"اقتصاد" ترصد تفاوت الأسعار بين دمشق والقاهرة

مضى على أغلب السوريين أكثر من أربع سنوات في مدينة أكتوبر المصرية بالقرب من القاهرة، أو كما يحلو للبعض تسميتها بـ "دمشق الصغرى". وبالنسبة للسوريين فإن الفرق ليس كبيراً بين "دمشق الصغرى" و"دمشق الكبرى"، تلك التي تحمل دفئ وحنين الوطن، لجهة أجواء العيد والحلويات والمأكولات والضيافة، والزيارات المتبادلة بين الأصدقاء والأقارب.
 
وإن كانت مدينة السادس من أكتوبر تحمل عبق ولمسات دمشق وأجواء العيد التي نقلها السوريون معهم، فإن مدينة أخرى في أرض الكنانة باتت تحمل ملامح أقرب لمدنية حلب الشهباء، وهي مدينة الرحاب، وذلك لجهة المأكولات والأصناف من مشاوي وكبب وحلويات.
 
 السوري في القاهرة إما متوسط أو محدود الدخل

وصحيح أن السوريين ومن باب التخفيف من آلام الغربة استطاعوا نقل أجواء الأعياد السورية بامتياز، وخصوصاً الحلويات، من خلال مشاريعهم وفروعها المنتشرة بمصر، وهذه المشاريع نجحت واستمرت وتطورت على الرغم من أسعار منتجاتها المرتفعة على المستهلكين، وهم في غالبيتهم من متوسطي أو محدودي الدخل، إلا أن المستهلك السوري قبل بالتضحية بالمال مقابل الحصول على أصناف ومأكولات تذكره بأجواء وعادات البلد "سوريا"، وكنوع من استعادة السعادة المفقودة والإحساس بالدفء والحميمية إلى حد ما.

العيد في سوريا له نكهة مختلفة إلا أن الظروف الحالية وآلام الغربة لن تبعد السوريين عن الاحتفال الخجول، لكن المفارقة أن أسعار اللحوم والحلويات في القاهرة مرتفعة نسبياً، قياساً بأسعارها في دمشق هذا العيد. وقد أجرى موقع "اقتصاد" مقارنة بين أسعار أهم السلع في القاهرة ونظيرتها في دمشق، بعد تحويل القيمة سواء أكانت بالليرة السورية أو الجنية المصري، إلى الدولار.



السوريون لا يحصلون على اللحوم
 
ويقول ياسر الحلاق، إعلامي سوري من سكان مدينة 6 أكتوبر بالقرب من القاهرة، لـ "اقتصاد": "إن فارق الأسعار الحالي قياساً بالقدرة الشرائية يضعنا أم أزمة اقتصادية تعاني منها مصر وسوريا. وصحيح أن القوة الشرائية للمستهلكين في مصر مرتفعة، إلا أن الأسعار في مصر في متناول فئة محدودة فقط".

واستطرد الحلاق: "السوريون في مصر أيضاً كما في دمشق ليس لديهم القدرة للحصول على اللحوم، يضاف إلى ذلك فإن اللاجئين السوريين من متوسطي الدخل لا يفكرون بشراء الحلويات السورية، أما الحلويات  المصرية فهي أساساً مرتفعة الأسعار".
 
ويضيف الحلاق: "الأسعار غير متناسبة مع الدخل، فالحلويات والفواكه مرتفعة في القاهرة، وأغلب السوريين يشترون الحاجات الأساسية، وهناك محاولات لمساعدة السوريين من خلال الفرق التطوعية أو المؤسسات الخيرية السورية والمصرية، مع العلم أن جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في مصر هي على استعداد أكبر وتتمتع بالخبرة الضرورية للتدخل عكس الوضع في دمشق فالسوري في مصر يستطيع الحصول على اللحوم وأغلب المواد الغذائية وهذا الأمر غير متاح أمام سكان دمشق".

سكان دمشق عاجزون أمام الغلاء
 
ويرى اقتصاديون أن سكان دمشق عاجزون بشكل كبير عن التعايش مع الغلاء الفاحش الذي ما زال يكتسح الأسواق، ليفشل المواطن في تأمين مستلزمات الحياة اليومية إثر تزايد الفجوة الاقتصادية بين الدخل الشهري للفرد، وأسعار السلع والمواد الغذائية بشتى أنواعها.

يذكر أن العائلات السورية في مصر تحرص على شراء الحلويات أو صنعها يدوياً، على اختلاف طبقاتها, كعادة شعبية يحرص السوريون على اتباعها في الأعياد بغية الحفاظ على التقاليد الاجتماعية المحببة، إلا أنهم اضطروا لاستبدالها ببضع أصناف من الفاكهة نظراً لموجهة الغلاء التي طرأت على جميع أصناف الحلويات الجاهزة أو المواد الداخلة في صناعتها بمصر.

 وتصنف الحلويات السورية في مدينة أكتوبر بين مرتفعة السعر، كالمبرومة والبلورية, وأخرى متوسطة السعر، كالبرازق والغريبة والعجوة.

ترك تعليق

التعليق