في القاهرة...ذهب السوريين لا يلمع

يواجه معظم السوريين في مصر، ممن لديهم القليل من المداخرات الذهبية، صعوبة بالغة في تصريف هذه المنتجات، والسبب يكمن في أن الصاغة في أرض الكنانة، يخشون ذهب الثورة السورية.
 
وبعيداً عن الذهب السوري..يشكو الصاغة المصريون من عدم استقرار الأوضاع، والذي يضعف بدوره الإقبال على شراء المعدن النفيس، حيث يعاني أصحاب محال الصاغة بالقاهرة وباقي المحافظات من حالة ركود تعصف بسوق الذهب المصري، والذي يشهد هبوطاً مستمراً خلال الشهور الأخيرة على المستوى العالمي، وربما يكون هذا عامل إضافي للامتناع عن عملية الشراء.

ذهب الثورة مغشوش

وتقول سارة، وهي ربة منزل سورية تقيم بالقاهرة، أنها لم تتمكن من بيع قطعة ذهبية من المشغولات السورية في أسواق الذهب المصرية، على الرغم من حاجتها الماسة لسيولة نقدية لإجراء عملية جراحية لزوجها المريض.

وتتابع سارة أن معظم الصاغة في مصر يمتنعون عن الشراء أو التعامل بالذهب المصنع في سوريا بحجة أن الذهب بعد قيام الثورة السورية مغشوش، على حد وصفهم.

عندما يتحول الذهب لنحاس

وتروي أم أحمد، وهي أيضاً ربة منزل، أنها تمكنت من بيع قطعة ذهبية كانت قد اشترتها من دبي منذ أعوام بسهولة مقابل بيع قطع ذهب سورية بنصف الثمن بصعوبة بالغة بعد عرضها على عدد من الصاغة المصريين.

وأوضحت أم أحمد أن الصاغة قالوا لها: (الذهب السوري كله مغشوش بالنحاس والذهب كله مضروب في سوريا حالياً).

وتتساءل أم أحمد: "هل ذهبت القيمة الفعلية للمعدن الثمين من المشغولات السورية؟، وما يكتنزه السورريون الآن، أليس ذهباً!!.."

 وأضافت أم أحمد: "عندما كنا في سوريا نعلم تماماً أن معظم ما يباع من مصوغات ذهبية عيار (21) أو عيار (18) أما في مصر يقال لنا: إن الذهب السوري عيار (14) أو  (12)، وما يحدث أحياناً أن يقال: هذه القطعة عبارة عن نحاس مطلي فقط بماء الذهب، مع العلم أن هذا الذهب تم اقتناؤه قبل الثورة السورية".
    
ليس فيه النسبة المطلوبة لعيار 21

وفي السياق ذاته أوضح أحد الصاغة، طلب عدم ذكر اسمه، أن الذهب الذي يدخل إلى مصر مع السوريين لا يمكن الوثوق به، حيث لا يمكن فحصه بشكل دقيق، ونحن نتعامل مع مصادر نثق بها وخصوصاً عندما يكون الذهب مستورداً وليس محلي.

ويضيف: "هناك أشخاص ممن يملكون الذهب لا نثق بهم ولا يحملون فواتير أحياناً، ونحن غير مجبرين للتعامل معهم، وبعد الفحص أو التحليل الكيميائي للذهب السوري في أغلب الأحيان لا يكون فيه النسبة المطلوبة لعيار (21) أو (18) المتعارف عليها".
 
يشار إلى أن الجمعية الحرفية للصاغة وصنع المجوهرات في دمشق أعلنت أكثر من مرة عن وجود حالات تزوير للمصوغات، وأقلام الدمغة التي توضع على القطع الذهبية.
 
ومنذ عام 2011 بدأت تظهر مصوغات ذهبية مزورة في أسواق الذهب السوري، وخصوصاً بعد ارتفاع سعر الذهب وتنامي الطلب على شراء المادة كنوع من الإدخار.
 
ويتمتع الذهب السوري بسمعة عالمية قبل اندلاع الثورة السورية، ويُذكر أن المدير الإقليمي لمجلس الذهب العالمي لمنطقة الشرق الأوسط سابقاً، سوري، ويدعى، معاذ بركات.

ترك تعليق

التعليق