ما عجز عنه النظام أنجزته الثورة...سوريو الجنوب يعتمدون الطاقة البديلة عبر اللوحات الشمسية

أدى الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي عن المناطق المحررة في الجنوب السوري، وارتفاع أسعار المحروقات, إلى البحث عن بدائل لإنتاج الطاقة لتشغيل الإنارة وبعض الأجهزة الكهربائية الضرورية, ما أدى إلى ازدهار تجارة اللوحات التي تعمل على تخزين الطاقة الشمسية, والمساطر الليزرية والمدخرات, ليصبح وجود هذه البدائل منتشراً على نطاق واسع يحقق للمتاجرين بها أرباحاً معقولة.

وبهذا الصدد، يذكر علي اليوسف، وهو تاجر لوحات شمسية ومكملاتها, أن الإقبال على بدائل الطاقة جيد, رغم ارتفاع أسعارها مقارنة مع دخل السوريين المنخفض بشكل عام، بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد, لافتاً إلى أن أكثر الزبائن والمقتنين لهذه البدائل, هم من أصحاب المهن والتجار وأصحاب الدخل المادي الجيد، مضيفاً أن التكلفة الإجمالية لإنارة وتشغيل الأدوات الكهربائية في منزل عادي تقدر بنحو 1100 دولار أمريكي، وتشمل أثمان اللوحات الشمسية والمدخرات /البطاريات/، ورافع جهد وأكبال التوصيل.

وقال "إن هذه المجموعة والطاقة الكهربائية الناتجة عنها تعمل على تشغيل غسالة عادية وبراد وتلفزيون وشفاط مياه /مضخة مياه صغيرة/، وإنارة منزلية كاملة لعدة ساعات وطيلة النهار، ما دامت الشمس ساطعة وشديدة الحرارة".

وأردف "أما ليلاً فيكتفي بتشغيل التلفزيون والإنارة فقط لأن الغسالة والبراد والشفاط تحتاج إلى شحن مستمر، والطاقة المدخرة في البطاريات لا تستطيع تشغيل تلك الأدوات لساعات طويلة".

بدوره، قال محمد، وهو تاجر يرفد المحال التجارية باللوحات الشمسية واكسسواراتها، "إن كل اللوحات التي يتم جلبها إلى المناطق المحررة هي صناعة صينية, وبعضها صناعة أردنية تم استقدامها من بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام عن طريق التجار, أو من المنطقة الحرة السورية الأردنية بطرق غير مشروعة, كون المعبر والمنطقة  الحرة لا يخضعان لإدارات رسمية, ويتم شحن كميات منها بواسطة سيارات صغيرة, وهي لا تخضع لأية رسوم جمركية أو ضرائب, ويبدو أنها كانت مخزنة في المنطقة الحرة السورية منذ سنوات, ولم يتم استخدامها", مبيناً أن أسعارها مرتبطة مع أسعار الدولار, حيث يبلغ سعر الواط دولاراً واحداً, فاللوحة التي تنتج طاقة تقدر بـ 100 واط مثلاً، يبلغ سعرها  100 دولار, يضاف إليها هامش ربح للتاجر يقدر ما بين 10 و 20  بالمائة, والـ 150 واط بـ 160 دولاراً, بينما الـ250 واط بنحو 230 دولاراً, أما البطاريات فيتراوح سعرها حسب سعتها وحجم تخزينها للطاقة، وتبدأ من 8 آلاف ليرة سورية، وحتى خمسين ألفاً، فيما تتراوح أسعار رافع الجهد من 20 ألف ليرة سورية إلى نحو 100 ألف ليرة سورية.

وأشار المهندس الزراعي، مهند، إلى أن استخدام الطاقة البديلة بات ضرورة ملحة في بلادنا, حيث لا أمل لوصول التيار الكهربائي إلى المنازل في الوقت القريب المنظور, وذلك  بسبب تعطل معظم الشبكات الكهربائية والمحولات نتيجة الأعمال القتالية, وعدم وجود بدائل لها في الوقت الحالي.

 وأضاف قائلاً "إن المشتقات النفطية كالبنزين والمازوت، التي تستخدم في تشغيل المحركات المنتجة للطاقة الكهربائية، مرتفعة الأسعار مقارنة فيما لو استخدمنا الطاقة الشمسية", لافتاً إلى أنه قام بتركيب مجموعة لوحات تعمل بالطاقة الشمسية كبديل مناسب وأقل تكلفة، وأنه يشغل براداً ومروحة وتلفزيون، ويحصل على مياه باردة على الأقل في هذا الجو الحار".

فيما أكد فراس، وهو صاحب بقالية، "أن الأمر في استخدام اللوحات الشمسية يعود إلى إمكانيات الشخص, فأنا مثلاً أكتفي في محلي هذا بتركيب لوحة واحدة, كلفتني مع ملحقاتها من بطارية وكبل ورافع جهد نحو 100 ألف ليرة سورية, وهي تستطيع تشغيل شفاط صغير لوحده عند الحاجة لشفط المياه دون استخدام أدوات كهربائية أخرى معه, بينما أستخدمها في أغلب الأوقات في  تشغيل التلفزيون والإنارة، وشحن بعض الأدوات كالموبايل وبطارية إنارة صغيرة".

من جانبه، أشار محمود، وهو بائع فروج، بأنه يستخدم لوحة واحدة سعرها مناسب لتسخين المياه التي يستخدمها في تنظيف الفروج, وهي توفر عليه مبالغ جيدة يومياً، مقارنة فيما لو استخدم الغاز الذي وصلت العبوة منه مؤخراً إلى نحو 9 آلاف ليرة، ولا تكفيه أكثر من أسبوع, كما أنها أرخص وأقل تكلفة فيما لو استخدم بابور الكاز أو المازوت الذي يبلغ سعر اللتر منه 400 ل س, حيث يحتاج إلى أكثر من 5 لترات يومياً.

أما أبو علي، وهو تاجر أدوات كهربائية، فأوضح أن الإقبال على استخدام الطاقة الشمسية في المنازل والمحال التجارية,أدى إلى ازدهار تجارة أدوات كهربائية وإنارة خاصة بها, حيث يحتاج تشغيلها إلى طاقة كهربائية أقل, فظهرت الشاشات التلفزيونية المسطحة التي تعمل بالبطارية, والمكواة والغسالات الصغيرة ومساطر الإنارة الليزرية, تلك المساطر التي يمكن تشغيلها ببطاريات صغيرة بحجم بطارية الدراجة النارية, وتدوم لساعات طويلة.

وأضاف أن أسعار هذه الأدوات الجديدة مرتفعة جداً مقارنة بالأدوات العادية, ورغم ذلك تجد إقبالاً من الناس على شرائها, لافتاً إلى أن الأدوات الكهربائية المعتادة لم تعد فعالة, لاحتياجها لطاقة كبيرة لتشغيلها، وقد انحسر استخدامها في ظل الظروف التي نعيشها.

تبقى الحاجة أم الاختراع دائماً، والاختراع وليد الضرورة والمعاناة، فموضوع الطاقة البديلة واستخدامات الطاقة الشمسية كان من أبرز المشاريع المطروحة في سوريا قبل الثورة, لكنه لم ير النور لعدم جدية من قام بالدراسات الخاصة به, ولوجود الطاقة الكهربائية المعروفة...فهل نعتبر استخدام الطاقة الشمسية كبديل عن الوقود الأحفوري، هو أحد منجزات ثورة الحرية والكرامة!!!

ترك تعليق

التعليق