"ملك المونة وسيدها" وأصناف أخرى.. ضحايا قفزات الأسعار في تلكلخ

يعتمد أهالي تلكلخ في ريف حمص الغربي، ومن معهم من نازحين ولاجئين، في غذائهم، على إعداد مونة سنوية صيفاً لاستهلاكها طوال العام وخاصة في فصل الشتاء.

 هذا العام، مع غلاء الأسعار وانخفاض قيمة العملة المحلية، وقلة توفر بعض مكونات المونة هذا الموسم، انخفضت نسب إعدادها بحيث أصبحت نادرة، وفي بعض الحالات، أصبح الأهالي يعدون بعضاً من أصناف المونة وليس جميعها، وبكميات محدودة.

 وجرت العادة من كل عام أن يقوم الأهالي بتحضير البرغل والزيتون، وزيت الزيتون والمكدوس والقريش "الشنكليش" والملوخية والمربيات ودبس الرمان وورق العنب والمخللات ...الخ، كمونة في أغلب البيوت. لكن الغلاء في الأسعار كان حائلاً أمام معظم أهالي مدينة تلكلخ، ومن معهم من النازحين والمهجرين إليها، منعهم من إعداد هذه المونة، سيما أن مدينة تلكلخ تفتقر إلى الزراعة، وتعتمد في كافة احتياجاتها على الشراء من سوق وحيدة محتكرة من الموالين من الطائفة العلوية والمحسوبين عليهم.

وقد بلغ سعر كيلو الحنطة هذا العام (60) ليرة سورية، بعد أن كان العام الماضي بـ (30) ليرة سورية، وتحتاج العائلة الواحدة ما يقارب (1-4) شنابل من الحنطة، وذلك بحسب أعدد أفراد الأسرة (الشنبل المتعارف عليه بين الناس يساوي 12 تنكة، والتنكة تساوي 16كيلو غرام).

 أما الزيت الحلو "الأصلي" الأساسي على المائدة السورية، فقد بلغ سعر التنكة (16) كيلو، (15-16) ألف ليرة سورية، بينما لم يتعد سعرها العام الماضي (8) آﻻف ليرة سورية، ولم يتجاوز سعرها في السنوات الماضية قبل الثورة وفي بدايتها (2500-3000) ليرة سورية.

 أما سيد المونة، المكدوس، الذي يحتاج تحضيره إلى الباذنجان والملح والفليفلة الحمراء والجوز والزيت الحلو، حُرم أكثر من 60% من الأهالي من إعداده بسبب غلاء مواده، حيث بلغ سعر كيلو الباذنجان (60) ليرة سورية، بينما تراوح سعر الكيلو منه العام الماضي بين (20-30) ليرة سورية، وتحتاج العائلة الواحدة المتوسطة ما لا يقل عن (50) كيلو وسطياً. في حين تراوح سعر الفليفله الحمراء للكيلو بين (100-120) ليرة سورية، بعد أن كان سعر الكيلو منه في العام الماضي يتراوح بين (30-50) ليرة سورية، ويحتاج 50 كيلو باذنجان إلى 20 كيلو من الفليفلة الحمراء.

أما سعر الملح، وبعد أن تخطى بشكل مفاجئ منذ عدة أشهر (120) ليرة سورية -أرجع البعض هذا الارتفاع المفاجئ حينها إلى سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على تدمر مصدر الملح الأساسي- عاد السعر إلى الانخفاض ليبلغ (50) ليرة سورية. والمكون الآخر، الجوز، بلغ سعر الكيلو منه (3500) ليرة سورية، بينما لم يتجاوز العام الماضي (1500) ليرة سورية.

بدوره، ملك المونة "الشنكليش"، الذي يحتاج إعداده إلى القريش والملح، قفزت تكاليف إعداده هو الآخر، فسعر كيلو القريش ارتفع ليصل (475) ليرة سورية، بينما لم يتجاوز العام الماضي (250) ليرة سورية، وتحتاج العائلة الواحدة ما لا يقل عن (30-50) كيلو منه.

وفي السياق نفسه، بلغ سعر الكيلو للملوخية الخضراء (35) ليرة سورية، بعد أن كان سعر الكيلو العام الماضي يتراوح بين (15-20) ليرة سورية، وتحتاج العائلة الواحدة بين (70-100) كيلو منها سنوياً، وبلغ سعر الملوخية اليابسة الجاهزة (1050) ليرة سورية.

 ولوحظ أيضاً أن المُربيات التي يقوم الأهالي بإعداد عدة أنواع منها، ولاسيما مربى المشمش ومربى التين، والتي يحتاج إعدادها إلى السكر بشكل أساسي، ارتفعت تكاليف مكوناتها هي الأخرى، فسجل سعر كيلو المشمش (125) ليرة سورية، بينما لم يتجاوز سعره العام الماضي (50) ليرة سورية مع انخفاض في توفره في السوق هذا العام، وتحتاج العائلة الواحدة ما لا يقل عن (30) كيلو منه كمونة سنوية.

 أما سيد المُربيات، "مربى التين" في المنطقة، المكون من التين والسكر، كان ضحية ارتفاع الأسعار أيضاً، فقد بلغ سعر كيلو التين (150) ليرة سورية، بينما لم يتعد العام الماضي (50) ليرة سورية، مع انخفاض كبير في كميات توفره أيضاً هذا الموسم، وتحتاج العائلة الواحدة أيضاً ما لا يقل عن (30) كيلو ﻹعداد المونه السنوية منه.

 المكون الأساسي للمُربيات، السكر، قفز سعره من (125) للسكر الأبيض، إلى (185) ليرة سورية.

 أما من يريد تحضير اليبرق، "ورق العنب"، فقد بلغ سعر الكيلو هذا العام (300) ليرة سورية، بعد أن كان العام الماضي لا يتجاوز (100) ليرة سورية، وكان قبل الثورة وبدايتها لا يتجاوز سعر الكيلو منه (30) ليرة سورية، وتحتاج العائلة الواحدة وسطياً من (5-10) كيلو منه كمونة سنوية.

أما المخللات، فقد اعتادت الأهالي إعداد مخلل الخيار والفليفلة الخضراء واللفت، وبلغ سعر الخيار (125) ليرة سورية، والفليفلة الخضراء تراوح سعرها بين (100-125) ليرة سورية.

 وأمام هذه المتطلبات والمكونات، فإن رب الأسرة، إن كان موظفاً براتب وسطي 30 ألف ليرة سورية، فقدَ أكثر من 4 أضعاف قدرته الشرائية، يقف عاجزاً عن تأمين القوت اليومي، فكيف له تأمين بعض مكونات المونة الأساسية؟، وكيف حال العائلات التي لا معيل لها، الغائب بين مفقود أو معتقل أو شهيد، مع غياب أغلب أشكال الدعم والاهتمام من كافة الأطراف، سواء كانت محسوبة على النظام أو المعارضة أو الأمم المتحدة؟!

ترك تعليق

التعليق