احتجاجات الخبز في الرستن..ثورة على الاحتكار وسياسة "كل مين إيده إله"

اندلعت منذ أيام احتجاجات شعبية على المجلس المحلي والهلال الأحمر ومنظمة "أمل للإغاثة والتنمية" في مدينة الرستن، بسبب التأخر في توزيع الطحين للمخابز واتهامات المحتجين لبعض القائمين على هذه الجهات بالاحتكار وتجويع الأهالي.

 وقام العشرات من المحتجين بالدخول عنوة إلى المستودعات الإغاثية في المدينة وتفريغها من محتوياتها.


وأفاد الناشط الإعلامي "أبو ريان الرستن" لـ"اقتصاد" أن "هذه الاحتجاجات اندلعت بسبب قطع الخبز عن أهالي الرستن لمدة عشرين يوماً على التوالي"، مضيفاً أن "الأهالي أعيتهم الحيلة في الطلب من مسؤولي هذه الجهات بتوزيع الطحين دون أن يجدوا آذاناً صاغية، الأمر الذي زاد من حدة غضبهم، ودفعهم للهجوم على مقر المجلس المحلي وتحطيم بعض محتوياته والهجوم على بعض الجمعيات وإفراغ مستودعاتها بالكامل".
 
وأشار أبو ريان إلى أن "الرستن ومنذ شهور تعاني من أزمة إنسانية خانقة كانقطاع الخبز وشح المياه وعدم توزيع سلل غذائية في ظل عدم وجود تنسيق بين الجمعيات الإغاثية والمجلس المحلي في المدينة مما جعل كل منهم يغني على ليلاه"، وأكد محدثنا أن "انتشار القمامة في الشوارع بات ينذر بكارثة صحية، وكل هذه المشاكل والتراكمات أدت لحالة انفجار بين الأهالي ووصلت الأمور إلى ما وصلت إليه".


وأوضح "أبو ريان أنه بتاريخ 18 -8-2015 تم الاتفاق مع المحكمة ومنظمة "أمل" والمجلس المحلي على أن يتم البدء بالخبز من المخزون الذي قامت منظمة "أمل للإغاثة والتنمية" بتخزينه، وورد في القرار الذي نشرته المنظمة انه "سيتم البدء بالخَبز فوراً ولكن ما جرى أنه تم تأجيل الخَبز والجميع يعلم احتقان الأهالي وغضبهم من انقطاع الخُبز، وعزت المنظمة السبب إلى أن طحن القمح يستغرق وقتاً رغم أن المسؤولين كانوا يلجؤون في أوقات سابقة إلى استعارة الطحين الجاهز من مدينة تلبيسة أو من أفران جاهزة في حال الاضطرار".
 
ولفت محدثنا إلى أن "الجمعيات الإغاثية في الرستن ترفض التنسيق فيما بينها مع المجلس المحلي، والهلال الأحمر يتصرف وكأنه دولة لوحده، ومجلس المحافظة يبدو غير مكترث بوضع المدينة، أما المديريات التي أنشأتها الحكومة المؤقتة فهي عبارة عن أسماء دون أفعال، مديرية للحبوب وإكثار البذار، وأخرى لـ المطاحن والأعلاف، وغيرها، لكن على أرض الواقع كلها مديريات وهمية لا ترقى لربع احتياجات ريف حمص الشمالي".

وحمّل الناشط "أبو ريان" مسؤولية ما جرى للجمعيات والمجلس المحلي ومجلس محافظة حمص بسبب عدم التنسيق فيما بينها واتباع البعض منها لأجندات خاصة مما أوصل الناس إلى طريق مسدود دون أفق للحل، ودفعهم لاقتحام مقرات الجمعيات وإفراغ المستودعات، وبعض أعمال التخريب التي حصلت.

وبدوره تحدث "شبلي أيوب" ممثل "منظمة أمل للإغاثة و التنمية" - فرع حمص، وهي إحدى الجهات المتضررة من الاحتجاجات المذكورة، موضحاً لـ "اقتصاد" أن "ما حصل يوم الجمعة كان ردة فعل طبيعية على انقطاع الدعم عن مدينة الرستن المحاصرة وخاصة دعم الخبز فثار المواطنون على أهل الجمعيات معتبرين أن التقصير منهم".

وأضاف أيوب "نحن نضم صوتنا إلى صوت أهالي الرستن المنسية، ونقول ألا يستحق أهل هذه المدينة المساعدة في ظل هذا الحصار، وبعد تقديم أكثر من 2000 شهيد وأكثر من 1100 معاق وحوالي 1400 معتقل، أي قرابة 2000 أسرة لا معيل لها وحتى الأسر التي معيلها موجود لا يستطيع أن يعمل لأن حواجز النظام بالمرصاد لتعتقلهم".

وتساءل ممثل منظمة أمل: "ألا يكفي هذا الشعب ما يلاقي من قصف مستمر من قبل الأسد وعصاباته حتى يتكالب علينا الائتلاف وحكومته المؤقتة".

ولكن مما يؤسف له– كما يقول أن "بعض ضعاف النفوس استغلوا المظاهرة وخرّبوا وسرقوا مبنى الهلال الأحمر ومباني بعض الجمعيات الخيرية".

ترك تعليق

التعليق