اقتصاديات.. "عقلنة الدعم" والنظام "المحترم"


كل قرارات رفع الأسعار التي قام بها النظام مؤخراً، جاءت تحت عناوين عقلنة الدعم، وهي عبارة غامضة تشبه "وهن نفسية الأمة"، التي زج النظام بسببها الكثير من المعارضين في السجون لعدة سنوات.. فكيف ترفع أسعار أبرز المواد الأساسية في حياة الناس وتضيق عليهم معيشتهم ثم تقول لهم أن ذلك في صالحهم ويهدف إلى عقلنة الدعم..؟!
 
كان لي صديق يرى أن النظام، محترم، كونه لم يزج بالمعارضين في السجون بتهم مثل اللواطة أو السرقة، رغم أنه قادر على تلفيق مثل هذه التهم لهم بمنتهى السهولة، لكنه اختار لهم تهماً محترمة مثل "إضعاف الشعور القومي" و"وهن نفسية الأمة".. فابتلينا بهم وبتهمهم الغامضة التي جعلت منهم مناضلين، "رغم أن التهم الأولى أقرب للواقع"، حسب وصف "الصديق"...!!

 وبالعود إلى قرارات رفع الأسعار التي أصبحت بروتوكولاً شهرياً أو فصلياً، يقوم به النظام مع تزايد الانفاق على عملياته العسكرية، فهو ليس بحاجة لخطاب تبرير، ويستطيع القول ودون أن يعترض أحد: "سوف أرفع الأسعار رغماً عنكم حتى لو متم من الجوع والبرد"، بل هو قادر على إخراج مسيرات تأييد لهذه القرارات، وتكليف شعراء يتغنون بمزايا "عقلنة الدعم".. غير أن النظام "المحترم" يأبى إلا أن يصور بندقيته المصوبة إلى صدور الناس، على أنها بندقية عدالة ورحمة..

على أية حال، كل يوم تتزايد الأسباب التي تؤدي إلى موت السوريين أو تلك التي تدفعهم إلى الهجرة، لكن قد يبدو غريباً أن يكون "عقلنة الدعم" أحد هذه الأسباب.. فماذا سيقول السوري الآن للمحققين الأوروبيين..؟، هربت من البلد بسبب عقلنة الدعم..؟!

ترك تعليق

التعليق