"اقتصاد" ترصد أجور المقاتلين الشهرية في بعض فصائل المعارضة


أدت الظروف الاقتصادية الصعبة للسواد الأعظم من الشباب السوري إلى الانخراط في صفوف فصائل المعارضة، وذلك لتحقيق هدفين أساسيين، الأول هو الجهاد في سبيل الله والعمل على إسقاط نظام بشار الأسد الذي يمعن في اعتقالهم وقتلهم منذ أكثر من أربع سنوات، أما السبب الثاني، فهو لتحقيق مورد رزق ثابت, يقي هؤلاء العوز ويؤمن لهم مستوى معيشي مريح، في ظل تفشي البطالة، وتوقف بعض الأعمال ودورة الحياة برمتها، بسبب الحرب الدائرة هنا.

يقول أحمد، وهو قائد كتيبة في أحد الألوية، "إن أجور المنتسبين إلى الفصائل السورية المقاتلة، تختلف من فصيل إلى آخر، ويُنظر في تحديد  ذلك إلى الوضع الاجتماعي للمنتسب، فالأعزب يحصل على أجر شهري أقل من الأجر الشهري للمتزوج، يضاف إليه كل شهر، سلة غذائية مخصصة للمقاتلين، تحتوي على معلبات وحليب وسكر وزيت ورز وشاي ومربيات وسمنة وبقوليات، تتجاوز قيمتها النقدية الـ 8 آلاف ليرة سورية، ويحصل عليها الأعزب والمتزوج على حد سواء"، لافتاً إلى أن بعض المقاتلين يحصلون على نصيب من الغنائم من الأسلحة والمواد الأخرى التي يتم اغتنامها.

وقال "إن الضباط الكبار والقادة، لا يعلنون عادةً رواتبهم، ولا أحد يفصح عنها، وهي على ما يبدو أعلى بكثير لتتناسب مع مسؤولياتهم، وحجم الأعمال العسكرية الملقاة على عاتقهم".

بدوره، أشار أبو قتادة من "أكناف بيت المقدس" إلى أن العنصر المتزوج والأعزب يحصلان على راتب شهري موحد، يقدر بنحو 100 دولار، إضافة إلى سلة غذائية تقدر قيمتها بنحو 10 آلاف ليرة سورية، يضاف إلى ذلك بعض الغنائم التي يتم الحصول عليها خلال عمليات القتال والرباط، حيث تقدر قيمة الغنائم، وتُوزع على منتسبي الفصيل نقداً، لافتاً إلى أن الفصيل يكفل عائلة الجريح والشهيد، ويقدم لها الراتب والسلات الغذائية بشكل شهري.
 
فيما أكد أحد العناصر المنتسبين إلى حركة "المثنى الإسلامية"، أن الراتب الشهري للمنتسب للحركة يُقدر بنحو 100 دولار أمريكي شهرياً، يُضاف إليها 20 دولار عن كل طفل من أفراد أسرة المنتسب وسلة غذائية، لافتاً إلى أن الحركة تمنح أسرة الشهيد، عدا عن راتبه الشهري، تعويضاً يُقدر بنحو 500 ألف ليرة سورية.
 
وقال عدي، من لواء "شهداء اليرموك"، "إن العنصر المتزوج يحصل على نحو 150 دولاراً شهرياً، بينما الأعزب يحصل على 100 دولار إضافة إلى السلة الغذائية والغنائم، حيث توزع قيمتها على الجميع، فيما يحصل قادة الكتائب على مبالغ أعلى قليلاً، حسب المهام التي يقومون بها والإنجازات العسكرية والميدانية التي يحققونها في مناطق عملهم"، لافتاً إلى الرعاية الكاملة لأسر الشهداء والجرحى والأسرى، حيث يُقدم لهم كل ما يكفل استمرار معيشتهم بالشكل الجيد.

وقال عمر من لواء "الحرمين  الشريفين"، "إن الأعزب يحصل على 12 ألف ليرة سورية وسلة غذائية، بينما المتزوج يحصل على 15 ألف ليرة سورية وسلة غذائية شهرية"، لافتاً إلى أن هذا الأمر ينسحب تقريباً على كثير من الفصائل والألوية في الجيش الحر".
 
وأشار إلى أن الفصائل والألوية، لا ينطبق عليها ما ينطبق على التشكيلات العسكرية النظامية من تواجد في قطعة عسكرية معينة، والالتزام بقواعد عمل ونظام دوام وتواجد وتدريب محدد، "بل نحن مواطنون عاديون نمارس حياتنا الطبيعية، ولكننا نشارك في الأعمال العسكرية وقت المعارك والرباط وحراسة بعض المنشآت والمقرات، ومن يتبقى في المقرات التابعة للفصائل عناصر قليلة  مهمتها الحراسة فقط "، لافتاً إلى أن هذا الإجراء يتخذ حفاظاً على أرواح المقاتلين بعدم تجميعهم في مكان واحد لكي لا يستهدفهم النظام.

وأكد مصدر، رفض الإفصاح عن اسمه، أن الوضع مختلف في حركات وفصائل مسلحة أخرى، ففي حين يحصل المقاتلون السوريون على مبالغ محددة تقدر بنحو مئة دولار شهرياً، لا نعرف على ماذا يحصل باقي الأفراد المهاجرين، لافتاً إلى أن الغنائم والأسلحة التي تحصل عليها بعض الفصائل لا تُوزع على أحد، بل تُستخدم في المعارك ضد النظام ومرتزقته، فيما يحصل عناصر "جبهة ثوار سورية" على 16 ألف ليرة سورية كمرتبات شهرية، إضافة إلى السلات الغذائية، وحصة من الغنائم إذا كان السلاح خفيفاً من أل ب ك س وما دون، حيث يُقدر ثمنها ويُوزع على المقاتلين.
 
فيما أكد عبد العزيز، وهو صاحب أرض ومحلات تجارية، أنه ينتمي إلى فصيل مقاتل دون أي مقابل، وهو يخرج إلى القتال وقت المعارك ولا يرغب بالحصول على الأموال مقابل ذلك. لأنه يخرج لوجه الله، حسب ما قال، لافتاً إلى أن مخصصاته المالية عادة ما يوزعها على أصدقائه من الفصيل، أو يرسلها إلى إحدى الأسر الفقيرة أو المحتاجة في مكان سكنه، وأحياناً يضيف إليها بعض المواد والسلع الاستهلاكية من محلاته التجارية.
 
وقالت أم عبادة وهي زوجة شهيد وأم لأربعة أطفال، "إن زوجي استشهد في إحدى المعارك ضد قوات النظام، وكان قبل أن ينتمي إلى إحدى الفصائل العاملة في المنطقة، يعمل موظفاً في مؤسسة المياه، اعتقلوه على حاجز دون أن يكون متهماً بشيء، وبقي في المعتقل أكثر من ثلاثة أشهر عقاباً على جرم لم يقترفه, لكنه، الله يرحمه، أصر أن يخرج للقتال ضد كل ظالم، واستشهد في إحدى المعارك"، وأضافت: "صحيح أن لا شيء يُغني عن وجوده، لكننا من حيث المستوى المعيشي، مستورين، الحمد لله، ونحصل على راتب شهري، يُقدر بحوالي 20 ألف ليرة سورية، وسلة غذائية، وأحياناً يجود علينا فصيله ببعض الأموال الإضافية حسب المتوفر معهم".
 
وأشار مصدر في مجلس محافظة درعا المحررة إلى أن المحافظة، وبهدف المساهمة في المعارك والوقوف إلى جانب المقاتلين وتخفيف الإنفاق المادي عنهم، عادة ما تطلق حملات تبرع بالأموال والمواد لنصرة المقاتلين ولتعزيز مواقفهم، وتشجيع صمودهم على جبهات القتال وثغور الرباط, حيث تنفق ما يتم جمعه من أموال وتبرعات عينية على تقديم الطعام والمحروقات اللازمة لوسائل نقلهم، لافتاً إلى أنه أقيمت عدة مطاعم في مناطق المحافظة المختلفة لهذا الغرض، وزُودت بالمواد الأولية والطباخين والكوادر المتطوعة الأخرى، الذين يحضّرون الطعام للمقاتلين وينقلونه إلى ساحات المعارك والرباط.

ترك تعليق

التعليق