عندما تشكر المعارضة تركيا....!!

لا أدري إن كان هناك من دلالات بين ما يشاع عن تحركات تركية عسكرية في الشمال السوري وبين ما يُشاع عن عزم الحكومة المؤقتة والنُصرة على حد سواء التعامل بالليرة التركية بدلا من الليرة السورية. لكن من الواضح أن هناك تناغما ما، أقله شعور المعارضة الساكنة بتركيا بالامتنان لحكومة أردوغان وما قدمته لهم وللاجئين السوريين من تسهيلات وخدمات وتصريحات نارية يعجز اللسان حقيقة عن شكرها..غير أنه إذا كان موقف المعارضة والنصرة نابع من الشعور بالعجز عن شكر تركيا فقط، فنتمنى أن لا يتطور الأمر إلى أبعد من ذلك...وما نخشاه أن يكون هناك تنسيق بينهما على قضايا أكثر سيادية وتأثيرا من مسألة الليرة.

وأجدني ميالا في هذا الاتجاه إلى البحث عن تفسير مختلف..وهو أن حكومة أردوغان لديها مخاوف من هزات اقتصادية قد تتعرض لها عملتها في المرحلة القادمة..نظرا للتطورات السياسية الداخلية الجديدة والخارجية التي تعصف بالمنطقة برمتها..وقد شهدت العملة التركية حالة من عدم الاستقرار خلال الأشهر الماضية..لذلك ربما طلبت تركيا من المعارضة هذا الأمر، في محاولة لتقديم المزيد من الدعم للعملة التركية، وخصوصا أن حجم تعاملات السوريين وتحويلاتهم سواء الذين يعيشون في تركيا أو في الشمال السوري، تتجاوز بحسب مراقبين الثلاثة مليارات دولار.

وعلى مستوى آخر، لست هنا بصدد تقييم الآثار السلبية والإيجابية بالنسبة للسوريين أنفسهم..فقد كتب عنها خلال الأيام الماضية الكثير من المختصين الاقتصاديين، وأوضحوا أن ذلك يشكل ضربة قوية للنظام على المدى القريب، لكنه لن يكون سببا فاعلا في سقوطه..ومن سيتحمل عواقب أي هبوط جديد في قيمة الليرة السورية هم السوريون الذين يعيشيون في مناطق سيطرة النظام..بالإضافة إلى أن استبدال التعامل من عملة لأخرى، يعني أيضا استبدال مدخرات الناس وتعاملاتهم وأرباحهم وبالتالي سوف تكون حياتهم كلها مرتبطة بالليرة التركية هبوطا وصعودا.
 
بكل الأحوال، يبدو أن تطورات الحدث السوري وصلت إلى مرحلة من السوء إلى حد أصبح معه تغيير التعامل من عملة لأخرى حدثا عابرا ولا يحمل أية دلالات ولا يستحق الوقوف عنده.

وأظن أن المعارضة هم اليوم أكثر ضعفا من أي وقت مضى، لذلك أعتقد، أنه في حال قرروا اعتماد الليرة التركية بدل السورية، فإن القرار لن يكون قرارهم. لأن الأجدى بهم التحول مؤقتا للدولار أو اليورو وليس إلى الليرة التركية، إذا كان يعنيهم مصلحة الناس المعيشية والضغط على النظام...!!

ترك تعليق

التعليق