصاد" بإجراء استطلاع لرأي طلاب كليات الحسكة بخصوص استكمال الامتحانات بينما المدينة تعيش أجواء ملتهبة. والتقت "اقتصاد" داخل كلية العلوم، أمل محمد، طالبة علم الحياة، من السنة الرابعة، قبل تقديمها لامتحانها، حيث أبدت رفضها استكمال الامتحانات في هذه الظروف الصعبة والعصيبة، وقالت: "رئاسة الجامعة أعلنت عن الاستكمال ولم تراع حال الطلبة، فالكليات يمكن أن تتعرض لقذائف الهاون وتفجيرات تستهدف التجمعات أو حتى لهجوم التنظيم عليها في أي لحظة، وقد أتيت للحسكة من عامودا، راضخة لهذا القرار، رغم رفض أهلي وخوفهم علي"، وأضافت: "إن نسبة الطلاب الذين جاؤوا لتقديم الامتحانات اليوم في السنة الرابعة لا تتجاوز 40%".

 أما علياء، طالبة الزراعة، وهي قد نزحت من الحسكة إلى رأس العين وتقيم الآن في منزل جدها مع أقارب آخرين، قالت: "لن أذهب للحسكة لتقديم الامتحانات، فأجواء الدراسة غير متوفرة لي، نحن خرجنا بثيابنا فلا توجد لدي محاضرات أو كتب لموادي، والامتحان يبدأ بالزراعة يوم الأحد، وأهلي لن يسمحوا لي بالعودة، ونحن قد استطعنا الخروج بعد معاناة كبيرة، وقد أخرج عمداء بعض الكليات عائلاتهم من المدينة، ويطلبون منا القدوم لتقديم امتحانات، فكيف ذلك؟!".

 وبدوره لـ "اقتصاد" أيضاً، تحدث سوبار سيد اسماعيل، طالب الهندسة المدنية من السنة الخامسة، عن سير العملية الامتحانية قبل دخول تنظيم الدولة للمدينة، فقال: "كانت الامتحانات تسير بشكل جيد، مع وجود بعض القلق وعدم الارتياح كون كليتي تقع في حي غويران غير المستقر أمنياً"، وعن سيطرة التنظيم على كليته يوم الجمعة الماضي، قال: "كان متوقعاً هذا الأمر بعد أحداث الحسكة الأخيرة، وقيام التنظيم بالسيطرة على مناطق جنوبي الحسكة، وكلية الاقتصاد والهندسة المدنية تقع في عمق تلك المنطقة". وأضاف سوبار: "على رئاسة الجامعة مراعاة الطلاب وظروفهم الصعبة والحفاظ على حياتهم، والتراجع عن هذا القرار".

 من جهته، رضوان، طالب الحقوق، أظهر تأييده لقرار رئاسة الجامعة، وأكد على أنه يريد تقديم الامتحان، واستكمل بقوله: "الأمور يمكن أن تذهب للأسوأ، ونتحسر على هذه الأيام، رغم أن الوضع غير مستقر، ولكن يجب علينا عدم تأجيل الدراسة وعدم تحقيق أهداف تنظيم الدولة بأيدينا".

 ومن السنة الثانية لقسم الرياضيات، تحدثت "اقتصاد" مع أحد الطلاب الذي خرج من امتحان "الجبر الخطي" مبكراً، أنور عبدالله، الذي قال: "رغم حضوري للكلية ودخولي لقاعة الامتحان، ولكن توتري منعني من كتابة شيء، فخرجت منسحباً". وبالنسبة لأعداد الطلاب الذين قدموا امتحان هذه المادة، فلم تتجاوز 30% من الطلاب الذين يحق لهم التقدم.

ترك تعليق

التعليق