أين يدفن اللاجئون السوريون موتاهم في لبنان؟

لم يخطر ببال ذوي اللاجئة الحاجة "أم سامر شنو" من ريف حمص الغربي التي توفيت ثاني أيام عيد الفطر في بلدة شكا المسيحية في لبنان، أن يتحول مكان دفنها إلى مشكلة وقفوا أمامها حائرين، مما اضطرهم لنقل جثتها إلى منطقة "الهيشة" بوادي خالد، لتدفن في مقبرة المهاجرين هناك بعد أن دفعوا مبلغ 400 دولار كلفة نقلها.
 
قصة أم سامر ليست الوحيدة في لبنان بالنسبة للاجئين السوريين الذين ينتهي أجلهم هناك، فإيجاد مكان لدفن الميت تحول إلى هاجس يؤرقهم ويضيف وجهاً آخر لا يقل مرارة عن وجوه معاناتهم الأخرى، وتبدو هذه المشكلة أقل وطأة في محافظات الشمال وعكار حيث تم السماح للاجئين السوريين بدفن موتاهم بمقابر خاصة، غير أن المشكلة الكبرى –كما يقول الناشط "محمد القصاب" لـ"اقتصاد"- هي في بيروت والجنوب، حيث من الصعوبة البالغة أو من المستحيل- كما يقول- أن يدفن سوري في هذه المدن.
 
ويشير الناشط القصاب إلى بقاء 75 جثة لمدة ثلاثة أشهر في ثلاجات مشافي بيروت دون إيجاد حل لها، مما جعلها تتحول إلى عبء ثقيل على ذوي أصحابها. ويردف القصاب: "بعد انسداد الأفق لجأت إدارة هذه المشافي إلى إلزام سفارة النظام باستلام هذه الجثث والتصرف بدفنها بعد نقلها إلى سوريا".
 
وأوضح محدثنا أن "الرئيس الراحل رفيق الحريري كان قد اشترى قطعة أرض كبيرة في بيروت أطلق عليها اسم "مقبرة الغرباء" وخصص قسماً منها لأهل السنة في بيروت والقسم الآخر لغير اللبنانيين، ولكن بعد وفاة الرئيس الحريري- كما يؤكد القصاب- استولى بعض أهالي بيروت على مساحات واسعة من المقبرة وبنوا عليها مشاريع وأبنية سكنية، ومن هنا بات أهلنا السوريين– كما يقول محدثنا- يحملون هماً جديداً لم يكن في حسبانهم يُضاف إلى هموم اللجوء والتشرد وانعدام أبسط وسائل العيش، وهذا الهم هو الخشية من وفاة أحد أفراد العائلة والمشكلة في مواراته التراب".

ونوّه الناشط "محمد القصاب" إلى دور أهل الخير من المتبرعين اللبنانيين الذين "يتولون تكاليف الدفن ومراسم العزاء وبخاصة في شمال لبنان"، مشيراً إلى أن "بلدات وادي خالد خصصت قطعة أرض ووهبتها للسوريين في قرية "الهيشة" سميت بـ"مقبرة المهاجرين" ويتكفل أهل الخير هناك– كما يقول– بأمور التكفين وحفر القبور ومتطلبات الدفن من بلوك عمار وشطائح، مما سهّل وخفّف على الكثير من السوريين في الشمال".

 أما في بيروت وضواحيها– بحسب القصاب- فإن "أغلب السوريين يعانون من تبعات الموت والدفن، وأغلبهم-كما يؤكد- ينقل الجثة إلى الشمال لتدفن فيها، ومن ليس له معارف في الشمال يضطر-كما يقول محدثنا- إما لترك الجثة في أحد برادات المشفى أو أن يتحمل تكاليف الدفن الباهظة جداً فسعر القبر يتجاوز 500 ألف ليرة لبنانية (ما يعادل 333 دولاراً أميركياً)، وهو ما لا يقوى على تحمله اللاجىء السوري".

وفي إحصاء للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ارتفعت نسبة الوفيات بين اللاجئين السوريين المسجلين في المفوضية بلبنان إلى 1200 حالة، وتتنوع حالات الوفاة هذه -بحسب القصاب- ما بين إصابات من الداخل تم إسعافها إلى لبنان بطرق غير شرعية أو وفيات حوادث سير أو سقوط أثناء العمل وكذلك حوادث القتل وهي كثيرة جداً ودائماً الفاعل مجهول إلى جانب الوفيات العادية.

ترك تعليق

التعليق

  • 2015-08-03
    اما آن للسوريين أن يدركوا عظم جرائمهم بحق الله والتي أوصلتهم إلى ما وصلوا إليه!!!!!
  • الشطارة
    2015-08-27
    لقد استطاع الأسد من غباء الشعب السوري أن يحول الثورة في سورية إلى أزمة فماتت الثورة. واستطاع أن يلغي الثوار بالمعارضة فمات الثوار، وكأننا في مجتمع ودولة ديمقراطية وأصبح الثوار وإعلامهم وفضائياتهم ينصرون الأسد بمخططه في قتل الثورة والثوار ومسح هذه الألفاظ التي تثبت ثورتهم من لسانهم.
  • لعنات الجبار كل من يظن أن الملوك تثبتها أو تعزلها وتسقطها الشعوب فهو لم يدرس القوانين الكونية في ذلك. كل من يظن أن دين الله يفرض على الشعوب فهو شبيح على الله. إن الذي خلق السموات والأرض وضع بيد البشر دمار القرى وهلاك الشعوب أو بركات السماء والأرض عليها. هذه معادلة كونية لاأحد يستطيع تغيرها على الأرض. إنَّ الله أظهر للسوريين وليّ القرن من أجل نقلهم من الظلمات إلى النور ومن الظلم والمظالم إلى عدالة السماء التي نوّرها لمجدد القرن الرابع عشر الهجري، نوّره بحقيقة دينه الخالص الذي ابتعث به محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لينقل الناس إلى السلام والمحبة من خلال التعريف لحقوقهم في دماهم ونساهم وأموالهم الخالصة من عند الله الذي خلقهم فحاربوه. فماذا تكون النتيجة؟.
  • المواصفات المميَّزة فيهم      إنَّ أهل اللاسنَّة واللاجماعة يدَّعون أنهم أتباع النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم الوحيدون على الصراط وصراطهم: المواصفات التي يتَّصف بها أهل اللاسنَّة واللاجماعة هي: 1- يكفِّرون من يطبق السنَّة وولاء السنَّة. 2-لايتعرفون على إمام جماعة إلا بيعة الصرماية القسرية وبالروسية. 3-لاولي لهم فراطة، ويحاربون الجماعة فكل فرد فيهم هو الجماعة. 4-كل فرد دينه بجيبه ويحوله إلى وثن بعلم أسود أو أبيض أو أحمر وكتب عليه "لاإله إلا الله" 5-لايعرفون شيء عن الحرمات: آ- الدم. ب- النساء. ج- المال. 6- معتدين على خصوصيات الغير دماً ومالاً وعرضاُ. يجهلون حرماتها المقدَّسة. 7- لادم لهم ولاعرض ولامال. 8- مفترين على الله بالحدود في قطع الرؤوس والأيدي والجلد جراً وبالعدوان على الله وخلقه الأحرار حيث خلقهم الله. 9- ينصرون قتلتهم ويتمسحون ببصاطيرهم. 10- يفسدون على دمائهم وأعراضهم وأموالهم. 11- معتدون على الحرمات الثلاث الدم والمال والعرض. 12- يحاربون من ينقذ حياتهم قتلة، غدَّارين خونة. 13-يتحالفون مع الشيطان لهدر دينهم وشرفهم ودمهم. 14- وصفهم بعض أئمتهم العرعور بأنهم حميرٌ يتسلق على ظهورهم الأقلية والشبيحة في سلخهم وانتهاك أعراضهم وأموالهم. 15- مسَّاحات بصاطير العسكر الذين يغتصبونهم بالرغم من كثرتهم، غثاء كغثاء السيل هذا ما يعرفونه ويطلبونه من الحريَّة. 16- يطالبون بالحرية لإطلاق يدهم في دماء وأعراض وأموال الآخرين بحجة التكفير والرِّدة هكذا يعرفون الحرية. 17- لايعرفون لدمهم مالك يغدرون بأنسابهم ويسيِّبون ذريَّتهم يستعبدون نساءهم أو تستعبدهم والصراع قائم والاستعباد للأشطر. 18- لايعرفون حرمات الملكيات ويجهلون أصحابها أو معتدون على أصحابها. 19- الجنَّة في جيوبهم والشهادات شهادات الجنَّة وشهادات الشهداء بجيوبهم كلاماً ولا أصل لها ويوزعونها على الناس ومن يعجبهم في هدر الحرمات يصدِّرونهم إلى الجنَّة بالملايين في الدعايات افتراءً على الله الخالق. 20- مفترون والافتراء يخرِّجهم من الدين الاسلامي إن كانوا عليه فعلاُ. 21- يعبدون الأصنام والأوثان والفروج وإن صدقت بوصفهم يهدروا دمك ويقتلوك. 22- إسلامهم على وثن شرطوطة يكتبون عليها لاإله إلا الله، انتهى. 23- مقولة لاإله إلا الله تكفيهم لدخول الجنَّة هكذا وعدهم إبليس وجنوده مهما عاثوا في الأرض فساداً وقتلاً وزنىً وسرقة وقطع طرق وتشبيح. هم شبيحة على الله وخلقه.