رئيس المنتدى الاقتصادي السوري يعلن بدء وصول معامل سورية إلى المنطقة الحرة في عنتاب التركية

 أعلن رئيس المنتدى الاقتصادي السوري، أيمن طباع، عن الانتهاء من مرحلة التحضيرات الأولية والوصول إلى مرحلة بدء العمل الحقيقي للمستثمرين السوريين ورجال الأعمال في المنطقة الحرة الخاصة في مدينة "غازي عنتاب" التركية.

وكشف خلال حديث خاص بـ"اقتصاد"، عن قرب وصول أو خط إنتاج لمصنع كبير من ريف حلب إلى المنطقة بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية مع الجانب التركي، وقال إن وصول خط الإنتاج (المعمل) الأول خلال اليومين القادمين، ليس إلا البداية وسيتبعه وصول معامل كثيرة أخرى إلى المنطقة.

وأضاف طباع، "هناك إقبال كثيف للاستثمار في هذه المنطقة من قبل التجار وأصحاب المعامل، ووفق مشاهداتنا فقد يصل عدد المستثمرين السوريين إلى حوالي 500 رجل أعمال كعدد أولي، وعملنا في المنتدى الاقتصادي هو بمثابة صلة الوصل بين هؤلاء والحكومة التركية، وذلك عبر تسهيل المعاملات التجارية، وتذليل الصعوبات أمام إجراءات دخول المعامل إلى الأراضي التركية"، مضيفاً: "لقد كنا الطرف الضامن لرجال الأعمال أمام الحكومة التركية عن سلامة هذه المعامل، وأن رجال الأعمال هؤلاء المالكين الأصليين لهذه المعامل، أي بعبارة أوضح، أكدنا سلامة الملكية للجانب التركي، لأن الجانب التركي متخوف من موضوع السرقات التي تعرضت لها بعض معامل مدينة حلب".

وعن طرق تأكد المنتدى من هوية أصحاب المعامل، أوضح أن للمنتدى آلية إجرائية يتبعها للتأكد من ملكية رجل الأعمال للمعمل الذي يريد نقله، عن طريق شبكة علاقات في الداخل بما فيها المعلومات التي يتم تحصيلها من غرفة التجارة التابعة للنظام في مدينة حلب، علاوة على شهادة شهود أيضاً.

طباع أكد أن المنطقة الصناعية ليست خاصة بالسوريين، شأنها شأن كل المناطق الحرة في العالم، ومضى بالقول أن المنطقة موجودة سابقاً، ومساحتها شاسعة، ونسبة الإشغال فيها حوالي30% فقط، ومزودة ببنية تحتية قوية.

وعزا طباع نسبة الإشغال الضعيفة في المنطقة من الأتراك، إلى بنية وتعاليم القوانين الاستثمارية التركية، وبيّن ذلك بالقول: "القانون التركي يعطي تسهيلات وامتيازات أكبر للصناعي الذي يقيم مصنعه خارج المناطق الحرة عن الصناعي الذي يؤسس مصنعه في المنطقة الحرة، ولهذا نرى المناطق الحرة في تركيا خارج محط اهتمام رجال الأعمال الأتراك، وعادة ما يكون المستثمرون في المناطق الحرة في تركيا هم من جنسيات أجنبية".

وعن الفوائد التي يحققها رجل الأعمال السوري من الاستثمار في المنطقة الحرة، قال: "الفوائد كثيرة، من أهمها تخطي الكثير من البنود التي تفرضها القوانين التركية على المستثمر الأجنبي، لأنك تقيم معملك على أرض حرة، كما يمثل قرب مدينة عنتاب من الحدود السورية امتيازاً آخر وخصوصاً إذا فكر الصناعي السوري في جعل الداخل السوري سوقاً لتصريف بضائعه، كما ويستفيد رجل الأعمال من الإعفاء الجمركي لبضائعه إلى السوق التركية، وبما أن تركيا لديها اتفاقية اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي، فهذا يعني أن الطريق مفتوح أمام البضائع المنتجة إلى أوروبا ومنها إلى دول العالم كله".

ووفق طباع، فإن توقعات المنتدى لعدد فرص العمل للسوريين التي ستوفرها المنطقة تصل إلى حوالي 40 ألف فرصة عمل، بعد أن وافقت الحكومة التركية على طلب المنتدى بتحديد نسبة للعمالة السورية في هذه المعامل، مرجحاً صدور القرار الخطي من الحكومة بهذا الشأن في وقت قريب.

ولا جديد في قانون العمل بالنسبة لوضع السوريين العاملين في المنطقة الحرة، لكن وبحسب طباع، فإن وعوداً تلقاها المنتدى من الحكومة التركية مفادها دراسة أوضاع العاملين في المنطقة، وتفيد أيضاً بمزيد من الانفتاح التركي على بحث قوانين العمالة.

وختم طباع مشدداً على حرص الحكومة التركية على إيجاد فرص عمل للسوريين، لأن إيجاد فرصة عمل للنازح قد تخفف كثيراً من المشاكل الاجتماعية في المدن التركية.

يشار إلى المنتدى الاقتصادي عبارة عن مؤسسة بحثية ابتكارية، أُسست في دمشق في أواخر عام 2011 من قبل رجال أعمال سوريين من مختلف المحافظات، عقدت اجتماعاتها الأولى في دمشق، ومن ثم نقلت نشاطها إلى الأراضي التركية، ويقع مركزها الرئيسي في مدينة "غازي عنتاب" التركية.

ترك تعليق

التعليق