تحظى تجارتها برواج واسع في تركيا..موجة الحرارة تؤدي إلى نفوق طيور الزينة في المخيمات السورية


يبدو من غير المألوف أن يحزن يوسف العلي، النازح السوري، الذي يقطن "الكرفان" في مخيم باب السلامة، على نفوق "طيور الزينة" التي يربيها بسبب الارتفاع في درجات الحرارة، لكن بمجرد الإصغاء إليه لبرهة، تدرك أن حزنه مبرر، فهذه الطيور مرتفعة الثمن، كانت تؤمن لأسرته عائداً مادياً مقبولاً.

لا تقتصر تربية "طيور الزينة" على يوسف وحده، فقد وجد الكثير من سكان المخيمات السورية المقامة على الأراضي التركية في هذه المهنة فرصة للعمل، والقضاء على حالة البطالة المتفشية هنا.

يزاول يوسف (35 عاماً) هذه المهنة منذ قدومه إلى المخيم، فهي مهنة رائجة ولها زبائن كثر كما يقول، ويتابع في حديثه لـ"اقتصاد": "عدا عن ذلك  العائد المادي الذي أجنيه من تربية الطيور، فهي هواية مسلية  تساعدني على نسيان الواقع الذي يحيط بنا".

وبعد أن أطلق ضحكة ممزوجة بحزن واضح يضيف: "الطيور نفقت بسبب موجة الحرارة التي حولت "الكرفان" إلى جحيم، قد تكون حياة الطيور رخيصة جداً أمام حياة الانسان وأمام ما يجري في الداخل، لكن حزني على الطيور كبير أيضاً".

لم يتبقى لـ"يوسف" إلا ثلاثة طيور بعد أن نفقت البقية، ولذلك يحاول جاهداً الحفاظ على حياتها بكل الامكانات التي تتوفر لديه، من الرقع القماشية المبللة بالماء، إلى المروحة الموجهة على الأقفاص بشكل دائم.

وتشهد تجارة طيور الزينة رواجاً واسعاً في المدن التركية بشكل عام، وتعتبر مدينة "كلس" الحدودية مركزاً يقصده التجار من كل المدن التركية، لتسوّق الطيور المهرّبة من الداخل السوري.

لكن تاجر الطيور، أسعد الصن، يرى أن أسعار الطيور اليوم باتت متقاربة، بفعل انخفاض عدد طيور الزينة في الداخل السوري، ويشير إلى أن الانخفاض في الثمن في سوريا، مقارنة بالمدن التركية، يقتصر على  غذاء الطيور، والأقفاص فقط.

ووفق الصن، فإن أسعار الطيور تتراوح بين  الـ "500 – 2000" ليرة تركية للطائر الواحد، ويعزو ارتفاع الأسعار هذا إلى موجة الحر التي أدت إلى نفوق الكثير من الطيور في المخيمات السورية، وإلى وباء "الحساسية" الذي انتشر مؤخراً.

ويوضح الطبيب البيطري، ادريس محمد، أن الحرارة المرتفعة تعتبر من المسببات الأولى لنفوق طيور الزينة، لأنها من ذوات الدم الحار، وبارتفاع الحرارة المحيطة يفقد الطير شهيته لتناول الغذاء، وعندها تكون المناعة في أضعف درجاتها، وبالتالي قد يستفحل المرض، ويكون عصياً على العلاج.

وعن طرق الوقاية، ذكر محمد خلال حديثه لـ"اقتصاد"، عدة خطوات قد تسهم في تخفيف ظهور الأوبئة فيما بين الطيور، من بينها التبريد برش رزاز الماء على الطيور، والحرص على إطعام الطيور الكثير من أوراق نبات "الفجل".

ترك تعليق

التعليق