خبير اقتصادي يوضح لـ "اقتصاد" أسباب فشل بعض الاستثمارات السورية في جنوب تركيا

أبدى رجل الأعمال السوري، والعضو في غرفة تجارة حلب سابقاً، المهندس ياسر ذاكري، استغرابه من عدم استفادة أغلب المستثمرين السوريين في تركيا من وجودهم في سوق ضخمة يفوق عدد مستهلكيها الـ80 مليون.

وأوضح ذاكري، وهو الممثل السابق للائتلاف في مدينة "غازي عنتاب"، أن الكثير من المستثمرين السوريين حصروا نشاطهم التجاري بـ2 مليون لاجئ سوري في تركيا، يعيشون أوضاعاً متردية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي أيضاً، وخصوصاً المستثمرين في الجنوب التركي منهم.

وذهب ذاكري خلال حديث خاص بـ"اقتصاد" إلى أبعد من ذلك، حيث قال: "لقد دخل الكثير من المستثمرين السوريين في رهان فاشل مع أنفسهم عندما اعتبروا أنهم يستطيعون كسوريين تغيير الأنماط الاستهلاكية للمستهلك التركي".

واستحضر ذاكري عدداً من الأمثلة لمستثمرين سوريين حصروا تعاملهم بالسوريين، كانوا عرضة للفشل والخسارة بحسب تقديره، لكنه بالمقابل أشار إلى أمثلة ناجحة نجح أصحابها في استهداف السوق التركي، من بينها على سبيل المثال لا الحصر مصانع السجاد، والمنظفات، في عنتاب.

وبعد أن نفى ذاكري صحة المقولة التي تدعي عزوف أو مقاطعة المستهلك التركي للتجارة السورية على الأراضي التركية من "مطاعم وبضائع"، حمّل المسؤولية الكاملة عن ذلك إلى ضعف مخاطبة هذا المستهلك من جانب المستثمر السوري.

وروى قصة جرت مؤخراً توضح ما سبق، فقال "لقد غرمت السلطات التركية صاحب مطعم سوري في عنتاب بحوالي 25 ألف ليرة تركية بعد شكايات من مواطنين أتراك، لأن كثيراً منهم قصد المطعم لتناول وجبة، لكنهم فوجئوا بعدم وجود أحد يتكلم التركية إطلاقاً، لا من العمال ولا من صاحب المطعم".

وتعليقاً على ما سبق يرى ذاكري أن المواطنين الأتراك في الحالة السابقة شعروا وكأنهم في بلد أجنبي، وهذا بسبب تقصير صاحب المعمل، فمن غير المقبول أن تفتتح مطعماً في بلد أجنبي دون أن يكون لديك موظف يجيد لغة هذا البلد.

ويفترض محدثنا أن عدم إتقان السوريين للغة التركية هو واحد من أهم العوامل التي تترك آثاراً سيئة في إطار التعايش فيما بين الجانبين.

ويختم ذاكري حديثه مؤكداً أن الاستثمارات السورية الأكثر ربحاً هي التي استطاعت أن تجذب المستهلك التركي، لا تلك التي تضع نصب أعينها استهداف السوريين فقط.

ترك تعليق

التعليق