في معضمية الشام.. الأهالي "يُعيدون اختراع الدولاب" في سبيل المياه


تعاني مدينة معضمية الشام من أزمة كبيرة في مياه الاستعمال، الأمر الذي يزيد من حجم مأساة لا تنتهي، عاشها وما يزالون،  أشخاص شارفوا على أكثر من 30 ألف نسمة في المدينة الخارجة من حصار طويل منذ وقت ليس ببعيد.

وعلى الرغم من فتح المعبر أمام كميات محدودة من البضائع والسلع الغذائية؛ يبقى الحظر على الوقود هو السبب الرئيسي في أزمات معيشية كثيرة في المدينة، أهمها مياه الاستعمال.

* 5 براميل بـ 2000 ليرة

أبو ناصر، أحد العاملين في بيع الماء، أوضح لـ "اقتصاد" أن المياه الرئيسية شبه مقطوعة، إضافة لعدم توفر الوقود في حال أراد الأهالي رفع المياه إلى خزاناتهم، ما يسبب هذه المشكلة المستعصية على الحل.

وإذا كانت المياه الرئيسية الشحيحة إلى أقصى حد هي المصدر الأساسي الذي يعتمد عليه الأهالي؛ فإن مياه الآبار تعتبر في المرتبة الثانية، لكنها تواجه مشكلات كبيرة تتمثل غالباً في عدم القدرة على سحبها بسبب عدم توفر الوقود اللازم لهذه العملية.



ويقود أبو ناصر أحد صهاريج المياه حيث يرفع الماء من بئر موجود في منزله ليبيعه للأهالي.

وقال أبو ناصر إن تكلفة الوقود الباهظة أدت لارتفاع أسعار المياه مضيفاً: "نحن نبيع خمسة براميل بـ 2000 ليرة سورية، إنه مبلغ كبير خصوصاً مع تدني مستوى الدخل لدى الناس لكن السبب الرئيسي يتمثل في السعر المرتفع للمازوت، أنا أشتري الليتر الواحد بـ 2600 ليرة وهذا مبلغ مرتفع جداً".

* الأزمة كبيرة

وتعد المياه من أهم الضروريات المعيشية التي تحتاج للحل السريع، لا سيما أمام الزخم الكبير للسكان المتواجدين في المدينة، ومن يمتلك ثمن خمسة براميل من الماء ربما سيفضل تعبئة خزانه على شراء احتياجات يومه من الطعام والغذاء، لكن من لا يمتلك النقود سيعاني الأمرين في نقل المياه عبر (بيدونات) صغيرة يعبئها من أحد الصهاريج ليحملها إلى بيته عبر دراجة هوائية أو شاحنة يدفعها بيده دفعاً، في مشهد يعبر عن المقدار الكبير من القسوة المصبوبة كالقدر على أهالي المدينة البسطاء.

* حلول بديلة

ربما تلاحظ هنا وهناك، في مدينة محاصرة كمعضمية الشام، أناس يرفعون المياه يدوياً من أحد الآبار، وآخرين ينقلونها في شاحنة تدفع بالأيدي، وفي أحد البيوت، ابتكر حسن طريقة سهلة لسحب المياه لا تكلفه أي مقدار من المازوت، ولكنها تستنفذ من جهده العضلي الكثير من الطاقة.

يقول حسن لـ "اقتصاد": أنا أستخدم الدراجة الهوائية في سحب المياه سواء كانت رئيسية أو من الآبار، وذلك عبر وصل شفاط الماء بدولاب الدراجة، وعند دوسي على الدراجة يدور محرك الشفاط".

ويضيف حسن: "بهذه الطريقة الشاقة أسحب المياه، إنني أعتبرها حلاً مؤقتاً لهذه الأزمة".



ترك تعليق

التعليق