قصص من عيد السوريات في اسطنبول

 أصرت "أم ليلى" على صنع "الغريبة" الشامية في منزلها المتواضع في منطقة الفاتح، فرائحة العيد تفوح حسب "أم ليلى" من أقراص الغريبة، وتقول: على الرغم من أن "غريبة" الشام ألذ بكثير من تلك التي صنعتها، إلا أنني أحاول تذكير أطفالي بالعيد على طريقتنا الشامية. ولأن شوارع اسطنبول لا تزدان بالمراجيح احتفالا بقدوم عيد الفطر فإن أم ليلى وجاراتها السوريات قررن اصطحاب أطفالهن إلى مدينة الملاهي، حتى يرسخن في أذهان الأطفال طقوس العيد السوري.

وعلى الرغم من وصول بعض الثياب الجديدة لأطفال عائلة الحاجة أسيمة في العيد، إلا أن الحاجة لم تتلق أي مساعدات مادية، لأن العوائل السورية المحتاجة باتت ـ حسب قولهاـ كثيرة جدا والجمعيات الخيرية صارت تتحمل ضغطا أكبر من قدرتها، ولذلك لن تتمكن الحاجة أسيمة من شراء حلويات العيد التي تعتبرها العائلة من الكماليات، وكذلك فإنها لن تصطحب أطفالها إلى مدينة الملاهي، كما كانت قد وعدتهم سابقا، وستكتفي الحاجة بأخذ الأطفال إلى حديقة "فاتح" العامة، وتضيف ؛أسيمة": عايدني "معلمي" في ورشة الخياطة التي أعمل بها ١٢ ساعة يوميا،بـ ٢٠ ليرة تركية!

تبتسم أسيمة ساخرة، وهي تقول: اشتريت بالعيدية التي أعطاني إياها صاحب الورشة، ثلاث "ساندويشات شاورما" لأطفالي.



وتتابع أسيمة: اعتاد أطفالي على الحرمان، حتى أنهم كفوا عن مطالبتي بالحلويات وبالألعاب.

وتكاد الشابة "نجاة" أن تكون اللاجئة السورية الوحيدة السعيدة بقوم العيد، والسبب حسب "نجاة" أنه أحد المواسم التي تربح فيها "نجاة" الكثير من "الإكراميات"، تعمل "نجاة" في إزالة الشعر الزائد عن أجساد السيدات بالسكر والشمع، وتقول: تتضاعف ساعات عملي في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وخلال أيام العيد الأولى، والسبب أن سيدات اسطنبول يحتفلن بعيد الفطر بتجميل أنفسهن.

وما يعادل فرحة "نجاة" بالبقشيش الذي تعطيه السيدات في العيد بسخاء، هو ساعات عملها المضنية في العيد، فمن شدة تعبها تنسى "نجاة" التفكير بأهلها أو بعيدها في سوريا، وتتابع: في موسم العيد أعمل أكثر من ١٢ ساعة، ألقي جسدي المنهك على السرير بمجدر عودتي إلى المنزل، التعب ينسيني الحنين..

ترك تعليق

التعليق