اقتصاديات.. لماذا لا يدعمونه اقتصادياً؟

في الوقت الذي يتدفق فيه الدعم العسكري للنظام من كل حدب وصوب، فإنه يئن تحت وقع أزمة اقتصادية قد تطيح به بين ليلة وضحاها.. فمادام هؤلاء الحلفاء حريصون على بقائه وها هم يمدون له يد العون عسكرياً، فلماذا لا يدعمونه اقتصادياً..؟!

تشير معلومات النظام ذاته إلى أنه كان قد تقدم أكثر من مرة بطلب قرض اقتصادي من روسيا، وفي كل مرة كان يجابه طلبه بالرفض.. كما تقدم بطلبات للحصول على القمح وبعض التجهيزات والسلع على شكل قروض، وأيضاً كان يرفض الجانب الروسي تقديم أي دعم من هذا النوع..

وبالنسبة لإيران، كان آخر دعم اقتصادي حصل عليه النظام، وهو الأخير، هو القرض الإيراني بداية العام الجاري بقيمة مليار دولار، والذي يسميه النظام خط الإئنمان الإيراني.. وبموجب هذا القرض لا يستطيع النظام الحصول على أية سيولة نقدية، وإنما على مواد غذائية وبعض التجهيزات الصحية والكهربائية وبالسعر والنوعية التي يفرضها الجانب الإيراني.. فلماذا يحجم هؤلاء الأصدقاء عن دعمه اقتصادياً، بينما يقدمون له كل الدعم العسكري بما في ذلك التدخل المباشر.. ؟!، أليس الأولى لو أن روسيا دعمت صمود النظام اقتصادياً قبل أن تتدخل عسكرياً بشكل مباشر.. وذلك حتى لا يبدو تدخلها احتلالاً..؟!

الكثير من التساؤلات يمكن أن تثار عن هذه "النخوة" الروسية في دعم النظام عسكرياً وبشكل مباشر، في الوقت الذي رفضت فيه تقديم أي دعم اقتصادي، رغم أنه أقل تكلفة بكثير من أي دعم عسكري..!!

بدون شك أن الروس لم يتدخلوا إلا عندما أحسوا أن الأسد بات يعاني من جراح بليغة وغير قابلة للشفاء وهم يراقبون بشدة هذا التدهور الاقتصادي الذي تعانيه حكومته.. فهي من الأمور التي تسهل عليهم السيطرة على مقدرات البلد بالكامل ولسنوات طويلة وبالقوة العسكرية..
 
ما يجب أن ندركه أن روسيا في عهد بوتين، هي دولة باتت تولي للجوانب الاقتصادية أهمية كبيرة في تحركاتها العسكرية.. وليس دقيقاً الكلام عن أن روسيا تحب نظام الأسد وتريد المحافظة عليه..   

السر يكمن بما تختزنه المنطقة الساحلية من ثروات تم اكتشافها مؤخراً، وقد باشرت الآليات الروسية بالتنقيب هناك.. فليس صحيحاً أن الحديث عن هذه الثروات هو من الشائعات..  بل الصحيح، هو لو أن هذه الثروات غير موجودة لما جاء الروس بعتادهم العسكري إلى هناك..

ترك تعليق

التعليق