مقابل فك الحصار عن المعضمية..النظام يشترط فصلها عن داريا بساتر ترابي

قام النظام يوم الأربعاء الماضي بفتح معبر معضمية الشام، وذلك بشكل نسبي، بعد إغلاقه للمعبر منذ سبعة أشهر تعرض خلالها آلاف المدنيين لشبح الجوع، وعانوا الأمرين في البحث عن كسرة الخبز.                      
                                     
النظام سمح بدخول وخروج الأهالي، وإدخالهم للمواد الغذائية، كما دخلت سيارات محملة بالخبز إلى المدينة لتوزع على الأهالي ضمن قطاعات منظمة تحت إشراف المجلس المحلي لمدينة المعضمية.    
                     
وصرح علي الحاج، رئيس لجنة المفاوضات، أن هذه الخطوة بداية لمصالحة قديمة كان الثوار وقعوها مع الفرقة الرابعة في بداية العام المنصرم.

وأكد الحاج في حديث لـ "اقتصاد" أن لجنة المفاوضات تشكلت منذ أيام، برئاسته وعضوية سبعة آخرين من أبناء المدينة من بينهم رئيس المجلس المحلي، ثم خرجت يوم الثلاثاء لتلتقي بالعميد غسان بلال (ضابط أمن الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد)، ليكون البند الأساسي ضمن المفاوضات هو إغلاق الطريق بين المعضمية وجارتها داريا، التي رفضت عدة مبادرات للهدنة مع النظام منذ سنتين ونصف إلى اليوم.

وعانت المدينة طويلاً في ظل حصار لا يعرف الرحمة، أحكمه النظام عليها من كل الجهات.

وليس هذا هو الحصار الأول الذي يتعرض له الأهالي، حيث شهدت المدينة حصارين سابقين، دام الأول أشهراً طويلة أكل خلالها الأهالي أعشاب وحشائش الأرض، وبعد الهدنة، أُغلق المعبر مرة ثانية، ليعود الحصار هذه المرة ويدوم قرابة سبعة أشهر.

الحصار كان شديداً

يقول أبو سعيد، الموظف ذو 45 عاماً، "منذ أيام قليلة كان عناصر المعبر يفتشونني تفتيشاً مذلاً جداً...لقد صادروا ظرف شراب كنت أحمله في جيبي لابني الصغير".

ويتابع في حديثه لـ "اقتصاد" قائلاً: "البارحة واليوم لم أُفتش أنا وكل من مرّ أمام الحاجز، بل على العكس، سُمح لنا بإدخال ما نشاء من الأغذية".

ويتمنى أبو سعيد أن يفتح الطريق كما كان قبل الحصار حتى تفتح المحلات التجارية وتُدخل المواد الغذائية والإنسانية والمحروقات، ويضيف: "عانينا كثيراً هذه المرة، نسأل الله أن يكون هذا هو الحصار الأخير".

وفي وقت سابق نشر موقع "اقتصاد" قصصاً لأناس شكلوا نماذج لمعاناة الحصار في معضمية الشام، حيث نفدت مؤونتهم وأضحى البحث عن لقمة العيش هاجسهم اليومي.

المعبر مفتوح نسبياً

ومنذ يوم الأربعاء ترى الأهالي يحملون أثناء دخولهم إلى المدينة أكياساً فيها أطعمة متنوعة ومواد غذائية طالما حرموا منها أشهراً عديدة.

ويقول الشيخ علي الحاج "إن هذا الوضع سيستمر قرابة 15 يوماً ثم سيُفتح الطريق بشكل كامل في إطار جهود المصالحة المتفق عليها مع النظام".

الفصل بين المدينتين أهم البنود

وقال الحاج: "عندما اجتمعنا بغسان بلال، كان البند الأساسي الذي يريد النظام تنفيذه هو الفصل بيننا وبين مدينة داريا بساتر ترابي".

ويتابع: "نحن مضطرون لهذه الخطوة لأن عندنا أكثر من 30 ألف نسمة نريد إطعامهم".

وحول البنود الأخرى للمصالحة التي قال إنها قديمة جديدة، لم يصرح علي الحاج بشيء منها قائلاً "إن هذه الخطوة سيتبعها خطوات أخرى لكن نحن بحاجة لمشاورة كافة الفعاليات الثورية والشعبية في البلد".

ترك تعليق

التعليق