اقتصاديات...على هامش مقتل "ثائر العجلاني"

تابعت كغيري من السوريين تلك التغطية المميزة والانقسامات في الآراء والمواقف، التي حظي بها مقتل الزميل الصحفي، ثائر العجلاني، الذي لا أعرفه ولم أسمع باسمه من قبل..حتى والده ذائع الصيت، شمس الدين العجلاني، ووالدته، السفيرة السابقة في اليونان، هدى الحمصي، كانت المرة الأولى التي أسمع فيها باسمهما..وهذا لا ينقص من قدرهما أو قدر ثائر في شيء، بل هي مشكلتي مع الأسماء والتصنيفات..وأنا الذي سألت مرة أستاذ الديانة: هل قريش رجل أم امرأة..؟، كونه كان يقول: جاءت قريش، وتارة أخرى يقول جاؤوا إلى قريش...فجعلت الأستاذ يضحك لعشر سنوات قادمات كلما رآني...فسبحان الله..!!

بكل الأحوال، تابعت الحدث السابق بعين واحدة، وكان النظام بارعاً في تقديم تغطية خبيثة، لم يحظ بها قادة كبار، مستثمراً فكرة أن القتيل "شامي"، و"سني" كذلك..والأسوأ من كل ذلك أنه يحب الجيش وقائد الوطن، وكان "يخشى أن تتحرر جوبر بدون أن يكون شاهداً ومرافقاً للجيش"..وهو ما دفعنا لأن نستخدم معاولنا بدقة هذه المرة...فأحسنا الحفر أكثر من أية مرة سابقة.

ولا تزال المشكلة ليست هنا...!!، دمشق تعيش اليوم أسوأ حالاتها، والقاطنين فيها بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والسياسية والعرقية، ليس أمامهم الكثير من القهر، لكي يعلنوا انفجارهم..وإن لم يعلنوا فسوف يموتون قهراً...وأغلب الأحيان، الجياع يموتون قبل أن يثوروا، أو لا يثورون إطلاقاً، وبالذات جياع النظام...!!، والنظام من جهته، بدأ يستشعر هذا الأمر، لكنه لا يملك سوى المسكنات الخطابية والوعود الخلبية التي لم تعد تجد نفعاً..بل أصبحت سبباً في زيادة آلام أهل دمشق..

لنتذكر جميعاً، أن دمشق بلا كهرباء وماؤها شحيح، والحياة المعيشية فيها باتت جحيماً لا يطاق بسبب الغلاء..والمصيبة الأكبر من كل ذلك، أن بشار ونظامه يعيشون فيها...فلا تثقلوا على أهلها، الله يرضى عليكم..

ترك تعليق

التعليق