أكثر من 350 دولار شهرياً للمريض الواحد..الأردن تعفي مرضى "التلاسيميا" السوريين من تكاليف العلاج

جاء قرار إعفاء مرضى "التلاسيميا" من اللاجئين السوريين من كلفة العلاج في الأردن منذ أيام ليمنح الأمل بالعلاج والشفاء لعشرات المصابين بهذا المرض الخطير بعد أن تخلت المفوضية العليا للاجئين عن تغطية نفقات علاجهم.

 وكانت وزارة الصحة الأردنية قد أصدرت منذ أيام قراراً بتغطية نفقات علاج اللاجئين السوريين وعددهم حوالي 215 مريضاً وصرف العلاجات اللازمة لهم مجاناً من موازنتها. وجاء في بيان للوزارة حمل الرقم ص 4/4/4629-2015171 إشارة إلى كتاب دولة رئيس الوزراء رقم 10/11/ 30187 تاريخ 9/7/ 2015 والمتضمن الموافقة على إعفاء مرضى التلاسيميا من اللاجئين السوريين من تكلفة العلاج وتغطية هذه التكلفة من خلال وزارة الصحة.
 
وأشار الدكتور، زياد حسين النابلسي، الذي يعمل كمتطوع لخدمة هذه الفئة من المرضى، في حديث لـ"اقتصاد"، إلى أن "من بين مصابي التلاسيميا من اللاجئين السوريين 150 طفلاً مصاباً بهذا المرض، 70 مريضاً منهم في إربد والرمثا وجرش".

 وأوضح النابلسي أن المفوضية العليا للاجئين كانت تتكفل بعلاج هؤلاء الأطفال وتصرف لهم العلاج، لكن منذ حوالي الـ 9 شهور رفعت المفوضية يدها عن الموضوع، مشيراً إلى أن "جمعية العون الصحي تكفلت بدفع تكاليف نقل الدم البالغ حوالي 20 ديناراً عن كل وحدة دم تنقل للطفل المريض، فعلاج التلاسيميا يتطلب نقل دم دوري وبشكل مستمر كل 2 إلى 4 أسابيع وحسب الحالة، ويجب أن يترافق ذلك بإعطاء دواء".

 ولفت د. النابلسي إلى أن "80% من الأطفال المصابين بمرض التلاسيميا يجب أن يتناولوا دواء يسمى اكسجادExjade 500 mg ويحتاج الطفل إلى علبه أو أكثر شهرياً وحسب الحالة، علماً أن "ثمن العلبة الواحدة تقريباً 470 دينار وهناك نسبه قليلة منهم تتناول دواء آخر يسمى فايربروكس Ferriprox 500 ويبلغ سعر العلبة منه حوالي الـ200 دينار".

وأكد د. النابلسي أن "هؤلاء الأطفال يحتاجون وسطياً إلى تكاليف علاج بحوالي 500 دينار شهرياً (الدينار الأردني يساوي 1.411 دولار أمريكي)، وبعد أن كفت المفوضية العليا للاجئين يدها عن تغطية نفقات العلاج حاول أهالي هؤلاء الأطفال التواصل بأقاربهم وببعض المتبرعين واأطباء في دول الخليج، كما حاول النشطاء من خلال صفحات التواصل اﻻجتماعي تأمين تكاليف علاج قسم من هؤﻻء المرضى، وذلك بالتواصل مع أطباء سوريين يعملون في الدول المجاورة".
 
وأثنى الدكتور زياد النابلسي على قرار إعفاء مرضى التلاسيميا السوريين من كلفة العلاج في الأردن، ورأى أنه قرار إنساني ممتاز وهو يعطي الأمل لكل طفل مصاب بالتلاسميا، ومن شأن هذا القرار أن يحمي هؤلاء المرضى من أي مضاعفات خطيرة على حياتهم، إضافة إلى أنه يعطي نوعاً من اﻻستقرار النفسي لدى العائلة التي أصيب طفلها أو أطفالها بهذا المرض، ومن شأن هذا القرار أن يحمي هؤلاء المرضى من أية مضاعفات خطيرة على حياتهم.

وبدورها، رأت الناشطة الإغاثية، فريال محمد، أن "هذا القرار إنجاز وتطور إيجابي في مجال استيعاب اللاجئين ومساعدتهم"، وتمنت أن يتم إعفاء مرضى غسيل الكلى ومرضى زراعة الكلى وأمراض الدم والسرطان، داعية بقية الحكومات العربية أن تحذو حذو الأردن في هذه الخطوة الإنسانية النبيلة.

وعن النصائح التي يوجهها لذوي مرضى التلاسيميا، وما الذي ينبغي عمله للتخفيف من معاناتهم، أكد د. النابلسي على ضرورة مراعاة الوضع النفسي لهؤﻻء الأطفال ومعاملتهم معاملة الطفل العادي، مشيراً إلى "ضرورة توفير بعض النشاطات اﻻجتماعية الخاصة بهم من رحلات وحفلات خاصة وغيرها من وسائل الترفيه".
 
وأشار النابلسي إلى أن "هناك فئات أخرى من المرضى بجب توجيه نظر الإعلام والنشطاء والمتبرعين والهيئات إليهم مثل مرضى زراعة الكلى والأمراض السرطانية والأمراض النفسية وغيرها".

ترك تعليق

التعليق