اقتصاديات...المفارقة السورية


في دمشق، ينتطر الناس يومياً قائمة الأسعار الجديدة لكل شيء، بغض النظر إن ارتفعت الليرة أمام الدولار أم هبطت..؟، وعلى فكرة، الأمر لا علاقة له بأن البلد في أزمة  كما يسميها "أخواننا" المؤيدون للنظام ...بل إن ارتفاع الأسعار في سوريا هو تقليد عريق، وسوريا هي البلد الوحيد في العالم، على ما أظن، التي يكفي أن تعيش فيها عشر سنوات لتكون شاهداً على تحولات خطيرة ومقارنات مدهشة بالنسبة للأسعار.
 
ما فعلته الثورة أنها استقدمت المستقبل بشكل أسرع، وإلا فإن الأوضاع لن تختلف كثيراً، عما يعيشه الشعب السوري اليوم، في العام 2020 مثلاً..مع تحسينات بسيطة على الدخل يسميها النظام عادة "زيادة رواتب".

عدم استقرار العملة السورية والتذبذب بالأسعار، لطالما حرم المصارف الحكومية الكثير من إيداعات السوريين، الذين كانوا يلجؤون إلى أحد خيارين، إما الايداع في المصارف العربية والأجنبية، أو استثمار ما لديهم من سيولة في الأصول، أبرزها العقارات..وهو ما أدى لأن تصبح أسعار العقارات في دمشق تحديداً، الأغلى على مستوى العالم.

نشعر بالأسى عندما نعلم أن العملة الأردنية لا تزال محافظة على قيمتها أمام الدولار منذ أكثر من 35 عاماً، ومؤشر الأسعار لديهم ثابت ومستقر..وهو ما سمح للبلد أن تتطور لتغدو مدينة عمان من أجمل المدن العربية تنظيماً ونظافة.

تخيلوا، نقارن سوريا مع الأردن، حتى لا يقول لنا متبجح أن المقارنة لا تجوز شرعاً مع دول الخليج أو الدول الأوروبية.

ترك تعليق

التعليق