اقتصاديات....من رئيس لا يحكم إلى جمهور لا يفهم

في كل مرة يخطب فيها رأس النظام في سوريا، ويكون فيها جمهوره من ممثلي المنظمات الشعبية والنقابات المهنية، تقفز إلى ذاكرتي على الفور صورة والده الذي كان يحرص على وجود هذه الفئة في خطاباته، وبالذات في المناسبات التي تحتاج إلى جمهور لا يميز حالات فقدان المعنى في الكلام..

فـ "حافظ أسد"، وبعد أن انتهى، في الثمانينيات من القرن الماضي، من تدجين النقابات والمنظمات الشعبية، راح يمعن في إذلالها، من خلال جلبها إلى خطاباته، وجعلها تصفق بحرارة وتقرض الشعر الرديء في مدحه..مقدماً هذه الفئة من المجتمع على أنهم الممثلون الحقيقيون للشعب السوري.

وعندما ورث بشار الحكم، تسبب له ممثلو الشعب بعدد من المواقف المحرجة التي لم يحسن التعامل معها كما والده، بل تحولت في بعض الأحيان إلى مطرح للسخرية والتندر به...لذلك حاول فيما بعد أن يحسّن من نوعية الجمهور الذي يحضر خطاباته، كالخطاب أمام طلبة الجامعات والمسؤوليين الحكوميين..
 
في خطابه الأخير عاد بشار للحديث أمام، ما يسميهم النظام، ممثلي الشعب من الكادحين وصغار الكسبة وكبار السن والعجزة، في مشهد بدت دلالاته كبيرة، وخصوصاً لناحية مضمون الخطاب، والذي كاد أن يعترف فيه الرئيس أنه لم يعد يحكم..لذلك اقتضت الضرورة أن يحضر الخطاب جمهور لا يفهم...!!

ترك تعليق

التعليق