قبرص تحاول سرقتها.."رزان الصوص" لاجئة سورية شغلت مجلس العموم البريطاني بإبداعها لـ "جبنة الحلوم"

تزداد نجاحات السوريين في بلاد اللجوء يوماً بعد يوم لتثبت للعالم أن السوريين يحبون الحياة ما استطاعوا إليها سبيلاً، وأن الحرب لم تخمد إرادة البقاء والعطاء والإبداع بأرقى معانيه في داخلهم، ومن هؤلاء اللاجئين المبدعة السورية "رزان الصوص" التي استطاعت أن تعيد لـ "جبنة الحلوم" خصوصيتها السورية، لتكون على قائمة الأجبان البريطانية، ولتنال من خلالها الجائزة البرونزية في المسابقة التي نظمتها هيئة الإذاعة البريطانية bbc متفوقة على أكثر من ألفين وخمسمائة نوع من الجبنة حول العالم.
 
قصة لجوء رزان ومعاناتها تحولت إلى قصة نجاح استقطبت وسائل الإعلام العالمية وتتوجت هذه القصة بإنشاء معمل صغير لصناعة الأجبان في بريطانيا، أضفت عليه لمساتها السحرية، لتقول "لا مكان لليأس في حياة السوريين فحيث يكونون تكون الإرادة ويكون العطاء بأجمل معانيه".
 


حول صدى ما قامت به في المجتمع البريطاني، قالت "رزان الصوص" لـ"اقتصاد": "كان هناك اهتمام كبير والحمد لله بما قدمته والكثير من الصحف الأجنبية ووسائل الإعلام الغربية تواصلت معي من أجل تسليط الضوء على هذه التجربة، وزارني أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني وتكلم عن مشروعي تحت قبة المجلس، كما اختارني رئيس مجلس الوزراء من بين خمس سيدات في يوم المرأة العالمي".


وعن الجائزة البرونزية التي نالتها في مسابقة BBC للأجبان قالت "رزان الصوص": "جاءت فكرة المشاركة في هذه المسابقة من كوني بدأت مشروعي في إنتاج الجبنة الحلوم في شهر جزيران 2014 وكان لابد لي أن أثبت كفاءتي لأستطيع ترويج هذا النوع من الجبنة بشكل أفضل، فقررت أن أشارك في المسابقة العالمية لتقييم الأجبان مع الـBBC".


 وأضافت محدثتنا: "شارك في المسابقة 2750 نوعاً من الأجبان من حول العالم، وكان الخبراء أيضاً من مختلف بلدان العالم وحازت الجبنة التي شاركت بها على الجائزة البرونزية والحمد لله".
 

وأشارت المبدعة السورية: "يتم تقييم (جبنة الحلوم) عادة من خلال درجة مطاطيتها ولذلك قام الخبراء بقليها ثم تذوقها"، وتابعت موضحة: "من المعروف أن الحلوم هي من أنواع الجبنة التي تتميز بدرجة عالية للانصهار لذلك يستخدمها العديد من الناس في الشواء أو القلي، وبالإضافة إلى المطاطية يطلق على هذا النوع من الجبنة لفظة "بتزقزق" بالعامية وهذا دليل جودة أيضاً، بالإضافة إلى نكهة الحليب المميزة فهي تُصنع من الحليب الصافي، وينصح أطباء الأغذية بالحلوم لعدم وجود مواد دهنية مضافة فمعظم الأجبان الصناعية تحتوي على 60% دهون مضافة أما جبن الحلوم فيتم استخدام الحليب فيها فقط".

قبرص تحاول سرقة الحلوم

وكشفت "رزان الصوص" أن دولة قبرص تقدمت للاتحاد الأوروبي بطلب حماية وتسجيل "جبنة الحلوم" باسمها عام 2013 ولكن المحكمة الأوروبية لم توافق على الطلب وكان الاعتراض أنه لا يمكن تمييز الحلوم السورية من الحلوم اللبنانية، والأردنية، الفلسطينية، أو من الحلوم القبرصية والتركية. وتشير محدثتنا إلى أن قبرص تسعى من جديد لهذا الأمر وتطرح الآن تسمية Hellim لقبرص التركية وHalloumi لقبرص اليونانية، وفي حال تمكنت قبرص من تسجيل الاسم لنفسها – كما تقول محدثتنا- فهذا يعني على المدى البعيد أنه ليس بإمكان أي بلد عربي تصدير الجبن على أساس أنه جبن حلوم، مما يؤثر حكماً على الاقتصاد العربي مستقبلاً.

 

وأوضحت "رزان الصوص" أنها بصدد إجراء أبحاث تثبت بأن "جبن الحلوم" يجب أن يكون عربي المنشأ من اسمه، مشيرة إلى أن "هذا المنتج فينيقي المنشأ، والأقباط هم أول من أطلق تسمية في مصر وكانت تدعى في الماضي "ألوم" ومعناها الجبنة"، وهذه الطريقة في عمل الجبن-كما تقول- اخترعها البدو لحفظ الحليب في معدة الحيوانات وثم غليها لتعقيمها.

وكان للمبدعة السورية "رزان الصوص" نشاطات علمية ومخبرية قبل أن تلجأ إلى بريطانيا، إذ تخرجت كما تقول من قسم التحاليل المخبرية في سوريا، وكانت تدرس الصيدلة في العام 2011 ولكنها لم تكمل بسبب الظروف التي حلت بالبلاد.


 
بعد لجوئها إلى بريطانيا أقامت "رزان" معملاً صغيراً لإنتاج "جبنة الحلوم" في مدينة "يوركشاير" يعمل فيه حالياً العديد من اللاجئين السوريين، تقول: "أتمنى لمشروعي أن يكبر وأن يسهم في تشغيل عدد أكبر من اللاجئين السوريين من أجل أن يتشجعوا في الغربة ويحاولوا أن يكونوا فعالين في المجتمع للتغلب على الصعوبات التي تواجههم".
 

ولفتت محدثتنا إلى أنها عندما بدأت مشروعها الصغير لم يكن أي من المعدات التي استخدمتها في صناعة الجبن مخصصة لتقوم بهذا العمل فقامت– كما تقول- بتحويل مكنة تبريد الحليب التي تستخدم في صناعة البوظة إلى مكنة تسخين للحليب، واخترعت طريقة لكبس الجبن تم تنفيذها عند الحداد، كما استخدمت قوالب تسخين الطعام التي تُستخدم في البوفيه المفتوح لقولبة الجبنة، واستخدمت مكنة طهي الباستا "المعكرونة" للغلي. وختمت: "في النهاية إصرارنا على العمل وإكمال مسيرة الحياة جعلنا نبدع في عملنا وتفوقنا والحمد لله".


 

ترك تعليق

التعليق

  • الاسلام دئما بيعيدوا اختراع العجلات بعد الف سنة و بيقنعوا حالهم انو مسلمة معفنة لابسة اشارب بدها تخترع جبنة حلوم و شلل
  • 2015-08-20
    والله فكرت ابداع بشي مجال علمي ولا بشي تقني او تكنولوجي ... النجاح بالاكل مالو قيمة في بلاد تفطر على الزبدة والتوست وتتغدى مكرونة بس .. شعب مابيعرف الا بطنو
  • أنا سوري و صرلي عايش بقبرص 12 سنة و بعرف تماماً شو الحلومي السوري و شو الحلومي القبرصي فرق كبير بينهم فإذا كان الحلومي اللي عم تصنعيه الحلومي السوري فمعك حق أما إذا الحلومي القبرصي هو اللي عم تتباهي في فهذا تعدي على الحقوق و نحن السوريين أعلم بالحلومي السوري