سوريّ يدخل زراعة الملوخية إلى تركيا

على بعد أميال قليلة من الأراضي السورية في حقول مدينة كلس التركية الحدودية، بدأ المهندس الزراعي، شحود حاج عباس، إنتاج وتسويق محصول "الملوخية" هنا في تركيا، بعد أن لاحظ كم الاقبال على هذه النبتة من قبل السوريين النازحين.

"الأتراك لا يعرفون الملوخية، والسوريون مهتمون بها، وهذا ما شجعني على بدء الاستثمار في زراعة هذه النبتة هنا، قراري كان أشبه بالمغامرة"، يقول المهندس شحود.

ويتابع خلال حديثه لـ"اقتصاد"، "بعد استئجار الحقل من المالك التركي، انتقلت الفكرة إلى حيز التطبيق، وكخطوة أولى اكتفيت بمساحة 20 دونم، لكن لم أكن أتوقع كل هذا الإقبال من السوريين، والتسويق تم بسهولة".

ويضيف عباس بعد أن وصف الأرباح التي حققها بـ" الجيدة"، "لم تكن المنفعة حكراً علي، فالمشروع أمن فرص عمل للكثير من العوائل السورية المقيمة في مدينة كلس، لأن مراحل إنتاج مادة الملوخية تتطلب الكثير من اليد العاملة، من السقاية إلى القطاف ومن ثم التجفيف وصولاً إلى التغليف"، ويشير إلى توافد التجار السوريين من كل المحافظات التركية إليه من بينهم سوريون مقيمون في عنتاب وبورصة وازمير.

ويلفت عباس، إلى أن  أكلة الملوخية استهوت البعض من الأتراك، وصارت جزءاً أساسياً من عاداتهم الاستهلاكية، ويقول "يختلف المطبخ التركي عن المطبخ السوري في كثير من الأمور، ومن هنا قررت الاستثمار في الزراعة، فمادة "اللفت" غير متوفرة هنا على سبيل المثال، ولا يقطف المزارع التركي حبة الباذنجان عندما تكون بالحجم الصغير المناسب لتحضير "المكدوس" أيضاً، ومشروعي القادم سيكون العمل على إنتاج متطلبات المطبخ السوري من أصناف الخضراوات بالمواصفات التي يتطلبها".

ويرى عباس في الاستثمار الزراعي في تركيا، مجالاً واعداً أمام السوريين، ويردف "لا يحتاج هذا الاستثمار إلى أوراق قانونية وتراخيص وغيرها".