قصة خالد..كيف تموت أحلام الشباب السوري في تركيا

استطاع خالد قبل لجوئه إلى تركيا أن يتقن فن الإيقاع إتقاناً جيداً، حيث شهد له أصدقاؤه إحرازه مكانة جيدة في هذا المضمار لا سيما أن شغفه بالفن فاق كل الحدود.


ومع اشتداد المعارك في سوريا، سافر خالد (22 عاماً) إلى عدد من الدول العربية ليستقر أخيراً في تركيا التي استقبلته كأنه "شر لا محيص عنه"، وفقاً لتعبيره.

"في الأيام العشرة الأولى التي دخلت فيها تركيا نمت في الأماكن العامة، الحدائق، الأرصفة، الحمامات، حتى استطعت العثور على عمل في أحد الفنادق فأصبح بإمكاني الحصول على غرفة أعيش فيها".

خلال تواجده في تركيا، هل سيكمل دراسته في الفن الموسيقي الذي أحبه؟، أم أن هموم العيش والبحث عن المأوى ستنتزعه من كل أحلامه؟

* الحكومة التركية لا تقدم شيئاً

يقول خالد في حديث لـ "اقتصاد": "الحكومة التركية لا تقدم شيئاً للاجئين الذين يعيشون خارج المخيمات، أنا أقاسي الأمرين في البحث عن الخبز اليومي، وفي تأمين إيجار البيت والطعام لأسرتي".

وبات من المتوقع أن يبتعد هذا الشاب الطموح عن أحلامه بسبب الوضع المعيشي الصعب الذي يحياه فهو يقول: "كل عمل عملت به كانت ساعات العمل لا تقل عن 12 ساعة يومياً ، هذا أتعبني كثيراً وأبعدني عن أهدافي وأحلامي التي كنت أسعى  إلى تحقيقها، أنا أشعر بالضياع وبأن الحياة صعبة للغاية".


*ابتزاز كبير

قصة خالد تشكل نموذجاً للشبان الذين رفضوا الانخراط في مخيمات اللجوء، وحصلوا على إقامة ليمضوا أوقاتهم باحثين عن عمل ومسكن حتى إذا حصلوا عليهما، استنفذ العمل كل أوقاتهم تماماً.

ويشتكي خالد من المعاملة السيئة للكثير من الأتراك الذين يعمل السوريون لديهم كأُجراء، يقول: "نعاني من ابتزاز كبير من قبل أصحاب الحرف والمحلات التجارية ومحلات الأطعمة التي نعمل فيها من حيث الراتب وساعات العمل والمعاملة".

ويتابع قائلاً: "أحد الشبان السوريين عمل في محل لبيع الألبسة وبعد العمل الشاق طول النهار لمدة شهر طرده صاحب المحل دون أن يعطيه أي تعويض".

ويضيف: "كان عمله طول الشهر هباءً".

* المشافي العامة ممنوعة

و من جانب آخر، لا يمكن للاجئ خارج المخيمات في تركيا دخول المشافي العامة، حيث أُغلقت هذه في وجه السوريين، وفي حال أصيب شخص ما بالمرض واحتاح إلى الطبيب، فإنه سيلجأ إلى المشافي الخاصة ذات التكلفة الباهظة جداً.

وقال خالد: "ممنوع علينا نحن السوريين الدخول إلى المستشفيات العامة التي تقوم عليها الدولة، إنها موصدة في وجوهنا، والمستشفيات الخاصة مكلفة للغاية، أجرة المعاينة الواحدة تفوق 60 دولاراً، وأنا راتبي كله لا يتجاوز 400 دولار، أدفع 200 إيجاراً للمسكن، والباقي لا يكفي للطعام والشراب".

و يتابع بالقول: "في الحقيقة أنا لم أدخل إلى المشفى على الإطلاق".

وفي ختام حديثنا معه، اكتفى خالد بالصمت رداً على أحد الأسئلة المتعلقة بمتابعة دراسته للموسيقا والتلحين، إذ يبدو أن هذا السؤال فتح جراحاً قديمة نسي آلامها في رحلة الحياة اليومية. 

ترك تعليق

التعليق

  • 2015-09-11
    كلام الاخ مروان صحيح واي مواطن سوري حاصل على بطاقة افاد الكيمليك يعالج مجانا في المشافي العامة التركية مثل اي مواطن تركي
  • 2015-09-11
    كلام الاخ مروان صحيح واي مواطن سوري حاصل على بطاقة افاد الكيمليك يعالج مجانا في المشافي العامة التركية مثل اي مواطن تركي