اللاجئون السوريون من مرضى الكلى في الأردن يتناولون أدوية منتهية الصلاحية

دفعت الحاجة وضيق الحال باللاجئة السورية "أم قاسم" إلى بيع خيمتها في مخيم الزعتري لاستكمال علاجها من مرض الفشل الكلوي الذي ابتليت به قبل اللجوء.

"أم قاسم" هي واحدة من عشرات الحالات التي يعاني أصحابها اللاجئون من أمراض مزمنة، أصبحوا نهباً للضياع والإهمال، بعد أن تخلّت المفوضية العليا للاجئين عن علاجهم، كما توقف مشروع غسيل الكلى المجاني، وأصبح المرضى السوريون مطالبين بدفع تكلفة كل جلسة غسيل كلوي، والتي تبلغ حوالي ٨٠ ديناراً للجلسة الواحدة.

 وأشار بعض المرضى ممن تواصلت "اقتصاد" معهم إلى أن مشفى البشير في عمان الذي كان يقدم لهم الدواء مجاناً أصبح يطالبهم بدفع ثمنه، وتتراوح تكلفة الدواء ما بين 200 إلى 400 دينار شهرياً حسب الجرعة، وبعضهم يضطرون لتناول أدوية منتهية الصلاحية لعدم وجود الدعم.

 بهذا الصدد، تقول المنسقة الإغاثية "فريال محمد"، لـ "اقتصاد" أن "مرضى زراعة الكلى من اللاجئين السوريين المسجلين في الأردن حالياً حوالي 20 حالة، أما الذين يخضعون لغسيل كلى فيبلغ عددهم 90 حالة تقريباً 18 حالة منهم، تتراوح أعمارهم مابين 30 و40 سنة ".

وأشارت "فريال محمد" إلى أن "مفوضية اللاجئين قطعت الدعم عن هؤلاء مطلع العام 2014 والكثير منهم لم يعودوا قادرين على تأمين الدواء الشهري لغلاء ثمنه واضطر بعض المرضى إلى تناول أدوية هندية وبعضهم أخذ أدوية منتهية الصلاحية كي لا يقطعوا العلاج بالدواء ويضطرون لإجراء غسيل كلى"، وأوضحت محدثتنا أن "أغلب الأدوية منتهية الصلاحية المخصصة لمرضى الكلى يتم جلبها بشكل فردي من دول الخليج وقبل أن تنتهي صلاحيتها بشهر أو أقل تُرسل للاجئين السوريين ليستفيدوا منها بدل أن يتم إتلافها".
 
ورغم أن عدد المرضى المصابين بأمراض الكلى ليس كبيراً إلا أن "المفوضية العليا للاجئين ترفض إعادة الدعم لهم، علماً أنه لا يوجد أي جهة داخل الأردن تقدم الدواء مجاناً، وكل ما يُقدم عبارة عن مبادرات فردية من أشخاص يُشكرون على جهودهم لمساعدة المرضى ولكن السؤال – كما تقول فريال- إلى متى؟".
 
تعمل فريال محمد كمتطوعة ومنسقة في المجال الطبي وتقديم الخدمات لمرضى زراعة الكلى من اللاجئين السوريين، وتقوم بتوزيع أنواع نادرة وغالية الثمن من الأدوية التي يحتاجونها، إذ تواصلت– كما تقول- مع منظمة سورية أمريكية أرسلت دواء "سليسيبت" cellecpt 500 الغالي جداً وأنواعاً أخرى مثل ١ غ Prograf بروغراف- cyclosporine ما يعادل نيورال ٢٥.

وأشارت "فريال محمد" إلى أن ما لديها من دواء يمكن أن يغطي المرضى لمدة شهر مضيفة أن "الجهات الطبية الأردنية لم تعد تستقبل السوريين، إلا إذا كانوا مشمولين بتأمين صحي، والمفوضية بدورها حرمت اللاجئين من أصحاب الأمراض المزمنة كـ "التلاسيميا ومرضى غسيل الكلى ومرضى الناعور وأمراض الدم"، دون مبرر أو وجه حق"– بحسب تعبيرها-.

وأكدت محدثتنا أن "هناك العديد من حالات زرع الكلى بين المصابين السوريين ولكن المفوضية لم تعد تغطي أياً من هذه الحالات، وأغلبها يتم من خلال تبرعات من أقارب المرضى المغتربين، علماً أن هناك حالياً حالات كثيرة تنتظر الدعم المالي".

وتشرح"فريال محمد" طبيعة عملها في مساعدة اللاجئين من المصابين بأمراض الكلى الذي يتمثل -كما تقول- بجمع الحالات الصحية وإرسالها للجهة التي ستقدم الخدمة الطبية المجانية، وتنسيق الملفات ورفعها للجان الطبية، والتواصل مع الحالات وتنظيم المواعيد لتغطية أكير عدد ممكن من المصابين.

وعملت فريال كمنسقة مع سلسلة الأمل الفرنسية المختصة بالعمليات القلبية والعظمية المجانية للأطفال السوريين في الأردن، ومع منظمة "سويسليغ" للأطراف الصناعية ومؤسسة skw الأمريكية للمعاقين والمبتورين.

ووفق تقرير سنوي خاص بوبائية الفشل الكلوي، بلغ عدد مرضى الفشل الكلوي في الأردن منذ تأسيس السجل الخاص بهم 4767 بعد تسجيل 711 حالة جديدة العام ٬2012 وكشف التقرير أن "عدد حالات السوريين الذين يتلقون العلاج في جميع وحدات الديلزة (الغسيل الكلوي) في الأردن بلغ 96 حالة مقابل 4767 حالة من الأردنيين حتى نهاية العام 2014".

وتقدر إحصائيات منظمة الصحة العالمية نسبة المصابين بالمرض الكلوي المزمن بين البالغين نحو 10 بالمئة من سكان العالم٬ حسب ممثلها في عمان الدكتور"باسل اليوسفي" الذي أضاف أن "ارتفاع الضغط الشرياني وداء السكري يشكلان العاملين الأكثر خطورة في التسبب بحالات أمراض الكلى٬ إذ إنهما مسؤولان عن حوالي ثلث حالات مرض الكلى المزمن والفشل الكلوي".

ترك تعليق

التعليق