مرغوب خليجياً ويتم تصديره عبر التهريب إلى تركيا..موسم "القبّار" يتأثر بالمعارك وينتهي باكراً

انتهت في الأيام الأخيرة من شهر تموز/يوليو الماضي، عمليات قطاف "القبّار"، بريف حمص الشرقي، والمعروف محلياً بـ"الجفتليك".

وذكر سكّان محليون من ريف منطقة المخرم (50 كم شرق مدينة حمص) لـ"اقتصاد"، أن موسم القبار هذا العام، كان دون الوسط، بالرغم من كثرة الأمطار الهاطلة بمنطقتهم خلال الشتاء الماضي.. مشيرين إلى أن بداية موسم جني ثمار"القبار"، والتي تبدأ عادة بنهاية أيار/ مايو من كل عام، كانت جيدة، وكان يباع الكيلو الواحد بسعر يتراوح ما بين (200-400 ليرة)، إلا أنّ الموسم انتهى فجأة في النصف الثاني من تموز/ يوليو الماضي، وتوقفت "شجيرات" القبّار الحراجية، والتي تشتهر بها منطقة المخرم، عن الإنتاج، قبل 6 أسابيع عن موعد نهايته المعتادة.
 

(شجرة القبّار (الشفلّح) بريف حمص الشرقي)

 من 50 إلى 400 ليرة

وقال أحمد - س، صاحب مركز لتجميع ثمار القبّار لـ"اقتصاد": "نشتري القبّار، أو ما يعرف خليجياً "بالشفلّح"، من العمال الذين يجمعونه من الأراضي الزراعية بالصباح الباكر، أو عصراً، ونقوم بوضعه في عبوات بلاستكية كبيرة (براميل) تحتوي على الماء والملح، ريثما يأتي تجار من إدلب وحلب، وينقلونه تهريباً إلى تركيا، ومن هناك يصدّر إلى كافة دول العالم".

وأكد أحمد أن "القبّار"، والذي يعد الدخل السنوي الرئيسي لأكثر من 50 ألف نسمة بريف حمص الشرقي منذ 15 عاماً، ارتفع سعر الكيلو غرام منه من 50 ليرة في عام قيام الثورة السورية، إلى400 ليرة في الأيام الأخيرة من موسم هذا العام.

وأضاف يقول: "في الأعوام الثلاثة الأخيرة، كانت عمليات قطافه محفوفة بالمخاطر، نتيجة عمليات القصف العشوائية التي تقوم بها قوات النظام، والتي اعتقلت العشرات من العمال، وساقتهم إلى جهات مجهولة"، منوهاً بأن أسعار "القبّار" المرتفعة، والذي يشارك في قطافه الكبير والصغير، تجبر سكان ريف حمص الشرقي، والذي يعيش معظم سكانه برعب لا مثيل له، على الاستمرار في عملية القطاف الشاقة، والتي لا تخلو في بعض الأحيان من لدغ الأفاعي، وضربة الشمس، والموت برصاصة طائشة من حواجز النظام.

من جانبه أكد المهندس الزراعي أبو لقمان، والمهتم بالأبحاث الزراعية، أكد أن النبات كائن حي، وبالتالي يتأثر بالمحيط الذي يعيش فيه، مثله مثل الإنسان تماماً، متوقعاً أن تكون عمليات القصف المستمرة من قبل طيران النظام ومدفعيته، السبب الرئيس وراء تدني إنتاج شجرة "القبّار" هذا العام، خاصة إذا علمنا بأن المعارك الطاحنة التي تدور بين النظام، وتنظيم "الدولة الإسلامية"، في بادية حمص، لا تبعد كثيراً عن أكبر مركز لإنتاج "الشفلّح"، في سوريا.

وأشار المهندس أبو لقمان في حديثه لـ"اقتصاد"، إلى أن عمليات القصف بالمدفعية، والطيران من قبل النظام، أدت إلى تدني إنتاجية كافة المواسم الزراعية في سوريا إلى ما دون 20%، وأن هناك آلاف أشجار الزيتون، والكرمة، ماتت لمجرد سقوط قذائف بجوارها.

يُشار إلى أن شجرة "القبّار"، شجرة حراجية، مقاومة للجفاف، ارتفاعها يتراوح ما بين (100 -50 سم) عن سطح الأرض، تعيش بكافة الترب الزراعية، وخاصة الفقيرة منها، وتعطي أزهاراً بيضاء جميلة جداً، والثمار التي يتم قطفها، هي بحجم حبة الحمّص أو أكبر قليلاً، قبل أن تتفتح وتصبح زهرة.

في السياق ذاته، ذكرت الدكتورة سناء، العاملة في مشافي حماة، أن ثمار "القبّار"، يستخدم اليوم بالدول المتقدمة، وعلى نطاق واسع، في معالجة العديد من الأمراض، وأهمها تصلب الشرايين، وتحسين الدورة الدموية، وحالات فقر الدم، والتهاب المفاصل.

وقال سكان، قاموا بتخليله بريف حمص الشرقي، إنه إذا ما أضيف إلى اللحوم، والسلطة والأسماك، فإنه يزيد الشهية، ويضفي على المأكولات نكهة شهية.

    أسعاره عربياً

ذكرت إحدى السيدات السوريات، التي تقيم حالياً بمدينة دمياط المصرية، لـ"اقتصاد"، بأنها اشترت عبوة وزنها 200 غرام من مخلل "القبّار"، من إحدى المولات هناك، بسعر يعادل 250 ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق