اقتصاديات.. عندما يفقد النظام المتعة

على مدى يومين، وأنا أقرأ في واقع الأرقام التي قدمها، رئيس حكومة النظام خلال حديثه أمام الإعلاميين المحليين، وكيف أنه حاول أن يغلف خيبات الاقتصاد السوري على مدى السنوات الأربع الماضية، بطريقة من يتحدث عن شخص تعرض للكثير من الطعنات وبترت ساقاه، وقطعت يداه، وقلعت عيناه، وثقبت أذناه، لكنه لا يزال على قيد الحياة، وأكثر من ذلك فهو مسرور لأن أعضائه التناسلية لم تتعرض للأذى...

كنت سأستعرض الأرقام التي ذكرها الحلقي عن واقع الاقتصاد السوري، لكني وجدت من الأفضل قراءة هذا الواقع، من خلال هؤلاء السوريين الذين يفرون بعشرات بل مئات الآلاف، ويركبون المخاطر بحثاً عن الأمان... وعلى فكرة، فرار الشعب السوري هو الأمر الوحيد الذي دق الحلقي لأجله ناقوس الخطر، واعتبره كارثة حقيقية، ليس حرصاً على هذا الشعب، بل لأنه يُفقد النظام فرحته ببقاء أعضائه التناسلية على قيد العمل...!!، أما ما تبقى من معطيات وأرقام، سواء فيما يتعلق بواقع الكهرباء، وانهيار سعر صرف الليرة السورية سبعة أضعاف أمام الدولار، وما تبعها من غلاء فاحش، وتضخم، ودمار في البنية التحتية من مدارس ومستشفيات وجامعات ونفط، فقد وجدها الحلقي انتصاراً للنظام، كونه لايزال على قيد الحياة..!!

لكن ما قيمة البقاء على قيد الحياة بدون متعة..؟!، هذا ما يقلق النظام الآن..  

فالنظام الذي تعود على اغتصاب الشعب، يجد نفسه "مقطوعاً" اليوم.. لأن ما تبقى من هذا الشعب، يفترض أنه من "محارمه"..!!، لذلك هو أمام خيارين، إما أن يرتكب معصية بحقهم، أو أن يبقى "مقطوعاً".. وهو الأصعب، لأنه كما يقول المثل، أعزب دهر ولا أرمل شهر.. لهذا يرى البعض أن هناك خيار ثالث، وهو أن روسيا هي من ستتكفل به وبمحارمه...!!

ترك تعليق

التعليق