جديد لواء "العساسنة" في حلب: احتلال أسطح المباني وتعميرها ومن ثم بيعها للشبيحة


ما إن تطأ قدماك شوارع  مناطق مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام، حتى تخبرك حواجزها ووجوه أناسها المتعبة وبسطات باعتها المنتشرة على الأرصفة، والموسيقا الرخيصة التي تمجد قائد الوطن الصادحة في شوارعها،  عن حجم التشبيح الذي يمارس على سكانها، من قبل النظام الذي أطلق العنان لـ"شبيحته" (اللجان الشعبية)، كي يستحوذوا على كل شيء في المدينة مقابل ضمان بقاء سيطرته عليها.

وإن كانت المدينة أفرزت الكثير من الثوار الذين أبدوا بسالة واضحة أمام قوات النظام، لكنها أفرزت بالمقابل أيضاً الكثير من عوائل "الشبيحة"، وخصوصاً من أبناء العوائل التي كانت مستفيدة من النظام قبل الثورة، مثل "آل بري، آل حميدة، والعساسنة"، وهي عوائل جمعت ثراوتها بطريقة غير شرعية.

اشتهر العساسنة سابقاً بعملهم في مجال تهريب "المخدرات" إلى الدول الخليجية تحت عنوان "تجارة المواشي"، مستغلين سلطتهم الواسعة وعلاقاتهم الوطيدة مع النظام والمنظومة الأمنية من ضباط وأمنيين.

وفور بداية الحراك في المدينة انبرى الكثير من أبناء هذه العائلة  للدفاع عن النظام، عبر قمع المظاهرات السلمية التي بدأت تنتشر في أحياء ومناطق مختلفة من المدينة، واستمروا في أعمالهم "التشبيحية" إلى يومنا هذا، وصولاً إلى تأسيس لواء كامل يحمل اسم "لواء العساسنة".

وفي خبر مثير للاستهجان، أفادت  شبكة "المحتلة نيوز"، وهي الشبكة الوحيدة المعارضة التي تنشط ضمن الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، أن عناصر تابعة لما يسمى "لواء العساسنة"، تقوم بقوة السلاح، باحتلال أسطح المباني في عدة أحياء داخل المدينة، بحجة استخدامها كنقاط عسكرية، ومن ثم يقوم عناصر اللواء بإنشاء بيوت على هذه الأسطح وبيعها لزملاء لهم في المهنة من أبناء ريف حلب الشرقي، الذين استجلبهم النظام  إلى داخل المدينة.

وفي التفاصيل، قال مراسل الشبكة "قيس الحمداني"، "إن للعساسنة سلطة مطلقة على المدينة، مع أن قلة  منهم يقاتل على الجبهات، لكن وبحكم نفوذهم فهم يعتبرون الأكثر تشبيحاً في المدينة"، وأضاف " لقد وثقنا حالات سطو على الأسطح في كلا من أحياء الأعظمية، والخالدية، حيث يتم إنشاء شقق سكنية تحوي غرفتين ومرفقاتها، وتتم هذه الحالات بالاتفاق مع عناصر الأمن".

ومضى الحمداني قائلاً، خلال حديثه لـ"اقتصاد"، "عادة من يشترون هذه الشقق هم الشبيحة الذين لا يمتلكون بيوتاً في المدينة، وخصوصاً الشبيحة من أبناء الريف الشرقي للمدينة، والأهالي لاحول ولاقوة، وفي حال الاعتراض سيكون الاعتقال مصيرهم".

ويبدو الحمداني مستغرباً سؤال "اقتصاد" عن كيفية عقد هذه الصفقات على الرغم من عدم الحصول على أوراق ترخيص من البلدية، علاوة على الأوراق الحكومية التي تثبت الملكية، حيث يرد، "أغلب الشبيحة استباحوا بيوت المدنيين المثبتة بملكية، فكيف هنا ونحن نتحدث عن أسطح لمباني مشتركة، ومن ثم ألم تعلموا أن حلب يحكمها الأقوى، وهؤلاء الأقوى كلمتهم بمثابة "الطابو الأخضر" لدى الجميع".

وبصعوبة بالغة استطاع "اقتصاد" الوصول إلى شاهد عن قرب على إحدى تجارب السطو هذه، وروى الرجل الذي يقطن حي الخالدية لـ"اقتصاد"، بعد أن طلب عدم الكشف عن اسمه، واحدة من هذه القصص التي وقعت في حيه بالقرب من سوق الخضرة، حيث قال، "لكون الحي قريب من مناطق الاشتباك، فإن أغلب الأسطح تستخدم من قبل جيش النظام والشبيحة كنقاط عسكرية، وهذا أمر اعتاد عليه الأهالي، لكن ما حصل أن الأهالي في أحد الأبنية شاهدوا عمالاً ينقلون مواد البناء للسطح".

وأضاف، "عند سؤال الأهالي للعناصر المسلحة عما يخططون له، قيل لهم بأن بناءاً سيُشاد فوق السطح لأحد عناصر اللجان الشعبية، ويجب عليهم المساعدة وعدم التذمر لأن من سوف يقيم في البيت الجديد هو عنصر يدافع عن حياتهم، وأنه لولا هذا العنصر وغيره لكان مصيرهم الموت على يد "أفراد الجماعات المسلحة الإرهابية!".

ترك تعليق

التعليق

  • اخواني الاعزاء : اولا : تعميم البلاء والتشبيح على كافة افراد عشيرة العساسنة هو خطأفادح. ثانيا : عشيرة العساسنة هي عبارة عن عشرات الالاف من الرجال والنساء، منهم الشبيح ومنهم المدافع عن بلده وعرضه على الثغور والجبهات ومنهم من قضا نحبه ومنهم من التزم الحياد ومنهممن ترك ولجأ كباقي الشعب. فالتعميم هو خطأ كبير جدا. وتجار المخدرات لا دخل لهم بتجار المواشي. وقلة من العائلات من دافع عن النظام ولا زال يدافع والغابية من قاتل النظام ولازال يقاتل والجبهات ملئ بهم والغالبية نزحت الى الداخل السوري المحرر ودول الجوار. فاحذر من تعديك على مت لا ذنب له وانظر هل في نفسك شئ على هذه العشيرة وخصص المقال بشبيحة العساسنة ياكاتب لان قلمك سلاح قوي وفعال حتى لا تؤذي من لاذنب له د. ياسر