رغم القصف ومحدودية الدعم..مجمع طبي متكامل بريف دمشق الغربي يستقبل 60 ألف حالة في عام

ترزح الغوطة الغربية، وبالذات بلدة "خان الشيح"، منذ عدة شهور تحت وطأة حصار خانق بسبب قطع معظم طرق الإمداد إليها باتجاه درعا والقنيطرة وجبل الشيخ، مما انعكس سلباً على الوضع الإنساني والطبي بشكل خاص، في ظل حالة من التغييب وضعف الدعم.

 ويُعتبر مشفى الدكتور الشهيد "زياد البقاعي الميداني"، المشفى الوحيد في هذه المنطقة تقريباً، وقد انطلق مؤخراً بقوة ليكون المشفى الأساسي من ناحية حجم ومستوى العمل الطبي المقدم فيه، على مستوى الريف الغربي لدمشق والقنيطرة، مما جعله عرضة لمختلف أنواع القصف المدفعي وراجمات الصواريخ، و"تم استهدافه بشكل مباشر لـ 7 مرات متتالية مما اضطر القائمين عليه إلى نقله مرات متعددة ليستقر في مكانه الأخير الحالي حيث تم افتتاح أقسام جديدة فيه وتشكيل مجمع طبي متكامل"، كما يقول الدكتور أبو قتادة الحكيم، لـ"اقتصاد".



 وأشار د. الحكيم إلى أن "المشفى تم افتتاحه باسم الدكتور زياد البقاعي في بداية العام 2013 أي منذ قرابة العامين والنصف وخلال هذه الفترة تعرض المشفى لهجمة شرسة بالبراميل المتفجرة التي استهدفت بشكل مباشر أسواره الخارجية والصيدلية وقسم الإسعاف ومقر الحرس والمولدات"، كما تعرض المشفى بتاريخ 7/ 12/ 2014 لقصف همجي من خلال الإغارة عليه بطيران غريب تبين فيما بعد أنه من نوع "سيخوي" وتم استهداف المشفى آنذاك بثلاث صواريخ مباشرة كما يقول المصدر، الصاروخ الأول أصاب المرآب حيث تم تدمير سيارة إسعاف نوع فان هونداي بالكامل وإعطاب أخرى بالإضافة لسيارة الخدمات الخاصة بالمشفى من نوع "مازدا بيك آب"، أما الصاروخ الثاني فاستهدف قسم العيادات في الطابق الأول مما أدى إلى تدميره بالكامل بالإضافة لقسم الإسعاف الخارجي، أما الصاروخ الثالث فاستهدف مدخل الإسعاف الرئيسي بالقبو الذي تم الانتهاء من تحصينه قبل يومين من العدوان، مما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمشفى حيث تم تدمير كل من قسم الإسعاف الرئيسي والصيدلية ومركز الأشعة ومركز المعالجة الفيزيائية.

 وأردف د. الحكيم أن "القائمين على المشفى تقدموا حينها بتوثيق لهذه الجريمة كاملة، وراسلوا عدة منظمات لترميم الأضرار دون أن يلقوا آذاناً صاغية من أحد للأسف باستثناء بعض المساعدات البسيطة التي لم تكفي حتى لصيانة الأجهزة التالفة".


1700 عملية تحت التخدير

يقدم مشفى الشهيد الدكتور زياد البقاعي الكثير من الخدمات الطبية لأهالي المنطقة والمناطق المحيطة وذلك بسبب صعوبة تحرك السكان، وكثرة الإصابات الناتجة عن الهجمة العسكرية على المنطقة في الوقت الراهن، ويحتوي المشفى حالياً -كما قال محدثنا- أقساماً للجراحة العامة والهضمية وجراحة العنق والصدرية والجراحة البولية والنسائية وجراحة الأوعية بشكل محدود والجراحة الفكية والجراحة العظمية والأمراض الداخلية وطب الأطفال، طب الأسرة والطوارئ وطب الأسنان. وهناك-كما يضيف د. الحكيم- قسم المخبر والصيدلية وقسم متابعة مرضى العمليات ومركز للتصوير الشعاعي ومركز للمعالجة فيزيائية وقسم التطوير والتعليم الطبي المستمر.

وأشار د. أبو قتادة الحكيم إلى أن "المشفى استقبل في العام 2014 حوالي 60000 حالة ما بين مرضى وجرحى وشهداء، وتم إجراء 1700 عملية تحت التخدير خلال العام ذاته".
 

وفيما يتعلق بالصعوبات والتحديات التي يواجهها المشفى أكد د. الحكيم أن "من أهم هذه الصعوبات عدم توافر كوادر طبية اختصاصية في الجراحة العصبية والعينية وعدم توفر جهاز طبقي محوري نقال، والقصف بالمدفعية والبراميل المتفجرة وطيران الميغ بشكل شبه يومي"، إلى جانب المعاناة اليومية التعليمية مع بعض المتطوعين لعدم اختصاصهم، وعدم توفر طرق رئيسية لنقل المواد إلى المشفى مباشرة، وعدم تخصيص دعم للطريق، والاعتماد على طرق التهريب رغم مخاطرها.

ونوّه د. الحكيم إلى ضعف الدعم المخصص لحاجيات المشفى رغم الاستمرار في تغطية الكوادر الطبية من منظمة السراج، منذ حوالي السنتين، مثل: "المحروقات والمولدات الكهربائية وسيارات النقل والإسعاف ووسائل الاتصال الفعالة في ظل الشتاء القارص وانقطاع الكهرباء والنت المستمر، وضعف الدعم المقدم إلى النقاط الطبية النقالة والتي لم تدخل في حساب أي جهة داعمة".

ترك تعليق

التعليق