ورود الشام.. مشروع لتأهيل أطفال أريحا وإخراجهم من أجواء الحرب

يهدف مشروع "ورود الشام"، الذي أُقيم في مدينة أريحا بريف إدلب مؤخراً، وتشرف عليه منظمة "هذه حياتي" في تركيا، يهدف إلى إعادة تأهيل الأطفال هناك من الناحية النفسية والتعليمية لإخراجهم من أجواء الحرب والحصار، وإعادة الفرح إلى قلوبهم الصغيرة وإرجاعهم إلى مسيرة التعليم وخصوصاً بعد فترة انقطاع قسرية بسبب الظروف التي مرّت عليهم.


 
وأشارت مديرة منظمة "هذه حياتي" في تركيا، رنا بيطار، في حديث لـ"اقتصاد"، إلى أن "هذا المشروع يضم ١٥٠ طفلاً بأعمار تتراوح ما بين ٥ إلى ١٢ عاماً وهم يتلقون ما يحتاجه الطفل من علم ودعم نفسي ولعب واحتياجات دون المناهج الرسمية أي أن المركز تعليم تعويضي مع التركيز على اللغات والكمبيوتر".


 
تم اختيار مدينة أريحا مكاناً لهذا المركز نظراً لأنها كانت محاصرة ومحتلة من قبل النظام. وتشرح محدثتنا مسوغات هذا الاختيار قائلة "لا شك أن أطفال وأهالي أريحا مثل غيرهم من أبناء المناطق المنكوبة بأمسّ الحاجة اليوم لدعم نفسي وتعليمي ولذلك تم اختيارها من قبلنا للتخفيف من المعاناة التي عاشوها وما زالوا يعيشونها بسبب القصف، وكان لنا الشرف بكوننا أول منظمة عاملة في هذه المدينة بعد تحريرها مباشرة".


وحول طبيعة المناهج لفتت محدثتنا إلى أن "أطفال المركز يتلقون دروساً في اللغة التركية، اللغة الانكليزية، واللغة الفرنسية، بالإضافة للغة العربية، وطرق النطق الصحيح عند الأطفال، ومادة الرسم والموسيقا والأشغال وحقوق الطفل".



 وتُقدّم للأطفال يومياً-كما تقول رنا بيطار- وجبة طعام لإعطائه القوة والقدرة اللازمة ليستطيع اكتساب حب العلم والمهارات ودعماً نفسياً واجتماعياً، بالإضافة لدرس "علمني مهنة" في كل أسبوع حيث يتعلم الأطفال مهنة، كالطفل المعلم، والطفل الدهان، والطفل الرسام، وغيرها. مشيرة إلى أن "هدف المركز في المحصلة إعادة الحياة لقلوب الأطفال وعقولهم رغم وطأة الحرب وظلمها ليكونوا نجوماً تضيء أرض الوطن".



وحول مدى استيعاب الأطفال وتجاوبهم مع ما يقدم لهم في المركز من معرفة وترفيه أكدت بيطار أن "التجاوب من قبلهم كان رائعاً بكل معنى الكلمة بسبب إعطاء الدروس لهؤلاء الأطفال بطريقة مشوقة ومحببة"، موضحة أن "مادة اللغة الإنكليزية مثلاً تُعطى بطريقة مدموجة بالموسيقى، وهناك وسائل تحفيز وترغيب أخرى للأطفال بطرق تعليمية بسيطة ومتطورة".



وفيما يتعلق بالتنسيق بين الموسم الدراسي ونشاطات المركز لفتت رنا بيطار إلى أن "نشاط المتطوعات زاد بعد افتتاح المدارس في مركز "ورود الشام" ليشمل متابعة الأطفال في دروسهم المدرسية ووظائفهم في المواد الأساسية الثلاثة: اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنكليزية، بالإضافة إلى نشاطات المركز الرئيسية، وهي اللغة الفرنسية والتركية ودروس النشاطات اليومية في الرسم والأشغال اليدوية وتعليمهم كل ما هو مفيد".


وحول التحديات التي واجهت فريق المشروع وهل كان هناك تقبّل من مجتمع أريحا للنشاطات التي يقدمونها، نوّهت محدثتنا إلى أن "هذا المجتمع كان في منتهى التجاوب"، مشيرة إلى أن "فريق المركز لمس تعاوناً ومساعدة من كل من احتكوا معهم إلى حين أخذ الترخيص للمركز والمنظمة والأوراق الرسمية"، ولفتت محدثتنا إلى أن "التحدي الأول والوحيد كان في موضوع اختيار مكان المركز بعيداً عن أماكن القصف والخطر وتأمين الدعم المبدئي تالياً".


 
وأثنت مديرة "هذه حياتي" على عمل فريق مشروع "ورود الشام" مشيرة إلى اتسام المتطوعات بروح العطاء والتطوع وتقديم ما يستطعن دون أجر أو جزاء وأنهن يعملن بقلب واحد، علماً أنهن-كما قالت-"عانين ظروف الحرب والحرمان والظلم والخوف وهن الآن يعملن في بناء جيل متعلم يعيد بناء وطننا ومستقبلنا".



وتعمل منظمة "هذه حياتي" في تركيا إضافة إلى مشروع "ورود الشام" على مشروع "نجم حياتي "في مدينة "غازي عنتاب" التركية الذي يتوجه للأطفال الأكثر فقراً لمحاولة دمجهم في المجتمع التركي المضيف، والتخفيف من تبعات الغربة ومصاعب الحياة وصعوبة التعلم والعيش هنا، وتنوعت نشاطات المشروع ما بين التعليم واللعب والرسم والتوعية بحقوق الطفل و واجباته.


ترك تعليق

التعليق