"حلب الغربية" بلا مياه نظيفة...والنظام يوزع حبوباً للتعقيم

تبدو مسألة عودة المياه عقبة كأداء أمام سكان حلب الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام، وعلى المدى المنظور، لا مياه في حلب، وهذا يعني أن السكان أمام نتائج  كارثيّة خلال الأيام القادمة.
 
وأمام هذا الواقع، اعتمد الحلبيون، وبشكل رئيس، على الآبار الملوثة تارة، وعلى الصهاريج تارة أخرى، إلا أن القاسم المشترك بينهما، مياه ملوثة جرثومياً.
  


وبسبب تفشّي حالات التسمم والأمراض، لجأ النظام مؤخراً لتوزيع كمية كبيرة من الحبوب المعقمة للمياه على السكان، وعمادها "مادة الكلور"، بعد انتشار حالات التسمم - من تلوث المياه في المشافي- بسبب وجود جزيئات معادن مضرة فيها كالرصاص والزئبق، إضافة إلى تسرب الصرف الصحي إلى عمق المياه الجوفية.

والمفارقة أن مؤسسة المياه التابعة للنظام تقوم بتوزيع هذه الحبوب على السكان مجاناً في مراكز جباية المياه، وعند دفع الفواتير فقط، وبمعدل عشرة حبوب عند دفع فواتير العداد الواحد.
 

وهذا يعني أن مياه حلب لم تعد نظيفة، وهذا ما يحاول النظام ترويجه بعد عجزه أمام موضوع ضخ مياه الشرب في المدى المنظور، ولم يكتفي النظام بذلك بل حاول عبر وسائل إعلامه و صفحات التواصل الاجتماعي المؤيدة، الترويج لفكرة أن الناس في معظم مدن العالم لا يستطيعون الشرب من ماء الحنفية مباشرة، وهذا هو الحال في أغلب المدن الأوروبية وفي مدن الخليج وحتى في المدن الأمريكية.

وكبديل عن توقف محطة ضخ سليمان الحلبي عن العمل - نتيجة انقطاع الكهرباء وعجز النظام والمبادرات الأهلية عن تزويد محطة الضخ الرئيسة بالوقود والكهرباء-  بدأ الهلال الأحمر في حلب القيام بعملية تجريبية لتنقية مياه نهر القويق من أجل تحلية مياه النهر قبل توزيعه على السكان، لأن توقف محطة سليمان الحلبي عن الضخ باتجاه الخزانات العامة يعني أن البديل هو محطة الخفسة على الفرات المستمرة بالضخ عبر قناة خاصة لتصب في المجرى الجديد الذي تم إنشاؤه كبديل عن مجرى نهر قويق القديم.



وكان تقرير التنمية البشرية لعام 2006 والصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أثار نقطتين: الأولى، المياه من أجل الحياة، من خلال توفير المياه النظيفة، والثانية، المياه لسبل المعيشة، انطلاقاً من أنها مورد إنتاجي يشترك فيه سكان البلد الواحد، إلا أن مشكلة حلب والمياه هي اليوم أبعد من الندرة، على حد وصف المراقبين.

وتعاني حلب انقطاع مياه الشرب بشكل تام منذ أكثر من ثلاثة  أسابيع، وعملية ضخ المياه مرتبطة بامتناع النظام عن تغذية محطات الضخ بالتيار الكهربائي، وأهمها محطة ضخ سليمان الحلبي في مناطق سيطرة جبهة النصرة، والتي تغذي أحياء المدينة الغربيّة الواقعة تحت سيطرة النظام.


يُذكر أن سعر صهريج 1000 ليتر ماء، وصل إلى أكثر من 3 آلاف ليرة، إن وجد.
 

ترك تعليق

التعليق