زيتون إدلب.. موسم وفير يُباع بأسعار بخسة


بدأ موسم قطاف الزيتون في إدلب، ومع بداية هذا الموسم ثمة تساؤلات عديدة تدور في أذهان الفلاحين المنتجين والناس المستهلكين حول زراعة الزيتون ومشكلاتها بشكل عام، وحول الموسم الحالي وإنتاجه من الزيت، بشكل خاص.

بهذا الصدد نذكر أنه كان هناك عدد كبير من معاصر الزيتون المنتشرة في مناطق زراعة الزيتون في المحافظات المختلفة في سوريا، وقبل اندلاع الثورة كان هناك نحو 1086 معصرة موزعة على المناطق المختلفة للإنتاج، وكان ثلثا هذه المعاصر يعمل بتقنية الطرد المركزي، والثلث يعمل بتقنية الضغط (معاصر المكابس).

 أما اليوم فإن عدد المعاصر انخفض بنسبة 90% وفق تقديرات المزارعين.. فما هو واقع زراعة الزيتون في إدلب تحديداً مع حلول الموسم الخامس منذ انطلاق الثورة؟.. وما هي المشكلات التي تعوق التسويق خلال السنوات الخمس العجاف؟


عدم وجود أسواق تصريف

يقول الناشط والإعلامي، رزق العبي، أن المشكلة في تسويق زيت الزيتون بدأت مع نهاية موسم قطافه في محافظة إدلب هذا العام، خصوصاً وأن المحافظة منعزلة عن باقي محافظات سوريا، وأهمها دمشق وحلب المدينة، وبالتالي ينعدم وجود سوق تصريف للزيت، الذي يشكل إنتاج إدلب منه 20% من إنتاج سوريا، ويعتبر الموسم الحالي من المواسم الوفيرة بعد تساقط الأمطار لفترات طويلة في إدلب.

وأضاف الناشط أن بيع زيت الزيتون يحقق مردوداً مالياً واقتصادياً معيشياً بالنسبة للمزارعين، إلا أن هناك مشكلات كبرى لعل أهمها عدم توفر مكان آمن لتخزين الزيت نتيجة القصف.

واستطرد الناشط: "بدأ يظهر في ريف إدلب ما يعرف بتجار الأزمات، الذين يجبرون المزارع على بيع زيته لتأمين قوت الشتاء، وذلك بسعر رخيص قياساً بجودة الزيت المنتج".

ولفت العبي، إلى أن المزارع كان يأمل أن يسوق الزيت ضمن الأسواق التركية، إلا أنه بات رهين التجار المحليين بسبب صعوبة تسويق الزيت عبر الحدود، وسط غياب فرص بيعه في مناطق النظام، خشية السطو على المنتج من الحواجز أو الاعتقالات، حيث تم رصد حواجز عدة على طريق حماة نفذت اعتقالات لمزارعين من إدلب كانوا قد قصدوا مدينة حماة لتصريف بعض المنتوجات الزراعية هناك، وبالتالي لا مناص من البيع بسعر قليل لتأمين بعض الألوف من الليرات، فالشتاء والمصروف اليومي يتضاعف مع الارتفاع المرتبط بالدولار.

كيلو الزيت ما بين 700 إلى 900 ليرة

وأوضح الناشط لـ "اقتصاد" أن مشكلات الموسم لا تتوقف عند ما سبق، بل زادت مع غلاء علب التخزين الخاصة بالزيت، وتكاليف نقل الزيتون من الحقل إلى المنزل، ثم إلى المعمل، ثم إلى المنزل بعد عصره، حتى لجأ البعض لبيعه في المعصرة بسعر زهيد نتيجة قلة المال، مسجلاً كيلو غرام الزيت ما بين 700 إلى 900 ليرة سورية، وهي مشكلة كان يجب أن تعالج قبل أشهر من موسم القطاف، فكما يتم شراء القمح من المزارعين في كل من إدلب وحلب لمنع بيعه لمناطق النظام، كان من الضروري إيجاد سوق تصريف للزيت حتى لا يباع بسعر أقل تارة، ويخزن لسنوات تارة أخرى.

 97 مليون شجرة زيتون

يشار إلى أن قطاع الزيتون كان يعد أحد أهم قطاعات الإنتاج الزراعي السوري بمساحة مقدارها 647 ألف هكتار، وتضم نحو 97 مليون شجرة منها 73 مليون شجرة مثمرة، تشكل نحو 12% من إجمالي المساحة المزرعة في سوريا، و65% من إجمالي مساحة الأشجار المثمرة، وكان معدل الإنتاج السنوي من ثمار الزيتون في موسمي حمل ومعاومة متتاليين يقدر بنحو880 ألف طن من الثمار.

يذكر أن الزيتون قبل الثورة السورية كان يكتسب أهمية اقتصادية كبيرة من خلال مساهمته بنسبة 1.5-3.5% من قيمة الدخل الوطني و5-9% من قيمة الدخل الزراعي حسب سنة الحمل، ويشكل قطاع الزيتون مصدر رزق لشريحة واسعة من السكان بسوريا (نحو 400 ألف عائلة).

ترك تعليق

التعليق