"اقتصاد" ترصد حياة سكان التل في ظل الحصار

أبو سعيد نازح من مدينة داريا يعيش الآن في مدينة التل بعد تركه لمدينته التي تشهد منذ سنتين ونصف حملة أمنية وعسكرية لم تهدأ إلى هذه اللحظة.

يقول أبو سعيد ذو الخمسين عاماً، لـ "اقتصاد": "في داريا كنت أعمل نجار باطون، ولما نزحت إلى التل عملت على بسطة خضار..وقد توقف عملي منذ شهر تقريباً حيث تعيش المدينة في حصار خانق".

ويتابع أبو سعيد قائلاً: "عندي 6 أطفال منهم 4 بالمدارس وأسكن دون أجرة مع أسرة أخرى كضيف إلى أمد غير معلوم".

ويحيا أبو سعيد في بيت ضيق في مدينة التل، وكان عمله قبل الحصار بالكاد يكفيه وغالباً ما كان يخسر بسبب كثرة العرض وقلة الطلب،  بسبب حال الناس المتردي كما يقول.

وبسبب الحصار، يؤكد أبو سعيد أن حاله باتت صعبة جداً، ويضيف: "لقد تراكمت علي الديون".

* نصف مليون محاصر في مدينة التل

أُغلقت الطرقات على المدينة منذ شهر تقريباً، ويقول أحد النشطاء لـ "اقتصاد": "إن النظام منذ ثلاثة أيام منع حتى الموظفين والطﻻب من الدخول والخروج".

وتشير مصادر لموقع "اقتصاد" أن ما يقارب من نصف مليون نسمة يحيون في ظل حصار خانق في مدينة التل، أقل من ربع هذا الرقم هم من السكان الأصليين، والباقي نازحون من المدن المشتعلة خصوصاً من ريف دمشق الشرقي.

ويعيش  قسم كبير من هؤلاء الوافدين في مراكز إيواء جماعية وأبنية غير مكسية، والباقي في البيوت العادية ضيافة أو استئجار.

* وضع معيشي صعب جداً

للتعرف على الوضع الذي يحياه الأهالي قبل الحصار وبعده، التقينا بأحد النشطاء العاملين في المدينة والذي قال: "كان الأهالي يعتمدون على الإغاثة، حيث كانت الحصة التموينية تشكل دعماً معقوﻻً لهذه العائلات. فقد كانت الحصه كبيرة..وكل 45 يوماً".

ويضيف الناشط أبو الحسن: "لكن النظام بدأ يمنع ويحاصر دخول المخصصات الإغاثية للمدينة منذ أكثر من عام..فصار اﻻستلام كل 90 يوماً...والحصة صغيرة وقليلة الأصناف".

وحول وضع الناس في ظل الحصار، أوضح أبو الحسن: "لا دواء ولا محروقات ولا مواد إنسانية أو غذائية أو طحين، ويُمنع الدخول والخروج حتى للموظفين والحالة صعبة جداً، حيث خلت المحلات والبسطات من المواد والبضائع ويشهد فرن الخبز الصاج تزاحماً كبيراً في ظل إمكانيات متواضعة جداً".

ويختم أبو الحسن: "لكن رحمة الله واسعة".

* سبب الحصار

مدينة التل ليست الوحيدة التي تعيش في ظل الحصار، الذي تعدى إغلاق المعابر والطرقات، لتشهد قدسيا والهامة حصاراً مشابهاً.

ويقول أبو الحسن: "إن سبب الحصار غير معروف بل هو إمعان متعمد في الإيذاء، وهو يتكرر كل عدة أشهر بدون سبب".

الجدير بالذكر أن قوات النظام لا تدخل مدينة التل متذ سنتين ونصف، ويوجد مقاتلون من الثوار داخل المدينة، الأمر الذي يجعل المدينة عرضة لبطش النظام ومحاربة الحاضنة الشعبية للثوار في لقمة عيشهم وتعريضهم بين الفينة والأخرى لجوع لا يعرف الرحمة.

ترك تعليق

التعليق